الطنطورة تستعد لإحياء الذكرى 68 لمجزرتها

الطنطورة تستعد لإحياء الذكرى 68 لمجزرتها

25 مارس 2016
على شاطئ الطنطورة كان الاجتماع التحضيري (العربي الجديد)
+ الخط -


اجتمع اليوم الجمعة، عشرات الناشطين في قرية طنطورة المهجّرة بالقرب من بيت آل اليحيى، الأخير الباقي في القرية، بهدف التحضير لإحياء الذكرى 68 لشهداء مذبحة الطنطورة، وذلك بمبادرة من جمعية "فلسطينيات".

القرية الواقعة على الساحل، جنوب مدينة حيفا، كانت قد تعرّضت لمجزرة رهيبة ارتكبتها العصابات الصهيونية بتاريخ 22 و23 مايو/ أيار 1948، وراح ضحيتها أكثر من 200 شهيد.

وتختلف مجزرة الطنطورة عن بقية المجازر في فلسطين بأنها ارتكبت بعد أسبوع من إعلان الاحتلال "قيام دولة إسرائيل"، وقد اختار هذه القرية خصوصاً بسبب موقعها على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ولأنه اتهم أهلها بتحويلها إلى مرفأ يمرّ عبره السلاح إلى الشعب الفلسطيني.

تجدر الإشارة إلى أنّ مستعمرة نحشوليم أقيمت على أنقاض قرية الطنطورة، فيما بقي منها بيت آل يحيى الشاهد على النكبة ومقام ولي صالح. أما المقبرة فقد بنوا عليها موقف سيارات ومنتجعاً سياحياً على شاطئ المتوسط.

شارك في الاجتماع التحضيري ناشطون مهجّرون من قرى الأراضي المحتلة عام 1948، وهدفهم الاحتفال بذكرى المجزرة من خلال نشاط جماهيري ثابت لترسيخه في ذاكرة الأجيال المقبلة. وفي السنة الماضية، أحيوا الذكرى للمرة الأولى منذ نكبة 1948، وذلك بمبادرة من قبل جمعيتَي "فلسطينيات" و"المهجّرين". يُذكر أنّ من بقي من مهجّري قرية الطنطورة في البلاد يقطنون في قرية الفريديس، فيما القسم الأكبر في مخيمات سورية.

جيهان سرحان من الجيل الثاني من أبناء طنطورة المهجّرين. تقول "ولدت أمي الحاجة رشيدة أيوب أعمر في القرية وكانت شاهدة على المذبحة. اليوم تقطن في قرية الفريديس المجاورة، فيما تشرّد إخوتها بعد النكبة والمذبحة". تضيف: "كانت متزوجة ولها ابنتان. زوجها محمد إحسان أعمر استشهد في المجزرة خلال دفاعه عن القرية، وبقيت جثته في العراء لمدة ثلاثة أيام. من ثمّ، أقيم له قبر إلى جانب شجرة تين، لكن الاحتلال جرفه قبل عشرة أعوام".

وتضيف "أمّي تزوّجت من أبي بعد النكبة، وأنجبتني وأربع أخوات. لكنها حتى اليوم، لا تستطيع زيارة قريتها. لم تدخلها منذ النكبة، على الرغم من أنها تبعد فقط كيلومترين اثنين. الصدمة كانت قاسية عليها، هي التي شهدت المذبحة". تضيف: "وكانت أمّي قد أخبرتنا أنهم هاجموا البلدة عند الساعة الثانية من بعد منتصف الليل، ولم تترك تفصيلاً واحداً يفوتنا. نحن عشنا تفاصيل المذبحة مما روته لنا".

أغصان سرحان أيضاً من الجيل الثاني. والدتها من مواليد الطنطورة. تقول: "منذ إحياء الذكرى في العام الماضي، نعمل على جمع أسماء الشهداء. خلال عام، استطعنا جمع مائة اسم شهيد عن طريق التواصل عبر موقع فيسبوك". وتوضح أنّ "بعد نشاط العام الماضي، كان تفاعل كبير مع مهجّري الطنطورة في الشتات. ونحن ما زلنا مستمرين لنوثّق جميع أسماء الشهداء".

أما فؤاد حصادية من قرية الفريديس، فيخبر أنّ "جدّي عبد الرازق حمدان حصادية من بناة قرية الطنطورة، ويعرف البلد بيتاً بيتاً. ووالدي محمد حصادية كان يرافق جدي طوال الوقت ويساعده في البناء والعمل بعد المدرسة". يضيف أنّ "في قرية الفريديس عائلات كثيرة من مهجّري الطنطورة. وأنا تربيت في قرية الطنطورة مذ أبصرت النور، وأعمل في الصيد على شاطئ بحرها". ويؤكد أنّ "جميع أهالي الفريديس من الصغار إلى الكبار، نسمي الطنطورة باسمها العربي الفلسطيني وليس مستعمرة نحشوليم".

في السياق، يشدّد مدير جمعية "فلسطينيات" جهاد أبو ريا على أنّ "مذبحة الطنطورة هي جريمة كبيرة. نحن نريد تكريم الشهداء ليعلموا أننا نلاحق المجرمين. كل شعب لا يحترم ماضيه، لا مستقبل له. سوف نحيي هذه السنة مذبحة الطنطورة على مدى يومَين اثنَين، في الأول نشاطات ملتزمة لجميع أفراد العائلة، يعرّف خلاله مهجّرو القرية المشاركين عليها، وفي اليوم التالي نحيي طقساً في ذكرى المذبحة لتكريم الشهداء".

اقرأ أيضاً: فاطمة أبو النيل عادت إلى حيفا