طلاب "جب الذيب" الفلسطينية... ذهبوا إلى مدرستهم فلم يجدوها

طلاب "جب الذيب" الفلسطينية... ذهبوا إلى مدرستهم فلم يجدوها

بيت لحم

محمد عبيدات

avata
محمد عبيدات
24 اغسطس 2017
+ الخط -
لم يجد 64 طالبا وطالبة من سكان قرية "جب الذيب" الفلسطينية المهددة بالتهجير، في يوم بدء العام الدراسي الجديد، بالضفة الغربية المحتلة، مدرستهم في مكانها، فقوات الاحتلال الإسرائيلي هدمتها، في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، وحرمت طلابها من حقهم في التعليم المكفول عالميا.

ولجأت هيئة شؤون الجدار والاستيطان، قبل أسبوع، إلى إنشاء خمس غرف متنقلة لاستخدامها مدرسة مؤقتة، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، بغرض تعزيز صمود سكان "جب الذيب"، وبقائهم في أرضهم ومواجهة شبح الاستيطان، الذي يتهدد المزيد من أراضي الفلسطينيين.

ويقول منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في جنوب الضفة الغربية، حسن بريجية، لـ"العربي الجديد"، إن المدرسة كانت مكونة من أربعة صفوف، من الأول وحتى الرابع، وكانت مبنية في منطقة يريد الاحتلال الإسرائيلي إفراغها من السكان، لذلك محرومة من كافة مقومات الحياة وخدمات البنية التحتية.

وقرر نشطاء المقاومة الشعبية الفلسطينية الرد على هدم سلطات الاحتلال الإسرائيلي المدرسة، وأحضروا، مع ساعات الصباح الأولى، خيمة لتقي الطلبة حر الشمس، فيما حضرت كافة فعاليات التربية والتعليم في مدينة بيت لحم إلى المكان لافتتاح العام الدراسي الجديد من الخيمة كبديل للمدرسة المسلوبة.

المدرسة المؤقتة أقيمت بين قريتي بيت تعمر وجب الذيب، وكلتا القريتين شرقي بيت لحم، وتوجه الطلبة كالمعتاد إليها، وفي المكان رددوا شعار "يا عالم نريد أن نعيش طفولتنا، نلعب ونلهو وندرس"، في الوقت الذي أرسل فيه نشطاء المقاومة الشعبية رسالة مفادها: "أينما وجد الفلسطيني، ثمة حياة يجب أم تستمر".

المدرسة، التي افتتحتها التربية والتعليم الفلسطينية، الأسبوع الماضي، تم بناؤها لتخفيف عناء المسافات على طلبة قرية جب الذيب، وتعزيز صمود الأهالي هناك، ورسالة البقاء لكل فلسطيني في أرضه، لكن سلطات الاحتلال قرأت الرسالة بذريعة التراخيص التي هدمت بموجبها عشرات المنازل والمدارس في الضفة الغربية المحتلة.

وأكد بريجية أن "رسالة الفلسطينيين هي التحدي والبقاء، وسنحاول إعادة المدرسة إلى عهدها السابق، وتحدي سلطات الاحتلال الإسرائيلي وقراراتها الهمجية، والإصرار على حقوق التعليم والتعلم التي تكفلها كافة القوانين والمعاهدات الدولية في العالم".

ويعيش في جب الذيب نحو 150 فلسطينيا، في ظروف معيشية صعبة، حيث تحاصرهم قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتمنعهم من التوسع العمراني، أو الحصول على الماء والكهرباء، وكافة مقومات الحياة الأساسية، وهم محرومون من شق الطرق أيضا، ويعتمدون على تربية المواشي، ومولدات الطاقة الشمسية للحصول على الكهرباء، وتحاربهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي من خلال مصادرة كافة وسائل الحياة البديلة.

المساهمون