38 مفقوداً في بحر إيجه بعد غرق قارب للمهاجرين

38 مفقوداً في بحر إيجه بعد غرق قارب للمهاجرين

29 أكتوبر 2015
آلاف اللاجئين السوريين يتوافدون على أوروبا (فرانس برس)
+ الخط -
تبحث السلطات في جزيرة ليسبوس اليونانية، اليوم الخميس، عن 38 شخصاً يعتقد أنهم لا يزالون مفقودين بعد غرق قارب خشبي يحمل مهاجرين. وفي وقت سابق، تم إنقاذ 242 شخصاً وانتشال ثلاث جثث.

مع أول ضوء للخميس، انضمت مروحية من وكالة حماية الحدود الأوروبية فرونتكس، إلى البحث مع سفن خفر السواحل اليونانية قبالة الساحل الشمالي للجزيرة.

ومات ما لا يقل عن 11 شخصاً، معظمهم من الأطفال، في خمسة حوادث منفصلة شرقي بحر إيجه أمس الأربعاء، مع استمرار توجه الآلاف من الناس إلى الجزر اليونانية من تركيا، في قوارب واهية ووسط طقس عاصف.

وتتحمل ليسبوس وطأة أزمة اللاجئين في اليونان، مع أكثر من 300 ألف وصلوا إلى الجزيرة هذا العام، وبلغ عدد الوافدين يومياً ذروته في الآونة الأخيرة إلى 7500 شخص.

وفي مشهد درامي في وقت متأخر الأربعاء، ساعد العشرات من المسعفين والمتطوعين في الجهود المبذولة لمساعدة الناجين، حيث دثروهم ببطانيات ذات رقائق معدنية، وجعلوا الأولوية للنقل بسيارات الإسعاف.

وقالت السلطات المحلية إنها نقلت إلى المستشفى 18 طفلاً، ثلاثة منهم في حالة خطيرة.

ويبدو المهاجرون الملتفون بشالات وأغطية رمادية، بعضهم ينتعل صنادل بدون جوارب رغم درجات الحرارة القريبة من الصفر، أشبه بجيش مهزوم.

ومع ذلك، يتمكن هؤلاء المهاجرون الفقراء المتدفقون بالآلاف من الشرق الأوسط، من إسقاط الحدود الواحد تلو الآخر في مسيرتهم باتجاه أوروبا الغربية.

اقرأ أيضاً:مهاجرون يحرقون خيامهم على الحدود السلوفينية الكرواتية


وفي بيركاسوفو في قلب يوغوسلافيا السابقة، التي باتت اليوم معبراً حدودياً لهم بين صربيا وكرواتيا، لم يعد رجال الشرطة يبالون للسيل المتواصل الذي يعبر أمام أعينهم بصمت وبدون أي تدقيق منذ أيام.

ويبدو محمد الجم (33 عاماً) بلحيته التي نمت منذ ثلاثة أيام، حزيناً. ويقول هذا اللبناني "ابني البالغ من العمر أربع سنوات مريض وزوجتي هجرتني".

ويريد الرجل التوجه إلى السويد "من أجل بناء حياة جديدة" لابنه الذي بقي في بيروت إلى أن يتمكن من الاستقرار في أوروبا.

ومثل محمد، بعد أن ينزلوا من الحافلات في الأراضي الصربية، يسلك هؤلاء المهاجرون الفارون من النزاعات في سورية والعراق وأفغانستان مشياً على الأقدام الطريق التي تمتد ثلاثة كيلومترات وتفصلهم عن الحدود الكرواتية.

وتشكل خيام عسكرية نصبت على الطريق المعبد ما يشبه نفقاً يمتد نحو 500 متر في الأراضي الكرواتية، ما يسمح للاجئين بإيجاد ملاذ صغير في الأحوال الجوية السيئة.

وتصطف حواجز معدنية متنقلة يبلغ ارتفاعها متراً وطولها حوالى مترين، لتشكل ممرين يتقدم المهاجرون عبرهما. لكن لا مكان للجلوس أو الاستراحة. في بيركاسوفو يمر اللاجئون بوتيرة سريعة منذ اتفاق أبرم مؤخراً وينص على تنسيق أفضل بين شرطتي البلدين.

وتذكّر قرية من الخيام الصغيرة المتروكة في حقل وحلي بالظروف الصعبة التي كان المهاجرون ينتظرون فيها تحت المطر للدخول إلى كرواتيا البلد العضو في الاتحاد الأوروبي في طريقهم إلى سلوفينيا أو شمالاً إلى ألمانيا أو السويد.

وتتناثر ملابس وأحذية على امتداد كيلومترات في الحقول على جانبي الطريق الصغير. ويعمل سجناء صرب يرتدون سترات خضراء تميزهم، على جمع النفايات بمكانس ووضعها في أغطية رمادية تركها المهاجرون ثم يقومون بربطها من زواياها الأربع لإلقائها في مقطورة جرار.

وتأمل نور (23 عاماً) التي تدرس هندسة العمارة بدمشق في اللحاق بوالديها وشقيقيها الموجودين في النمسا.

وتبكي هذه الشابة التي ترتدي حجاباً رمادياً المأساة التي تعيشها بلادها وتهاجم بشدة "مافيا المهربين" في تركيا.

وفي بيركاسوفو في الجانب الكرواتي، تنتظر حافلات لنقل اللاجئين إلى مكان غير بعيد في توفارنيك (شرق) من حيث تقلهم قطارات إلى الحدود السلوفينية. وهذه الرحلة مجانية وتدفع الدولة الكرواتية ثمنها، لكن نور لا تعرف ذلك.


اقرأ أيضاً:إنقاذ عشرات اللاجئين السوريين في تركيا وألمانيا ترفض الأفغان