نقص الألبان المدعمة يدفع المصريين للتكدس أمام الصيدليات

نقص الألبان المدعمة يدفع المصريين للتكدس أمام الصيدليات

04 ابريل 2016
وزارة الصحة تؤكد أن المخزون كاف (Getty)
+ الخط -

يصطف يومياً العشرات من الآباء والأمهات أمام الصيدليات الحكومية المصرية للحصول على علب من ألبان الأطفال المدعمة، أو نصف المدعمة في مشهد يومي يؤدي إلى وقوع مشاداتٍ وتلاسنٍ بين الراغبين في الاستفادة من "العرض المستمر"، في ظل نقص علب اللبن، الأمر الذي يهدد حياة آلاف الأطفال.

وحسب شهادات الأهالي، فإن عدم وجود ألبان الأطفال المدعمة في عدد من الصيدليات، ومحدودية الحصة التي تصرف لكل صيدلية (أربع علب في الشهر)، لا تكفي طفلاً واحداً، هو ما يدفعهم إلى الاحتشاد أمام الصيدليات في محاولة للحصول على علبة واحدة من الحليب لأطفالهم.

 لكن معظم تلك المحاولات تبوء بالفشل، ولا ينجح إلا عدد قليل منهم في الحصول على علبة واحدة، بعدما تجاوز سعر العلبة في القطاع الخاص إلى أكثر من 150 جنيها (15 دولارا أميركيا)، بينما العلبة المدعمة 30 جنيها، حيث إن الطفل الواحد يحتاج إلى 4 علب على الأقل شهرياً.

خالد محمد، أحد المتضررين، قال لـ"العربي الجديد"، إنه حضر إلى صيدلية الإسعاف منذ صلاة الفجر من أجل الحصول على علبة لبن، وبين يديه كافة الأوراق التي تثبت أن زوجته لا تستطيع أن ترضع وكذا شهادة ميلاد نجله"، مؤكداً أن طفله البالغ 4 أشهر يستهلك 4 علب شهريا، ولا يستطيع أن يشتري الأنواع الأخرى غير المدعمة.

وأشار المتحدث إلى أنه أكثر من مرة ينصرف دون الحصول على اللبن، بعد أن تحمل مشقة الوقوف في الطابور، كما أشار إلى أن هناك أزمة حادة في ألبان الأطفال، مطالباً الحكومة بسرعة التدخل لحلها.

 
من جهته، حمّل المركز المصري للحق في الدواء الحكومةَ المصرية وفاة ما يقرب من 3 ملايين طفل بسبب نقص علب اللبن الخاصة بهم، وإصابة العديد منهم بالأمراض، خاصة بعد اختفاء الألبان المدعمة لملايين الأطفال.

وقال المركز في تصريحات خاصة إن هناك مخاطبات متعددة لرئيس الوزراء ووزير الصحة لشراء ألبان الأطفال المدعمة، نظرًا لاختفائها منذ شهور، بينما رئاسة الوزراء متراخية نحو تحقيق أمنية الملايين من أطفال مصر الذين يموتون، محذراً من وقوع كارثة، وتعرض عشرات آلاف الأطفال حديثي الولادة للخطر وخاصة الأطفال المبسترين منهم.

وتساءل المركز "كيف تتمكن الأسر التي تعيش تحت خط الفقر تلبية حاجة أطفالهم الغذائية؟ خاصة أن منظمات عالمية حذرت من أن فقر الدم وسوء التغذية قضية قومية تهدد صحة المصريين، وأنها لا تعني بالضرورة نقص الغذاء، ولكن أيضا اتباع سلوكيات غذائية خاطئة وعدم انتظام الرضاعة الصناعية.

ورغم كثرة الطوابير أمام الصيدليات بسبب اختفاء "علب لبن الأطفال" إلا أن وزارة الصحة تنفي وجود مشكلة، مؤكدة أن المخزون يكفي لـ 5 أو 6 أشهر، وقال المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية الدكتور خالد مجاهد إن مناقصة ألبان الأطفال رست على الشركة المصرية لتجارة الأدوية، وسوف يتم توريد الألبان.

وأضاف أن الأزمة الحقيقية في شقين؛ الأول يتعلق بعدم تحكم الوزارة في الألبان المدعمة التي تصرف في شكل حصص للصيدليات ولا تصل لمستحقيها، والشق الثاني في عدم استحقاق كل الأطفال الحصول على اللبن المدعم، والمنوط به تحديد ذلك وهو الفريق الطبي في كل وحدة صحية أو مكتب صحة بعد الكشف على الأم والطفل.

ولفت إلى أن إلى المواطنين يصرون على التكدس أمام صيدليات معينة مثل صيدلية الإسعاف في الوقت الذي من الممكن أن يحصلوا على حصتهم من الألبان من أقرب مكتب صحة لمنازلهم.