"العفو الدولية": مدنيون شرقي حلب يخشون هجمات انتقامية

"العفو الدولية": مدنيون شرقي حلب يخشون هجمات انتقامية

29 نوفمبر 2016
فارون من شدة القصف والغارات(جورج أورفليان- فرانس برس)
+ الخط -
طالبت منظمة العفو الدولية أمس الاثنين النظام السوري بضمان حرية تنقل المدنيين القاطنين في القسم الشرقي من مدينة حلب بعد استيلاء قواته على أجزاء منها في الأيام الأخيرة الماضية، وأن يضمن حمايتهم من الهجمات الانتقامية بما فيها الاحتجاز التعسفي والتعذيب والإخفاء القسري، أو التضييق عليهم.

وأشارت المنظمة في تقرير نشرته أمس إلى أن 100 عائلة على الأقل لا تزال تعيش في اثنين من أحياء شرقي حلب، وهماجبل بدرو ومساكن هنانو، ناقلة عن كثيرين ممن بقوا في شرق مدينة حلب أنهم يخشون أعمالًا انتقامية يمكن أن تنفذها قوات الحكومة.

وقالت رئيسة قسم الحملات، ونائبة مدير المكتب الإقليمي لمنظمة العفو الدولية في بيروت، سماح حديد: "طالما شنت قوات الحكومة السورية مرارًا وتكرارًا هجمات غير مشروعة على مدينة حلب، مظهرة استخفافًا قاسيًا حيال سلامة المدنيين القاطنين في أماكن من المدينة خاضعة لسيطرة جماعات المعارضة المسلحة.

وتابعت "بالنظر إلى تاريخ الحكومة السورية الطويل والمظلم، في ما يتعلق بالاحتجاز التعسفي والاختفاءات القسرية على مستوى جماعي، فإنه لأمر على درجة أكبر من الأهمية واللزوم أن يحظى المدنيون بالحماية في المناطق التي سيطرت عليها (قوات الحكومة) مؤخرًا في مدينة حلب. يجب على الحكومة السورية ألا تحدّ على نحو تعسفي من تنقل المدنيين، ويجب أن تتيح للمدنيين الراغبين في مغادرة المنطقة بحرية فعلَ ذلك دون أي تهديد أو قيود".

وذكر فادي، وهو ناشط في حلب لمنظمة العفو الدولية، أنه لم يكن بمقدور سكان حيّي مساكن هنانو وجبل بدرو الهرب مع تقدم قوات الحكومة، وهم يشعرون بخوف شديد من مغبّة مغادرة منازلهم.

وقال فادي:"أعرف بعض العائلات وأخبروني أنهم الآن في بيوتهم، وأنهم يخشون التنقل بسبب انتشار جنود الحكومة السورية في كل مكان".





وقال ناشط آخر للمنظمة إن قوات الحكومة اقتادت بعض السكان الذكور من حي مساكن هنانو إلى مطار النيرب للتحقيق معهم ومعرفة خلفياتهم. ولم يكن بمقدور منظمة العفو الدولية تأكيد صحة هذه الأنباء.

وأوضح سكان للمنظمة يقطنون في حي الشيخ مقصود، وهو ناحية من مدينة حلب تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية أن ما يصل إلى 8000 شخص من شرقي حلب فروا إلى هناك على مدار الأسبوع الفائت مع تصاعد حدة القتال، وتكثيف الغارات الجوية. وليس هناك أي طريق أمام المدنيين لمغادرة حي الشيخ مقصود دون المرور عبر غربي حلب، الخاضع لسيطرة قوات الحكومة. ويخشى كثيرون ترك المنطقة خوفًا من التعرض للانتقام من قوات الحكومة إذا غادروا.

ومع تشديد قوات الحكومة السورية قبضتها الخانقة حول شرقي حلب، من المتوقع أيضًا أن يشتد الحصار المفروض على ذلك الجزء من المدينة، مع ما يعنيه ذلك من تبعات مدمرة على المدنيين.

ووصف أحد الرجال الذي فر مع عائلته من حي الشيخ مقصود الوضع اليائس: "وصلت مع أخي وعائلتينا قبل بضعة أيام. جازفنا ولم نعلم إن كانت وحدات حماية الشعب الكردية ستسمح لنا بالعبور، لكن لم يكن بمقدورنا أن نتحمل الشعور بالجوع وهدير الطائرات طيلة اليوم، لذا قررنا الرحيل (...)الغذاء كان شحيحا، وكان غالي الثمن جدًا. وفي آخر كل يوم كنت أحمد الله كوني ما أزال على قيد الحياة دون التعرض لقذائف الغارات الجوية، والقصف المدفعي".

وأردف الرجل في ختام كلامه: "ما عاد بمستطاعنا أن نعيش على هذا النحو بعد الآن".


(العربي الجديد)