فلتان في السويداء

فلتان في السويداء

03 مارس 2017
أمل (محمد أبازيد/ فرانس برس)
+ الخط -
تتصدّر أخبار الخطف وسرقة السيّارات اهتمام سكّان محافظة السويداء (جنوب سورية)، حتّى أنّ هذه الأخبار باتت حديث الناس في لقاءاتهم أو على وسائل التواصل الاجتماعي. يقول الناشط أبو علي المعروفي، لـ "العربي الجديد"، إنّ أخبار الخطف وتبعاته باتت شبه يوميّة، لافتاً إلى أنّ معظم عمليّات الخطف تقع غرب المحافظة، تحديداً في المناطق القريبة من محافظة درعا، والتي يكثر تواجد البدو فيها. وغالباً ما تُتّهم عصابات هناك بالمسؤوليّة عن عمليات الخطف والسرقة، بالتعاون مع عصابات من أبناء السويداء ودرعا.
يوضح المعروفي أنّ الهدف من بعض عمليّات الخطف هو طلب فدية مالية، الأمر الذي يؤدّي إلى حوادث خطف مضادة. وفي بعض الأحيان، يحصل تفاوض على الفدية التي تُجمع من عائلات أهالي السويداء.

من جهته، يقول الناشط أبو عماد، وهو من السويداء، لـ "العربي الجديد"، إنّ حوادث الخطف في المحافظة كانت محدودة قبل نحو ثلاث سنوات، وكانت محصورة بأولئك الذين يعملون في نقل البترول من المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" إلى درعا عبر أراضي المحافظة، بالإضافة إلى تجّار السلاح والمواد الغذائيّة. يضيف أنّ عمليّات الخطف توسّعت لاحقاً، وقد تحولت إلى مصدر رزق رئيسي لبعض العصابات.

وفي ما يتعلّق بسرقة السيّارات، فإنّ المحافظة تشهد يومياً سرقة ما بين سيّارتين إلى ثلاث سيارات، ترسل إلى مناطق درعا الخارجة عن سيطرة النظام، وتباع بنصف ثمنها. ويوضح أنّ بعض الأشخاص أو الجهات تتولّى إعادة السيّارات المسروقة إلى أصحابها في مقابل مبالغ مالية كبيرة، مبيّناً أنّ ملاحقة هذه العصابات أمرٌ صعبٌ، إذ أنّ معظم هذه الجهات ترتبط بجهات أمنية أو مليشيات.



يلفت مصدر من محافظة السويداء إلى أنّه "سبق توقيف أكثر من شخص وتسليمهم إلى الجهات التي يتبعونها. وبدلاً من تحويلهم إلى القضاء، نفاجأ بإطلاق سراحهم بعد أيام قليلة". ويوضح أنّ الأهالي باتوا يعرفون بعض الأشخاص الذين اعتادوا السرقة، ويحدّدون عدد السيارات التي سرقت، وفي بعض الأحيان الأماكن التي توضع فيها السيارات المسروقة.

ويحذر ناشطون في السويداء من مخاطر انتشار السلاح العشوائي، والذي يستخدم خلال الخطف أو السرقة، علماً أنّ الأهالي بشكل عام بدأوا في اقتناء السلاح للدفاع عن أنفسهم. وفي ظلّ الأزمة المعيشيّة التي يعاني منها نحو 400 ألف من أهالي السويداء، والذين يستضيفون أكثر من 18 ألف عائلة نازحة معظمهم من درعا وريف دمشق، تسجّل حوادث إطلاق نار من جرّاء المشاجرات أمام محطات الوقود وتوزيع المعونات والأفران وغيرها.

ويكفي أن تزور السويداء لساعات، لتجد أنّ الحياة فيها هي عبارة عن أزمات معيشية تجعل الناس في حالة من عدم الاستقرار والضغط النفسي والمادي. مياه الشرب لا تأتي إلّا مرة واحدة في الأسبوع. أما في الريف، فلا ينعم الأهالي بمياه الشرب إلّا مرّة في الشهر، ولساعات فقط. هذا الأمر يجعل الناس في حاجة إلى شراء المياه.

كذلك، ولدى المرور قرب محطات الوقود، ترى عشرات السيارات الراكنة، والتي قد ينتظر أصحابها 24 ساعة للحصول على 20 لتراً من الوقود. ووصل سعر ليتر البنزين في السوق السوداء إلى ألف ليرة (دولارين تقريباً)، علماً أنّ سعره الرسمي هو 225 ليرة. وارتفع سعر المازوت أيضاً، وباتت هناك صهاريج تبيع مازوتاً يُطلق عليه "المازوت الداعشي أو الأنباري" (نسبة إلى العراق)، إذ يُجلب من المناطق الخاضعة لسيطرة "داعش".

وبشكل عام، تشهد الأسواق ارتفاعاً كبيراً في أسعار المواد الغذائية والألبسة والأدوات المنزلية وغيرها. ويعزو التجار السبب إلى الإتاوات التي تفرضها الحواجز على البضائع الداخلة إلى السويداء، بالإضافة إلى أزمة الكهرباء، إذ تأتي الكهرباء ساعة واحدة كل خمس ساعات.