أن تقلق... وتقلق
أن تقلق... وتقلق
صورة تُجسّد القلق (سام ياه/ فرانس برس)
كيف تشرح لأي شخص، قريباً كان أو بعيداً، عن القلق أو الـ anxiety. المصطلح المستخدم باللغة العربيّة يجعل مهمّتك أصعب. قلق؟ ماذا قد يعني ذلك؟ ولماذا قد يكون القلق لدى شخص ما مختلفاً تماماً عن شخص آخر، كأن يشعر ذلك الآخر أن كلّ الكلمات التي قد يلجأ إلى استخدامها لن تسعفه في مسعاه. إلا أنها بالانكليزية، تعكس وجعاً كبيراً... وجعاً في الدماغ نتيجة فكرة تأتي لتجرّ وراءها كومة كبيرة من الأفكار تعجز المخلوقات التي تعاني القلق عن السيطرة عليها. وطالما أنها تسيطر، فإنّه لم يتمكن منها بعد.
والـ anxiety تعني كلّ هذه الكلمات معاً: "ارتباك، إشفاق، اضطراب، إيجاس، أسى، بلبلة، تحرق، تخوف، تشوش، جأش، جزع، حذر، حرقة، حزن، خوف، فَزَع، قلق، لوعة، هلع، وهمّ". تعني فكرة تجعل صاحبها يدور حولها. والفكرة لا تتوقف هنا، بل تُفرز أفكاراً أخرى تضيّق الخناق على روح القلق. والألم يأخذ أبعاداً حسيّة، ويصير وجعاً في المعدة وكأنها تنزف كتلاً من الأفكار الثقيلة، وعدم قدرة على تحريك الأطراف. ثمّ يأتي هؤلاء الأشخاص الذين يقدّمون تلك النصائح المعلبة للقلقين في أزماتهم، فما عليهم سوى النهوض من السرير. نهوض؟ حقاً؟ لكنّ أجساد هؤلاء مشلولة ولا تبالغ أو تستجدي عطفاً. نعم. إنها لا تبالغ.
أفكار القلق أو الـ anxiety مثل المرض الخبيث. في بادئ الأمر، تجد نفسك أمام مجموعة من الأسئلة. إذاً هل تشعر بشيء ما فقط أم أنك دخلت في مرحلة القلق؟ هل تزعجك هذه الفكرة أم أنك دخلت في مرحلة القلق؟ والأفكار مثل مادة مشتعلة تحوّل ذهنك وجسدك إلى كتلة مشتعلة لا تهدأ، ولا تعرف الاسترخاء.
وفي جلسات العلاج النفسي، حين يناقش المرضى والمعالجون الأفكار القلقة، يصبح المريض في النهاية قادراً على التفريق وتحديدها وفرزها. هذه خاطرة وتلك تستبيح الجسد والنفس وتتحوّل إلى لعنة وأداة من أدوات التعذيب الأقسى. مجرّد فكرة أو أفكار، تنتشر في الجسد مثل المرض الخبيث، وتجعلك تبحث عن قلبك علّك تهدّئ من روعه. وأنت، أيها القلق، لا تعذّب نفسك فحسب، بل تعذّب الآخرين، حين يعجزون عن فهم ما يحدث، أو حين يضطرون للقيام بأعمال بدلاً منك.
اقــرأ أيضاً
الفكرة تبدأ بسيطة، والتوالد يستغرق ثواني فقط. تغيّر في لون الجلد (المنطق يقول إنه نتيجة طبيعية لشمس الصيف)، لكن القلق يجعلك تشعر بألم في ذلك المكان، ثم يزداد الألم، وتلاحظ تفاصيل أخرى في الجلد، وتكثر الاحتمالات: سرطان أو غيره، ثم تتحول إلى شخص يستعد للموت. كل ذلك يحصل في ثوانٍ قليلة... قليلة جداً.
القلق ليس مزحة، ويجب التعامل معه بجدية منذ الصغر، قبل أن يصير جزئيات خبيثة لا تموت.
والـ anxiety تعني كلّ هذه الكلمات معاً: "ارتباك، إشفاق، اضطراب، إيجاس، أسى، بلبلة، تحرق، تخوف، تشوش، جأش، جزع، حذر، حرقة، حزن، خوف، فَزَع، قلق، لوعة، هلع، وهمّ". تعني فكرة تجعل صاحبها يدور حولها. والفكرة لا تتوقف هنا، بل تُفرز أفكاراً أخرى تضيّق الخناق على روح القلق. والألم يأخذ أبعاداً حسيّة، ويصير وجعاً في المعدة وكأنها تنزف كتلاً من الأفكار الثقيلة، وعدم قدرة على تحريك الأطراف. ثمّ يأتي هؤلاء الأشخاص الذين يقدّمون تلك النصائح المعلبة للقلقين في أزماتهم، فما عليهم سوى النهوض من السرير. نهوض؟ حقاً؟ لكنّ أجساد هؤلاء مشلولة ولا تبالغ أو تستجدي عطفاً. نعم. إنها لا تبالغ.
أفكار القلق أو الـ anxiety مثل المرض الخبيث. في بادئ الأمر، تجد نفسك أمام مجموعة من الأسئلة. إذاً هل تشعر بشيء ما فقط أم أنك دخلت في مرحلة القلق؟ هل تزعجك هذه الفكرة أم أنك دخلت في مرحلة القلق؟ والأفكار مثل مادة مشتعلة تحوّل ذهنك وجسدك إلى كتلة مشتعلة لا تهدأ، ولا تعرف الاسترخاء.
وفي جلسات العلاج النفسي، حين يناقش المرضى والمعالجون الأفكار القلقة، يصبح المريض في النهاية قادراً على التفريق وتحديدها وفرزها. هذه خاطرة وتلك تستبيح الجسد والنفس وتتحوّل إلى لعنة وأداة من أدوات التعذيب الأقسى. مجرّد فكرة أو أفكار، تنتشر في الجسد مثل المرض الخبيث، وتجعلك تبحث عن قلبك علّك تهدّئ من روعه. وأنت، أيها القلق، لا تعذّب نفسك فحسب، بل تعذّب الآخرين، حين يعجزون عن فهم ما يحدث، أو حين يضطرون للقيام بأعمال بدلاً منك.
الفكرة تبدأ بسيطة، والتوالد يستغرق ثواني فقط. تغيّر في لون الجلد (المنطق يقول إنه نتيجة طبيعية لشمس الصيف)، لكن القلق يجعلك تشعر بألم في ذلك المكان، ثم يزداد الألم، وتلاحظ تفاصيل أخرى في الجلد، وتكثر الاحتمالات: سرطان أو غيره، ثم تتحول إلى شخص يستعد للموت. كل ذلك يحصل في ثوانٍ قليلة... قليلة جداً.
القلق ليس مزحة، ويجب التعامل معه بجدية منذ الصغر، قبل أن يصير جزئيات خبيثة لا تموت.
