السيطرة على حريق مصنع روان الفرنسية..ولا مخاطر من تسمم

السيطرة على حريق مصنع روان الفرنسية.. ولا مخاطر من "تسمم حاد"

26 سبتمبر 2019
وصف الحريق بالخطير (فرانس برس)
+ الخط -

"لا يوجد تسمم حادّ"، كما يقول مدير المصلحة الإقليمية للحرائق والإغاثة، في منطقة "سين ماريتيم"، حيث يوجد مصنع "لوبريزول"، في مدينة روان الفرنسية، والذي اشتعلت فيه حرائق كبيرة الليلة الماضية، و"لا خطر من هذه الأدخنة المنبعثة في السماء"، كما يوضح وزير الداخلية كريستوف كاستانير.

ولعل من النقاط الإيجابية في هذا الحريق الضخم، الذي اشتعل في موقع يوصف بأنه من بين المواقع الخطيرة، والتي تحظى بمراقبة صارمة ومستمرة، والذي يحاول 200 من رجال المطافئ، وأكثر من 60 سيارة، السيطرة عليه، في انتظار إمدادات وطنية أخرى، عدم تسجيل سقوط أي ضحية، وهذا في حد ذاته إنجاز كبيرٌ.

وفي تصريح سابق لوكالة "فرانس برس"، أعلن رئيس إدارة منطقة نورماندي بيار أندريه دوران أنه تم إخلاء شريط عرضه 500 متر حول موقع الحريق، موضحاً أنه لم تسجل أي إصابات.

وتكمُن المخاطر في هذا الحريق، في كونه يحتوي على مواد أولية سامة وخطيرة. وعلى الرغم من أن السلطات الأمنية لا تتحدث عن مَخاطر، إلا أن السلطات الصحية تنتظر تحليلاً سريعاً وفورياً ودقيقاً لاحتمال وجود حالات تسمم في الأدخنة المنبعثة والمتواصلة. إذ على الرغم من السيطرة على الحرائق، إلا أن النيران لم تخمد بعد، كما اعترف وزير الداخلية كريستوف كاستانير، الذي هرع إلى عين المكان للإشراف على عمليات السيطرة على هذا الحريق.

ولا تقتصر صعوبة ما جرى في انتشار النيران على مسافات كبيرة من الموقع، بل أيضا لأن الموقع شهد انفجارات عديدة، مصحوبة ببقع من السوائل المحترقة تقدم وكأنها حمم براكين، جعلت من الصعوبة على رجال المطافئ التحرك بسرعة. 

كما أن من الصعوبة في هذا الإطار هو أن هذا النوع من النيران لا يمكن إطفاؤه بالماء، كما هي العادة، بل يجب استخدام سجاد من الرغوة، وهو ما يتم حالياً.

وحسب تأكيد مدير المصلحة الإقليمية للحرائق والإغاثة، فقد نجح رجال المطافئ في تأمين بعض المواد السامة والخطيرة في الموقع، وهو ما يعني أن الموقع، الآن، محميٌّ، رغم أن النيران لم تخمد بعدُ. وكانت من أولى الأولويات حماية هذه المواد الخطيرة، خاصة وأن مصنعين آخرَين يوجدان على مقربة من هذا المصنع الذي تشتغل فيه النيران.

وخوفاً من تعرض المواطنين لأي خطر، وهو ما يدخل في باب السلامة العمومية، اضطرت السلطات والأمنية والتعليمية لإغلاق المؤسسات التعليمية في 13 بلدة مجاورة، رغم أن المواصلات العمومية تشتغل بشكل طبيعي، كما نصحت المواطنين ألا يُعرّضوا أنفسهم لهذه الأدخنة، وأن يمكثوا في بيوتهم قدر ما استطاعوا، فالحريق، كما تؤكد مُحافَظَة الأمن: "يسبب تراكمات سخام على شكل تساقطات، وإنّ تنشق سخامات يمكن أن يكون بالغ الضرر على الصحة".

وخوفاً من رهاب قد يسيطر على المواطنين، تطمئن ولاية الأمن بأنه لا توجد حالات "تسمم حادة"، وأن وجود أدخنة ضخمة سوداء لها علاقة باحتراق الهيدروكربون والزيوت، في القسم الأكبر، إلا أن التحليلات الأولى أثبتت أن لا وجود لتسمّم حاد. فيما شدد وزير الداخلية أنه "لا يوجد أي عنصر يدفع للتفكير بوجود خطر مرتبط بالأدخنة".

ولكن السلطات الأمنية لا تستطيع تأكيد عدم وجود مخاطر تلوّث تتهدد نهر السين. إذ تؤكد محافَظَة الأمن، أنه "مع تواصُل مكافَحة النيران، توجد مخاطر تلوث نهر السين بسبب فيضان أحواض احتجاز المياه". ويذكر في هذا الصدد أنه يتم استخدام 25 ألف لتر من الماء في الدقيقة، في عمليات إطفاء النيران. 

وتنتظر السلطات الأمنية إشارات حول أسباب الحريق، ولهذا السبب تم فتح تحقيق قضائي.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا الجوّ من الحذر في استباق الأشياء، وعدم استبعاد مخاطر قادمة، من هذا الحريق، مرتبطة بالحريق الكبير الذي تعرضت له كاتدرائية نوتردام، قبل أشهر، والتي لا تزال المخاطر من حولها موجودة، في انتظار إعادة تشييدها، وخاصة مع وجود رصاص منتشر، قد يُهدد المؤسسات التعليمية القريبة من الكاتدرائية.

وقال وزير الداخلية: "لا داعي للهلع، لكن يجب أن نلتزم الحذر الشديد". وأنشئت خلية أزمة في المنطقة وأطلقت صفارات الإنذار في عدة بلدات لتحذير السكان.

وأوضح الوزير الفرنسي "من الضروري في هذه الحالات إبلاغ السكان فوراً... تفادياً لأي هلع". وستبقى المدارس المحيطة بالمكان مغلقة.

وأكد كاستانير أنه "لا يوجد أي عنصر يدفعني للاعتقاد والقول إنه يجب إغلاق المنطقة"، مضيفاً "نقوم بكل التحليلات الضرورية في هذه الأثناء. لا داعي للقلق".




وأنشئ مصنع "لوبريزول" عام 1954، ويعمل على إنتاج زيوت المحركات لا سيما البنزين والديزل، إضافة إلى مواد التشحيم الصناعية.

دلالات

المساهمون