إيناس العباسي تؤسس دار النحلة الصغيرة لأدب الأطفال

إيناس العباسي تؤسس دار النحلة الصغيرة لأدب الأطفال

31 اغسطس 2015
المعالجة المبسطة للقصص لا تعني السطحية (فيسبوك)
+ الخط -
تعتبر الشاعرة والكاتبة، إيناس العباسي، أن الأطفال "هم مرايانا، ومن يرى أهله مهتمين بالقراءة، وبين أيديهم كتب، سيتعامل مع الكتاب باهتمام ويدرك أنه شيء ذو قيمة". وتدعو أولياء الأمور إلى أن يقرأوا لأطفالهم، ويشجعوهم على القراءة بدل تركهم يدمنون الجلوس أمام التلفاز. 


الاهتمام بالكتابة للطفل، وتقديم الكتاب في أفضل صورة، والإصرار على الحفاظ على اللغة العربية الفصحى من الدوافع التي شجعت العباسي على تأسيس دار النحلة الصغيرة. ودار النحلة الصغيرة هي دار نشر كتب الأطفال، انطلقت العام الماضي 2014، وتتوجه بإصداراتها إلى الفئات العمرية بين 6 سنوات و16 سنة.

ومن أهداف الدار "تقديم محتوى نوعي ومميز يعزز ثقة الطفل العربي في نفسه وهويته العربية"، كما يدعو من خلال القصص التي ينشرها "القراء الصغار إلى التفكير والتخيل بطريقة محببة وجميلة من خلال أفكار مميزة وعصرية ورسومات ثرية بصرياً".

وتخبرنا إيناس العباسي أن "ما يميز إصداراتنا هو النص والمحتوى البصري، ليس لدينا قصة تشبه الأخرى لا بصرياً ولا لغوياً، كما أننا حريصون على الكتابة باللغة العربية الفصحى".


وتشدد على عوامل الجذب التي من الضروري اعتمادها في كتب الأطفال لتشجيعهم على القراءة، وتقول العباسي: "الرسوم والألوان وتصميم الغلاف وعنوان الكتاب بالطبع هم عناصر الجذب الأولى للطفل أو أولياء الأمور.

وهذا ما نعتني به ليشكل حافزاً لاقتناء الكتاب. لذلك عندما نكون في مرحلة إعداد الكتاب، لا يتوقف حوارنا مع الرسام الذي يطاول أدق التفاصيل الجمالية. فالطفل من أبرع الناقدين ولا يقبل أن نتهاون بذكائه ولا بقدرته على الملاحظة الدقيقة. فالصغار يدركون تفاصيل قد لا تخطر بالبال أحياناً".

وتخبرنا العباسي عن ملاحظة إحدى الفتيات عن تشابه الأم والمعلمة في القصة التي كنا نقرأها. وتضيف "بعد التدقيق برسومات القصة التي كنت أقرأها للصغار، تبين لي أن الرسام لم يغير ملامح الشخصيتين، الأم والمعلمة، وإنما غيّر زيهما فقط". فاستسهال الرسام ودار النشر هنا لم يقابل بالاستحسان، بل على العكس جاءت نتيجته عكسية لدى القراء.

وتشير إلى مسألة دقيقة تركز عليها بعض دور النشر، وهي الابتعاد عن اللغة العربية الفصحى وتطعيمها بالعامية  قدر الإمكان تحت عنوان التبسيط، وتقول: "بعض كتب الأطفال المطروحة في السوق لم يعد يقنع الطفل اليوم لشدة تبسيطه. لذلك نجد أن لديهم ما يشبه عدم الثقة بالكتاب العربي. فنراهم يقبلون على الكتاب الأجنبي وينبهرون به. وبالطبع يعود السبب كذلك إلى الانفتاح على اللغة الإنجليزية أكثر فأكثر في المدارس والبيوت".

وتتابع إيناس العباسي"لا داعي للخوف على الصغار من صعوبة اللغة العربية حسب ما يشاع، فوفقاً للمتخصصين، فإن عقل الطفل بدءاً من عمر السنة يستطيع أن يستوعب ثماني لغات، لكننا نفترض أنه لن يستوعب اللغة العربية الفصحى، لذلك يلجأ بعضهم إلى تبسيط اللغة العربية وتقريبها إلى المحكية. من الجيد أن نعرف أن الطفل لديه القدرة بعمر الأربع سنوات، أن يحفظ تعداد الأرقام حتى المائة، لكننا نحن من يكتفي بتعليمه العد حتى العشرة فقط. نسقط على أطفالنا افتراضاتنا في الكتابة والتوجه".


وعن معايير دار النحلة الصغيرة للكتابة والنشر تقول: "نبحث عن المعالجة المبسطة والمفهومة والبعيدة عن الوعظ والتعليمات، فالطفل يريد الابتعاد عن وعظ الأم والمدرسة. والمعالجة المبسطة لا تعني السطحية، كما نحرص على الكتابة بلغة عربية ذات مستوى جيد".

وعن الكتاب والرسامين في بلداننا العربية تقول: "لدينا الكثير من المواهب في الرسم والكتابة للطفل، لكنها تحتاج للفرص. ومن غير الضروري أن يكون الرسام خريج أحد معاهد الفنون حتى يبدع ويبرع في الرسم، نحن نتلقى من رسامين نماذج عن أعمالهم ومن الجيد بالطبع أن يكون العمل مطبوعاً أو منشوراً في كتاب سابقاً، لكي نكون فكرة فنية أوضح عن إنتاجاته".

أما بالنسبة لتوزيع إصدارات دار النحلة الصغيرة في البلدان العربية فتشير العباسي "نحاول التواجد في معارض الكتب السنوية كونها مناسبات ثقافية، وأن نبحث مع دور نشر أخرى تكون بمثابة وكيلنا في المعارض، يمكن من خلالها أن نبني علاقات توفر لنا جانباً تسويقياً لكتبنا. الأمر يحتاج للتحرك بشكل فعال".

تستعد الدار لإصدار كتب جديدة وهي: صبيان أم بنات للكاتبة رولى سعادة، أجمل هدية للكاتب علي الرشيد، "السحابة تتمنى" للكاتبة جوخة الحارثي، "خالد والعصفور" لإياد مداح ، "فتاة الفقاقيع" لإيناس العباسي. ومن قصص الدار المتوافرة: شعري جميل، أنفي كبير، ماما تغني لي، حين انقطعت الكهرباء، فكرة نور، لغز الأشكال، هل تأكل قطتي صغارها، القط والغيمة، خرطوم فلفول، وأخيراً، قصصت شعري- أبداً لن أبقى أرنوب- القطة التي قالت لا. 


اقرأ أيضاً: ناهد الشوّا: القصص تسكن آلام أطفال الحروب

المساهمون