المرأة والسياسة في لبنان: الوصول بالقربى

المرأة والسياسة في لبنان: الوصول بالقربى

12 مارس 2014
+ الخط -

بيروت ـ عبد الرحمن عرابي

تبدو المطالبة بزيادة تمثيل النساء في الشأن العام ترفاً في بلد تُقتل نساؤه نتيجة "العنف الأسري". تختصر خمس سيدات لبنانيات التمثيل النسائي في مجلسَيْ النواب والوزراء بنسبة تبلغ 3 بالمئة من النواب (4 نائبات من 128 نائباً)، و4 بالمئة من الوزراء (وزيرة واحدة من 24 وزيراً). وتعتبر ناشطات أن زيادة هذه المشاركة تُسهم في تعزيز حماية المرأة من خلال إقرار القوانين والتشريعات الخاصة بها.

تختصر النائبات نايلة تويني، بهية الحريري، جيلبيرت زوين وستريدا جعجع، ووزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني، تمثيل نساء لبنان في السلطتين التنفيذية والتشريعية. وصلت الحريري وتويني إلى الكرسي النيابي عن طريق عاملَي القربى و"الدم". فاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري والصحافي والنائب جبران تويني ساهما بشكل مباشر في تعويم الأولى واختيار الثانية للمقعد النيابي في الانتخابات الأخيرة. وتتحدّر زوين وجعجع من عائلتين سياسيتين: الأولى رشّحها "تكتل التغيير والإصلاح"، والثانية ترشحت عن حزب "القوات اللبنانية" الذي يترأسه زوجها سمير جعجع. أما شبطيني فمعروف أنها مقرّبة من رئيس الجمهورية ميشال سليمان.

تحدد نائب رئيس "التجمع النسائي الديموقراطي اللبناني"، جمانة مرعي، لـ"العربي الجديد"، أسباب ضعف التمثيل النسائي في المؤسسات السياسية في لبنان بالتالي: التركيبة الطائفية للنظام اللبناني، ثقافة المجتمع اللبناني الّتي تصنّف المرأة كمواطن درجة ثانية، رفض الطوائف تمثيلها من قبل سيدات، وافتراض المجتمع أن دور المرأة يقتصر على الإنجاب بينما تتنوع أدوار الرجل، وعلى رأسها السياسة. وتضيف مرعي أيضاً "الوضع المالي للمرأة" إلى قائمة الأسباب.

تعتمد النساء اللبنانيات على الاعتصامات والتظاهرات لطرح القضايا المتعلقة بحقوقهن. فقد شاركت المئات في المسيرة التي نظمتها الجمعيات النسوية والمدنية في "اليوم العالمي للمرأة" في بيروت، وطالبن بإقرار مشروع قانون حماية المرأة من العنف الأسري.

تلوم مرعي النواب الرجال لدى سؤالها عن دور نواب الأمة من السيدات في دعم القضايا النسائية: "124 نائباً من بينهم 4 نائبات. على الجميع تحمّل مسؤوليته في هذا المجال، فمن غير المقبول أن تُقتل امرأة لبنانية بعد اليوم".

تدعو مرعي النساء اللبنانيات إلى "اقتحام" الميادين العامة والانضمام إلى النقابات والأحزاب. تقول: "مشاركتنا في الأحزاب والنقابات توفّر لنا منبراً كي نطرح القضايا التي تعنينا. فالرجل في الموقع العام لا يطرح قضايانا".

المساهمون