خالد... طفل يبيع البالونات في شوارع صيدا

خالد... طفل يبيع البالونات في شوارع صيدا

14 سبتمبر 2016
يتذكر كيف كان يلعب مع أصدقائه (العربي الجديد)
+ الخط -
يستيقظ باكراً لا لتجهيز نفسه للمدرسة، بل للذهاب إلى العمل بحثاً عن لقمة عيش تكفي العائلة. لم يكن من السهل التحدث مع الطفل خالد بائع البالونات في مدينة صيدا، جنوب لبنان. حاول التهرب طوال يومين بذكائه ودهائه، وكذلك خوفاً من والده.
خالد زيتو طفل في الثانية عشرة من العمر، سوري الجنسية اكتوى بنار الحرب كغيره من الأطفال والأهالي النازحين إلى لبنان.

هو من حماة، لديه شقيقان أكبر منه، يجوبان شوارع المدينة لبيع ما يحملانه من بضائع متبدلة يوماً بعد يوم. يتعرضان للضرب والشتم في أحيان كثيرة. كذلك، خالد كان قبل يومين قد تلقى الضرب من فتى سوري أيضاً يكبره سناً. والسبب كما يقول الضارب، إنّ خالد اعتدى على أخيه الأصغر.

ترك خالد المدرسة والتعليم خلفه في سورية. كان في الصف السادس الأساسي عندما نزح مع أهله إلى لبنان. استأجرت العائلة منزلاً في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا منذ ذلك اليوم. تتألف العائلة من خمسة أولاد بالإضافة إلى الأم والأب.

يعمل مع شقيقيه الأكبر. كذلك، لديه شقيقة صغرى وشقيق يبقيان في المنزل مع الوالدة. والده أيضاً يبيع البالونات في شوارع المدينة. يقول خالد: "تختلف المبيعات بين فترة وأخرى. في المناسبات والأعياد تزداد لوجود الأطفال مع أهلهم في السوق. أما في الأيام العادية فلا تكون المبيعات جيدة أبداً".

تعب الحياة والعمل يجعلان خالد يفكر كثيراً في ما وصلت إليه حالته بالرغم من صغر سنه. لذلك، هو يتمنى أن تنتهي الحرب، ويعود إلى سورية، وإلى مدرسته وأصدقائه تحديداً. هناك يمكن أن يمارس حياته كطفل لا كعامل متجول تأكل الطرقات من قدميه. يتذكر كيف كان يلعب مع أصدقائه ويمضي الوقت معهم في الحيّ والمدرسة.

لكنّها الحرب التي فعلت به كلّ ذلك كما يقول: "الحرب جعلتنا نترك كل شيء خلفنا. تركنا بيوتنا ومدارسنا وحتى أحلامنا. ما خسرته فعلاً لم يكن بيتنا فقط، بل أصدقائي الذين لم أعد أعلم عنهم شيئاً، ولا أعلم إن كانوا ما زالوا على قيد الحياة، أم قتلوا، أو لجأوا إلى بلدان أخرى كحالنا. صرنا كلّ واحد في مكان".

أما عن والده، فيقول: "كانت حياتنا في سورية مستقرة، وكان والدي هو الوحيد في العائلة الذي يعمل، وأمي ربة منزل. ما يجنيه والدي كان يكفينا، فلا إيجار للمنزل ولا تعليم مكلفاً، ولا طبابة مدفوعة الثمن. هنا في لبنان، نعمل جميعنا حتى نستطيع توفير ما نحتاجه فقط. ليتنا نعود إلى سورية".

المساهمون