صخور القمر اختفت ولم يظهر منها إلاّ القليل

صخور القمر اختفت ولم يظهر منها إلاّ القليل

05 نوفمبر 2014
160 قطعة ضائعة لليوم (جون أم هيللر/Getty)
+ الخط -
جلبت بعثة الفضاء "أبوللو 17"، في ديسمبر/ كانون الأول 1972، صخرة تعادل حجم قطعة القرميد من القمر. وأعلن يوجين كيرنان، الذي كان يقود الرحلة مع هاريسون شميدت، أنّ الصخرة ستقطّع، وترسل أجزاء منها إلى عدد كبير من دول العالم.
وبالفعل، أمر الرئيس الأميركي، في ذلك الوقت، ريتشارد نيكسون، بإرسال القطع الصغيرة إلى 135 رئيس دولة، بالإضافة إلى حكام الولايات الأميركية الخمسين.
لكنّ وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، أعلنت عام 2012، أنّ العديد من تلك الصخور اختفت، بالإضافة إلى صخور أخرى، جمعتها بعثة "أبوللو 11" عام 1969، التي أرسلت إلى الجهات نفسها، وبالتالي فإنّ 350 قطعة جمعت من القمر في مهمتين، أعطيت 270 قطعة منها إلى دول أخرى، بينما حظيت الولايات الأميركية الخمسين بـ100 قطعة، بحسب "بي بي سي".
لم تهدأ الأجهزة الأمنية في البحث. وعام 2013، أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (أف بي آي)، عن القبض على 4 أشخاص، والعثور معهم على القطع الأميركية المفقودة والتي تبلغ 24 قطعة. وكان هؤلاء قد عرضوا بعضها للبيع عبر الإنترنت بسعر يراوح ما بين 2000 و8000 دولار للغرام الواحد منها، بحسب وكالة رويترز.
ومع ذلك، تبقى 160 قطعة ضائعة اليوم من القطع التي أرسلت خارج أميركا.
ومن الدول التي فُقدت فيها القطع ليبيا. فقد ضاعت قطعتاها خلال عهد معمر القذافي. كما فقدت رومانيا إحدى قطعتيها خلال العملية الانتقالية، بعد إعدام زعيمها نيكولاي تشاوشيسكو، بحسب محامي "ناسا"، جوزيف غيثينز، الذي يطلق عليه اسم "صائد صخور القمر".
ويشير المحامي إلى أنّه وضع خطة عام 1998 عندما كان في وكالة الفضاء الأميركية لاستدراج فنانين يقلّدون القطع، وذلك عن طريق وضع إعلان في "يو أس ايه توداي" يقول: "مطلوب صخور من القمر". لكنّ ما وجده يومها كان صخرة قمرية حقيقية، وكانت تزن كلغ و124 غراماً، عرض عليه شراؤها بـ5 ملايين دولار.
ويضيف أنّ هذه الصخور لم تُحْمَ بشكل جيد. ولم تقم الناسا، ولا الدول التي استقبلت الصخور، بعملها على صعيد إدخال الصخور في نظام أمني فعال.
كما أنّ هنالك قصة حريق غامض في العاصمة الإيرلندية، دبلن، انتهت معه صخرة أبولو 11 في مكب نفايات، مع ما رمي من حطام. ويقول غيثينز إنّ تلك الصخرة ما زالت هناك تحت أطنان من القاذورات.
ولضخامة المهمة، فقد تحدى غيثينز طلابه في جامعتي فينيكس وآلفين في تكساس الأميركية، حيث يدرّس العدالة الجرمية، لمساعدته في إيجاد الصخور. وقد ساهموا بالفعل، حتى الآن، في تعقّب 77 صخرة حول العالم.
(إعداد: عصام سحمراني)

دلالات