رياض الأطفال تنافس الكتاتيب في موريتانيا

رياض الأطفال تنافس الكتاتيب في موريتانيا

17 ابريل 2016
إحدى المحاظر القرآنية (العربي الجديد)
+ الخط -


تنافس رياض الأطفال في موريتانيا الكتاتيب القرآنية، التي دأب الموريتانيون على إرسال أطفالهم إليها في سن مبكرة، أو إقامتها في المنازل عن طريق انتداب مدرس يحفظ أبناء العائلة القرآن الكريم، ويقدم لهم الدروس الأولية في اللغة العربية والحساب.

ورغم اعتمادها على وسائل وطرق تعليم بدائية لا تزال تحتفظ بها عبر عقود طويلة، مثل اللوح الخشبي وآلية التلقين والحفظ، إلا أن الكتاتيب القرآنية المعروفة لدى الموريتانيين بـ "المحظرة" لا زالت تحظى بشعبية كبيرة في البلاد، ويقصدها غالبية الأطفال، خاصة من الطبقتين الفقيرة والمتوسطة.

وتحاول رياض الأطفال منافسة الكتاتيب التقليدية بالاعتماد على أساليب حديثة، ترتكز على تعليم الأطفال لغة أجنبية في سن مبكرة. ويقول الخبراء إن رياض الأطفال نجحت في اجتذاب نسبة من المتلقين كل السنة، مما يعتبر انتصاراً على منافس تقليدي ظل لقرون يحتفظ بمكانة تعليمية باعتباره المدرسة الوحيدة للأطفال، من سن الرابعة إلى الثامنة عشرة.

ويقول الباحث الاجتماعي، تقي الدين ولد بابا أحمد، أن سياسة رياض الأطفال، التي تعتمد على اللغة الأجنبية، حققت نجاحاً كبيراً في فترة وجيزة، إذ تضاعفت أعداد رياض الأطفال خلال السنوات الخمس الأخيرة، وأصبحت تحظى بإقبال متزايد من شرائح مختلفة في المجتمع.

ويضيف لـ "العربي الجديد" إن ما ينقص المحاظر التقليدية هو اللغة الأجنبية وتطوير أساليب التعليم، وهذا ما استغلته رياض الأطفال في موريتانيا للفوز بأكبر حصة من الأطفال.

وتعاني رياض الأطفال من مشاكل متعلقة بضعف تكوين المربيات، وعدم وجود مناهج دراسية موحدة صادرة عن وزارة التعليم، كما أن أغلب القائمين عليها ليسوا موريتانيين، مما يثير حفيظة بعض الأسر بخصوص المناهج المتبعة داخل رياض الأطفال.

وبدأت الحكومة مؤخراً خطة لدعم التعليم ما قبل المدرسي، بدعم الكتاتيب القرآنية لمحو الأمية في المناطق النائية، كما شجعت إقامة الحضانات الأهلية في الأرياف ومناطق الإنتاج.

وأعدت وزارة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة قاعدة بيانات للتعليم ما قبل المدرسي، في ولايات نواكشوط ونواذيبو ولعصابة والحوضين وكيدماغا ولبراكنه وكوركول، كما أنشات وجهزت ورممت البنى التحتية الخاصة بعدد من رياض الأطفال. ووصل عدد رياض الأطفال إلى نحو 668 روضة وتضم نحو 30 ألفاً و314 طفلاً.

وجرى توظيف 60 مربية من خريجات مركز التكوين للطفولة الصغرى في الوظيفة العمومية من أجل التربية والتعليم بهذه الحضانات، وتم تكوينهن وفق الدليل الجديد للمربية وعلى الدعامات التربوية.

وحرصت الوزارة على تنظيم دورات تكوينية جهوية لصالح 320 مربية، كما تتابع حالياً 122 من الطالبات تعليمهن بمركز التكوين للطفولة الصغرى، لفترة سنتين بدل سنة واحدة، كما يستعد المركز حالياً لاستقبال دفعة أخرى من المربيات.

دلالات

المساهمون