فتاة لبنانيّة في محلّ للخرضوات

فتاة لبنانيّة في محلّ للخرضوات

06 نوفمبر 2015
تصر على تعلم كل تفصيل في عملها (العربي الجديد)
+ الخط -

كانت اللبنانية سمية رياض سوحاني، قد تخرّجت من جامعة الجنان في مدينة صيدا (جنوبي لبنان)، حاملة شهادة في تخصّص المحاسبة. هذه الفتاة التي تبلغ من العمر 25 عاماً، وتقطن في منطقة حارة صيدا، لطالما حلمت بمستقبل تصنعه بجهدها وحدها.

لم تضيّع الوقت واختارت العمل مع والدها الذي يملك محلاً لبيع الخرضوات في المدينة الصناعية الجديدة في صيدا. بدا أن سمية تتمتع بجرأة كبيرة، هي التي قررت مواصلة العمل نفسه الذي اختاره والدها لإعالتها هي وأشقائها، في ظل عدم تقبل المجتمع انخراط الفتيات في جميع المهن، علماً أن هناك مهنا تعدّ حكراً على الرجال.

وتكاد سمية تكون الفتاة الوحيدة التي تعمل في محل مشابه في هذه المدينة، علماً أن معظم الأعمال الموجودة هناك هي ورش للدهان أو لتصليح السيارات أو النجارة وغيرها.

صحيح أنها مرتاحة من الناحية المادية، وربما ليست في حاجة إلى عمل، فأهلها اعتادوا التكفل بجميع مصاريفها، إلا أنها أصرت منذ صغرها على الاعتماد على نفسها. في الجامعة، كانت ترفض الحصول على المال من أهلها، وبدأت بتدريس الأطفال في البيت في فترة ما بعد الظهر لتأمين مصروفها الخاص.

اختارت سمية دراسة المحاسبة كونها أقرب إلى شخصيتها. تقول إنه بعدما تخرجت من الجامعة، اختارت العمل في بيع الخرضوات في محل والدها الذي أسسه قبل نحو 40 عاماً. تلفت إلى أنه كانت لديها رغبة في العمل معه، بالإضافة إلى علمها بصعوبة إيجاد عمل مناسب.

وفي ما يتعلق بعملها مع الرجال، تلفت إلى أنه ليس هناك فرق بين الرجل والمرأة في العمل، وإن كان أهل المدينة قد استغربوا وجودها. مع الوقت، اعتادوا على تقبل الأمر، وخصوصاً أنها لم تسمح لأحد بالتدخل. تتابع أن شقيقها ساندها، وتبدو مصرة على تعلم كل تفصيل في هذا العمل، على غرار أرقام البراغي والمفاتيح والمعدات وغيرها.

تتابع سمية أن والدها كان في حاجة إلى محاسب أصلاً، معتبرة أنها أولى بمتابعة عمله، وخصوصاً أن عمره لم يعد يسمح له بمتابعة كل شيء، كما أنه ليس على اطلاع على التطورات التكنولوجية والأرشفة من خلال الحاسوب. لذلك، تنوي العمل على تطوير هذه المهنة، بالتعاون مع شقيقها.

وعما إذا ما كان لديها فرصة للعمل خارج نطاق عائلتها، تقول: "في حال حصلت على فرصة عمل جيدة في الخارج، فقد أفكر في الموضوع. لكن في الوقت الحالي، لن أترك محل والدي الذي كان مردوده السبب الأساسي في عيشنا حياة كريمة".

اقرأ أيضاً أم محمد: العمل أفضل من الشحاتة

دلالات