سوريون وعراقيون يسحبون طلبات اللجوء في الدنمارك

سوريون وعراقيون يسحبون طلبات اللجوء في الدنمارك

03 مايو 2016
أطفال اللاجئين في خيمة الترفيه (العربي الجديد)
+ الخط -

في الأول من مايو/أيار كانت "آنا مونا" وزوجها راسموس يحتفلان، ككل عام، بعيد العمال. هذه المرة لم يكن الأمر ككل سنة، فلم يكونوا بين الحشود، بل في خيمة كبيرة تشبه خيام السيرك مخصصة لطالبي اللجوء وأطفالهم.

مهمة راسموس وآنا وبعض الأصدقاء كانت الترفيه عن أطفال اللاجئين، وتقديم بعض المشروبات والمعجنات، لكنهم يكتشفون بعضا من القصص المأساوية خلال ذلك.
"انظر إلى ذلك الشاب؟ ليس شابا، بل طفل في الرابعة عشرة أو أقل، يمنعه القانون أن ينتقل من معسكر اللجوء إلى المدينة التي ينتظر فيها أباه". بعد قليل نعرف أن الطفل قد تم تهريبه إلى البلاد بعد أن وصل الأب أملا في لمّ الشمل.

لا يبدو الجميع متفهمين حالة لجوء السوريين والعراقيين إلى الدنمارك، فقبل أيام وضع البعض إشارة تشبه الإشارات الفوسفورية، قرب مدن وقرى تضم معسكرات انتظار مكتوب عليها "سوريا 4350 كم" و"العراق 5 آلاف كم".
يقول توربن، وهو صديق لراسموس: "أشعر بأننا نعيش عصرا نازيا، هناك من يقول لأطفال إنهم غير مرحب بهم؟ أجواؤنا وعقولنا باتت ملوثة، كل تلك الرايات الحمراء (يشير إلى خيام المحتفلين بعيد العمال)، لا تعني الكثير حين تسمح المعارضة بكل هذا الذي يجري من عنصرية".
يلعب الطفل محمد كرة القدم مع ابنة راسموس وآنا وبعض الشباب الدنماركيين، طفل لاجئ لا يتكلم حرفا دنماركيا، لكنه يروي بالعربية مشاهداته المرعبة، وآنا مونا التي تعلمت بعض العربية تترجم للجالسين.
يقول: "كثيرون من العراق يسحبون طلبات اللجوء ويرجعون، بعد نصف سنة من وجودي هنا لا أعرف إن كان أبي أيضا سيفعل ذلك. لا يريدوننا هنا"، تمازحه آنا "بلى نريدك هنا يا محمد وهناك من لا يريدونك أن تعود إلى حلب". يشرب العصير ويتوارى نحو جانب الخيمة ليواصل لعب كرة القدم.

وتشعر وزيرة الدمج إنغا ستويبرغ، من يمين الوسط، بسعادة كبيرة هذه الأيام، حين تجيب على سؤال مسؤول لجنة الدمج البرلمانية، مقرر شؤون الأجانب عن حزب الشعب اليميني المتشدد، مارتن هينركسن، والذي بارك تلك الإشارات الكارهة التي نشرها مواطنون ضد اللاجئين، تقول ستويبرغ: "المزيد يسحبون طلبات لجوئهم ويعودون أدراجهم".


يتبين من الأرقام الرسمية، أنه خلال الربع الأول من هذا العام، سحب 279 شخصا طلبات لجوئهم من البلاد، بينهم 9 سوريين. وأضافت الوزيرة: "بحسب ما أعلم هذه هي المرة الأولى التي يسحب فيها سوريون طلباتهم ويعودون إلى سورية. وهذا يعني أنهم ليسوا مضطهدين أو ملاحقين كما ادعوا". لكن الأرقام تقول 3 فقط ممن سحبوا طلباتهم عادوا إلى سورية.

في بعض ما تقوله ستويبرغ، خصوصا مع ما يجري في حلب، نقرأ غضب آنا مونا وأصدقائها وصديقاتها "ليس لدينا معارضة، بل أحزاب ذيلية لليمين الحاكم، إذا كان كل هذا الذي يعيشه السوريون ليس اضطهادا فعلى بلادنا أن تخجل من نفسها وتعيد تعريف معاني الاضطهاد".

لكن ليس فقط السوريون هم من يسحبون طلبات لجوئهم، فالأرقام تبين أن العراقيين والإيرانيين يشكلون أغلبية. ويعلق مارتن هينركسن، من حزب الشعب، الذي يقود لجنة الدمج بموافقة يسار الوسط، قائلا: "السوريون وغيرهم من الجنسيات أغلبهم مهاجرون لتحسين أوضاعهم، هؤلاء مهاجرون وليسوا لاجئين، يبحثون عن بلد أفضل ليعيشوا فيه".
وبحسب الوزيرة ستويبرغ، فإن "هؤلاء الذين يسحبون طلبات لجوئهم تتحمل الدولة تكاليف تذاكر إعادتهم. لكن هناك أعداد أخرى تغادر بدون أن تخبر السلطات. أي أنهم يتركون المعسكرات ويغادرون البلد بدون علمنا".

خيمة الترفيه عن اللاجئين في الدنمرك (العربي الجديد) 

المساهمون