فنادق "حلال" للمحجبات والمنقبات في تونس

فنادق "حلال" للمحجبات والمنقبات في تونس

30 يوليو 2015
منع الاختلاط في أحواض السباحة (العربي الجديد)
+ الخط -
 في ظلّ الأزمة التي يعيشها القطاع السياحي في تونس، اختارت بعض الفنادق تقديم منتج مغاير وخاص، فنادق إسلامية أو "حلال"، كما يسميها بعضهم، تستقبل المحجبات والمنقّبات والعائلات المتدينة، ولا توزع الخمور، وتمنع الاختلاط بين الجنسين. واختارت هذه الفنادق تخصيص مسابح خاصة للنساء وأخرى للرجال، وتنظيم سهرات دينية وفضاءات لأداء الصلاة.

في هذا الإطار، قال صاحب وكالة أسفار يدعى هشام قيدرة، مختص في جلب النزلاء إلى الفنادق الإسلامية، وصاحب الفكرة لـ"العربي الجديد"، إن هذه التجربة جاءت بعد عملية استطلاع آراء قامت بها الوكالة، وتبين من خلاله أن بعض العائلات التونسية المحافظة ترفض الإقامة في الفندق نظراً لوجود الخمور وكثرة العري، مبيناً أنهم مع حرية اللباس، ولكن هناك نوعية من النزلاء يرفضون ذلك.

وأشار إلى أنّ الأزمة التي تعيشها الفنادق التونسية، واضطرار العديد منها إلى غلق أبوابها، دفعتهم كوكالة أسفار للاتصال بصاحب وحدات فندقية في مدينة منستير التونسية، يملك 7 وحدات فندقية، لكنه شغّل ثلاثاً منها فقط نظراً لنقص الإقبال وتراجع الحجوزات.


ويقول هشام:"اقترحنا على صاحب الفنادق تخصيص أحدها للعائلات التونسية، واخترنا الذي يحتوي على غرف كبيرة، وعلى مكان لأداء الصلاة، ومسبح مخصص فقط للنساء وآخر للرياضة، وهي تجربة لاقت استحسان العديد من النزلاء"، مضيفاً "هذه التجربة ليست الأولى في تونس، لكنها الأولى في جهة المنستير، حيث تم فتح وحدتين فندقيتين إسلاميتين بالجهة"، مبينا أن التجربة كانت قد انطلقت العام الماضي في فندق بالحمامات.

وأوضح صاحب وكالة الأسفار أن هذه التجربة خلقت حركة خاصة وإقبالاً غير عادي، ساهم في تشغيل اليد العامة. وتابع: "تصلنا يومياً طلبات من قبل عائلات تونسية، ومهاجرين تونسيين  في السعودية وأميركا وفرنسا، وفي دول مجاورة كالجزائر وليبيا وجل هؤلاء يرغبون في الاستفسار عن الفندق أو الحجز".

واعتبر أنّ الفندقين الإسلاميين بجهة المنستير حققا طاقة استيعاب وصلت إلى الحدود القصوى، مبينا أنّ العديد من العائلات المحافظة عبّرت لهم عن إعجابها الشديد بوجود فنادق تتلاءم وطلباتها وتجد فيها راحتها . وذكر أنّهم يستقبلون المحجبات والمنقبات وأنّ هناك احتياطات أمنية تتخذ بشأن المنقبات، حيث يتم التثبت من الهويات ومن الأشخاص جيداً، مبيناً أن الجهات الأمنية تتواصل مع إدارة الفندق يومياً للتثبت من الهويات وضمان الأمن العام.

وأوضح أنه وصلتهم بعض الانتقادات من بعض النزيلات المنقبات، بخصوص الموسيقى الغربية، وهم يأخذون الملاحظات بعين الاعتبار لتطوير التجربة. كما أكدّ أن الأسعار في متناول العائلات التونسية، حيث أنها بحدود 35 دولاراً الليلة خلال فترة الصيف، وتتضمن الخدمات الكاملة باستثناء الكحول، مؤكداً أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن  6 سنوات يقيمون مجاناً، وأن هناك تخفيضات على الأبناء المرافقين للآباء وتصل إلى 30 في المائة.


من جهة أخرى، ذكر ثابت شرف الدين، وهو مشرف على هذه التجربة، في فندق غاردن بيتش في المنستير لـ"العربي الجديد" أنّه في ظلّ الأزمة التي تعيشها السياحة، وأمام غلق العديد من الوحدات الفندقية، فإنهم دعموا هذه التجربة، وعملوا على إقناع صاحب الفنادق بتشغيل فندقين بالمنستير لاستقبال العائلات المحافظة، موضحاً أن العديد من العائلات ترفض وجود الخمور والاختلاط بين الجنسين في أحواض السباحة".

ويقول:" إلى جانب فصل المسابح، نوفر خدمات تنشيط للأطفال ومسابقات ورياضة وسهرات للإنشاد الديني"، مشيراً إلى أن أغلب النزلاء ليسوا فقط من التونسيين، بل منهم أجانب اعتنقوا الإسلام، واختاروا الإقامة في فنادق إسلامية، مؤكداً أن العديد من المنقبات أكدن لهم أنهنّ غير مرحب بهنّ في بقية الفنادق السياحية.

واعتبر ثابت أن السياحة الإسلامية سوق واعدة، وأن هناك دولاً متقدمة كتركيا وماليزيا حققت نشاطاً كبيراً من الفنادق الحلال، لافتاً إلى أن بإمكان تونس تطوير هذا المنتوج وفتحه أمام الدول الإسلامية ودول الخليج.

وأشار إلى الانتقادات التي وصلتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر بعضهم أن هذا الأمر غير مقبول، وأن من شأنه أن يضرّ بصورة تونس السياحية.

وأفاد المندوب الجهوي للسياحة بالمنستير، محمد مهدي الحلوي، في تصريحات إعلامية أنّ هذا الفندق مرخص وقانوني، مشيراً إلى أن مسألة التصنيف بين فندق حلال وآخر غير حلال غير مدرجة في كراس الشروط الخاصة بالفندق، مضيفاً أن الفندق خاضع للمراقبة، التي تنسحب على أي فندق في ما يتعلق بالالتزام بقواعد العمل.

اقرأ أيضاً:تنّورة وحجاب

المساهمون