رمضان التبرع في فلسطين الداخل

رمضان التبرع في فلسطين الداخل

02 يوليو 2015
للمسجد الاقصى حصة رمضانية أيضاً (فرانس برس)
+ الخط -
تشهد مدن وبلدات الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، من الجليل الى المثلث والنقب والساحل في شهر رمضان حركة نشطة للتبرع والعطاء. فتكثر الزكاة والتبرعات المالية والطرود الغذائية، ليبدو الشهر الكريم شهراً للتكافل والتضامن الاجتماعي والتبرع والتحام أبناء المجتمع الواحد.

من جهتها، تبادر المؤسسات والحركات الدينية ولجان الزكاة والمجموعات الشبابية المختلفة إلى تنظيم التبرع. وفي هذا الإطار، يقول مؤسس "مجموعة أهل الخير الشبابية" عبد القادر عبد الحليم، عن المجموعة التي تضم 85 متطوعاً من طلاب الجامعات والمدارس الثانوية: "أسسنا المجموعة قبل عام ونصف في قرية كفر مندا، واليوم تحولت إلى مجموعة وطنية تضم ناشطين وطلاب جامعات من بلدات الجليل والمثلث. في البداية نظمنا حملة داخل قرية كفر مندا هدفها توزيع اللحوم على عشرات العائلات المحتاجة من دون أن نتسبب لهم بأيّ إحراج، فدفعنا لمحلات الجزارة وطلبنا منها توزيع الطرود على البيوت".

كذلك، تعمل المجموعة على إغاثة اللاجئين الفلسطينيين والسوريين على مدار السنة. ويقول عبد الحليم لـ "العربي الجديد": "نعمل على حملة لتوزيع 200 طرد غذائي في حي الوعر المحاصر في مدينة حمص السورية. وننسق في هذا الإطار مع فريق "ملهم" التطوعي السوري الذي يعمل في عدة دول منها تركيا ولبنان والأردن، ولدينا تجربة سابقة معه من العام الماضي. وقد تمكننا من جمع المبلغ المطلوب من أجل الطرود الغذائية التي سنرسلها في اليومين المقبلين، وتحتوي لحماً ودجاجاً وبطاطا. وتبلغ كلفة كلّ طرد 34 دولاراً أميركياً".

من جهة أخرى، يشير عبد الحليم إلى أنّ شهر رمضان فترة ممتازة لحملات الإغاثة والتطوع، مع الروحانية التي تطغى على الصائمين؛ والتي تفتح أبواب مشاركة أكبر منهم. ويقول إنّ دور لجان الزكاة يكون أكثر فاعلية في الشهر الفضيل، مع إقبال الناس على الزكاة أكثر من أيّ شهر آخر.

ويقول مندوب لجنة الزكاة في حيفا فؤاد أبو قمير: "نوزع في شهر رمضان طروداً غذائية تشمل مؤناً أساسية. ويتبرع بجزء من الطرود أشخاص من حيفا وخارجها. لكنّ نسبة المزكين في شهر رمضان هي أعلى بكثير من باقي أيام العام مع طبيعة التضامن والتكافل الاجتماعي والأجر والثواب التي يتسم بها الشهر أكثر من غيره". ويتابع: "هناك مئات العائلات المحتاجة في حيفا خصوصاً في الأحياء الفقير كالحليصة ووادي النسناس والهدار. ولدينا قوائم بجميع أسماء العائلات، خصوصاً أنّ قسماً من العائلات يخجل من التوجه إلينا، فنتوجه إليهم بأنفسنا".

ويضيف: "هناك من يتبرع في صناديق الزكاة في المساجد. كما نتوجه إلى الأثرياء بالتبرع باعتبار الزكاة فرضاً دينياً. مع الإشارة إلى أنّ هنالك من يزكون بطريقة سرية ولا يرغبون بكشف أسمائهم".

كما يبرز دور فعال للمجالس المحلية للبلدات العربية على هذا الصعيد. ويقول رئيس بلدية سخنين ورئيس المجلس القُطري للسلطات العربية في الداخل الفلسطيني، مازن غنايم: "نساعد العائلات المحتاجة على مدار العام، لكن هناك ثلاثة مواسم نعمل فيها بكثافة، هي شهر رمضان والأعياد، وبداية السنة الدراسية. وهذا ينطبق على جميع المجالس العربية المحلية، فخمسون في المائة من مجتمعنا العربي الفلسطيني يعيش تحت خط الفقر".

ويقدم غنايم مثالاً عن بلدية سخنين التي بلغت فيها ميزانية الرفاه الاجتماعي في البلدية مليونين و120 ألف دولار عام 2008، واليوم تبلغ 5 ملايين دولار، وذلك بهدف مساعدة العائلات المحتاجة وقسم الموظفين".

ويضيف: "هناك تبرعات تصل من الجمعيات وتخصص للعائلات المستورة وتوزع عليهم. كما أنّ هنالك دوراً للحركات الإسلامية في توزيع الطرود.. والحمد لله مجتمعنا ما زال بخير".

اليرموك والأقصى
تتابع "مجموعة أهل الخير الشبابية" في شهر رمضان إرسال مبالغ مالية إلى مخيم اليرموك (جنوب دمشق) تستخدم في حملة المطبخ الخيري الذي يحضر الإفطار لعائلات المخيم. كما تخصص للمسجد الأقصى نصيباً من التبرعات، وتخطط لتوزيع بطاقات معايدة وشوكولاته وبالونات على الأطفال في باحته الثلاثاء المقبل.

إقرأ أيضاً: رمضان عكا بنكهة القطايف والعوامات