طبيب مصري بـ"العقرب": قتل السجناء استراتيجية حكومية

طبيب مصري بـ"العقرب": قتل السجناء استراتيجية حكومية

29 أكتوبر 2015
"العقرب" سجن شديد الحراسة (العربي الجديد)
+ الخط -

حاز سجن "العقرب" في مصر، النصيب الأكبر من حالات القتل بالإهمال الطبي في السجون، التي تفوق نحو 40 قتيلا، حيث شهدت الفترة الماضية، مقتل خمسة من نزلائه، فيما توزعت البقية على سجون ومقرات شرطية أخرى.

وضمت قائمة وفيات سجن "العقرب" كلاً من: البرلماني السابق فريد إسماعيل، العضو البارز في حزب الحرية والعدالة، وعصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، والقياديين السابقين في جماعة الجهاد الإسلامي، مرجان سالم، ونبيل المغربي، وعضو جماعة الإخوان عماد حسن، وجميعهم توفوا في الفترة ما بين مايو/أيار وسبتمبر/أيلول الماضيين، وعضو جماعة الإخوان محمد السعيد، الذي توفي أمس الأربعاء.

ويعاني 12 من قيادات المعارضة المحتجزين في السجن نفسه، من أمراض خطيرة، وتم نقلهم إلى مستشفى سجن طره "المخصص للسجناء"، في وضع صحي حرج، منهم نائب رئيس محكمة النقض الأسبق، المستشار محمود الخضيري، والقياديان في حزب الاستقلال مجدي قرقر ومجدي حسين، وعضو مكتب الإرشاد في جماعة الإخوان، رشاد بيومي.

وتخالف سياسة القتل البطيء في سجن العقرب كافة القيم الإنسانية والمواثيق الدولية، وقانون تنظيم السجون رقم 396، لسنة 56، الذي ينص على أن "كل محكوم عليه إذا تبين للإدارة الطبية في مصلحة السجون أنه مصاب بمرض يهدد حياته يتم الإفراج عنه صحياً، بعد اعتماد مدير عام السجون وموافقة النائب العام".

وأكد أحد الأطباء العاملين في سجن العقرب بمنطقة طره، جنوب القاهرة، أن إدارة السجون المصرية تنتهج سياسة القتل البطيء، ضد المعتقلين السياسيين، مشيرا إلى أن أوضاع الرعاية الصحية في السجون عامة، وسجن العقرب خاصة، سيئة للغاية.


إلى ذلك، أشار الطبيب "س.ع"، في تصريح لوكالة "الأناضول"، الخميس، إلى أن "هناك إجراءات طبية من المفترض أن تقوم بها إدارة السجون، لحفظ سلامة المرضى من السجناء، كإعداد ملف طبي لكل سجين، تُسجل فيه الأمراض المصاب بها، ومن ثم يُقدم له الدواء والطعام المناسب لحالته الصحية، وتسجل فيه أيضاً توقيتات فحوصاته الطبية اللازمة، وهو الأمر الذي لا يحدث"، لافتا إلى "أن الإدارة منعت الدواء والفحص الطبي عن هؤلاء المرضى".

وكشف الطبيب عن وسائل القتل المتبعة في سجن العقرب، ومنها تعقيد الإجراءات الإدارية لنقل المريض إلى المستشفيات، قائلا: "السجناء المرضى يحتاجون أحياناً إلى خروج عاجل من محبسهم إلى مستشفى السجن أو غيره من المستشفيات، وهو أمر يتطلب رفع طلب من المريض إلى مأمور السجن، وبدوره يرفعه المأمور إلى مصلحة السجون، وعند الموافقة يتم تجهيز قوة أمنية لمصاحبة السجين المريض، ولكن دائماً ما يتم إلغاء هذه الترحيلة لأي سبب، وعند الإلغاء يقوم المريض بتكرار دورة تقديم الطلب وانتظار الموافقة التي تستلزم على الأقل 10 أيام".


منع الدواء والتجويع
وإلى جانب منع إدارة السجن إدخال الأدوية، فإنها منعت صرف أدوية من عيادة السجن، كما أن القائمين على السجن لا يستجيبون عادة لاستغاثات المرضى، خاصة بعد إغلاق العيادات في الساعة الثالثة عصرا، الأمر الذي يتسبب في دخول كثير منهم نوبات إغماء أو غيبوبة.​

وكان مركز "النديم" للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف والتعذيب، وثّق خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، تنوع حالات الإهمال الطبي التي أدت إلى الإصابة بأمراض عدة، وتوقف العلاج الطبيعي في حالات الكسور والخلع وغيرها من الأمراض والمضاعفات.

في هذا السياق، أكّد أهالي سجناء "العقرب"، عقب زيارة ذويهم، منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، أن السجناء فقدوا ما يزيد عن نصف أوزانهم، وبدا عليهم الهزال الشديد، وتم منعهم من شراء طعام من كانتين السجن، فضلاً عن تقديم السجن وجبات غذائية محدودة جداً.

يذكر أن سجن العقرب تأسس عام 1993 في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، حيث خُصص لحبس معارضي النظام السياسيين، "شديدي الخطورة".