النساء أكثر عرضة لـ "الإسلاموفوبيا"

النساء أكثر عرضة لـ "الإسلاموفوبيا"

23 سبتمبر 2016
تعلنان رفضهما الإرهاب (أندرو بيراج/ فرانس برس)
+ الخط -
كانت امرأة تبلغ من العمر 35 عاماً تقف خارج متجرٍ في مانهاتن، حين شعرت بحرارة ما على جانبها الأيسر، لتكتشف أنّ القميص الذي ترتديه بدأ يحترق. بالقرب منها، كان رجل يقف حاملاً قدّاحة. لم تُصب بأذى، إلا أنّه لم يعد في إمكانها ارتداء قميصها الذي ثقب. وتحقّق شرطة نيويورك في الحادث الذي يمكن أن يكون "جريمة كراهية"، خصوصاً أنّ المرأة مسلمة وتضع حجاباً. هذا ما كتبته رنا إلمير في صحيفة "واشنطن بوست".

تشير إلمير إلى أنّه من الممكن أن يكون عدد كبير من النساء قد واجه صعوبات معيّنة في أماكن عامة، كأن يقترب غرباء من هؤلاء النساء كثيراً، عدا عن الإساءات اللفظية أو التحرّش الجنسي. لكنّ المرأة المسلمة تبدو عرضة لمشاكل إضافية نتيجة "الكراهية". وفي ظل اقتراح سياسات معادية للمسلمين، شهد عام 2015 وقوع أكبر عدد من جرائم الكراهية ضد المسلمين في الولايات المتحدة الأميركية. وعلى الرغم من أنّ هذه المشاعر توجّه ضدّ الرجال والنساء المسلمين على حدّ سواء، إلا أنّه يلاحظ تمييز جندري حتى في ما يتعلق بمشاعر الكراهية، لتتحمّل النساء العبء الأكبر.

وإن صعب إيجاد تقارير تتعلّق باستهداف "جرائم الكراهية" النساء أكثر من الرجال، إلا أنّ دراسات تشير إلى أنّ النساء، خصوصاً اللواتي يضعن الحجاب أو النقاب، هنّ أكثر عرضة للإساءة، إذ لا مجال للشكّ في الدين الذي يؤمن به.

ويشير أحد الباحثين إلى أنّ 69 في المائة من النساء المسلمات اللواتي يضعن الحجاب، تعرّضن للتمييز مرّة واحدة على أقل تقدير، في مقابل 29 في المائة من النساء غير المحجبات.

بالنسبة إلى النساء المسلمات، فإنّ هذه الأرقام وغيرها هي واقع. وقبل فترة وجيزة، قيل لامرأة تضع الحجاب أن تعود إلى بلادها حيث ترتدي النساء أزياء مماثلة، وذلك أمام ابنها الذي يبلغ من العمر سبع سنوات، بحسب إلمير. تضاف إلى ذلك حوادث كثيرة مماثلة.
في واقع كهذا، لجأت بعض النساء إلى الالتحاق بنوادٍ رياضية للتدرّب على الدفاع عن النفس، فيما تفكّر أخريات في خلع الحجاب بهدف حماية أسرهنّ.

منذ فترة طويلة، استخدم مسؤولون قضيّة "حقوق المرأة" لتعزيز أيديولوجية معادية للمسلمين. وتجلّى ذلك في ما قالته وزيرة الأسرة والطفولة وحقوق النساء في فرنسا، لورانس روسينول: "البوركيني ليس تصميماً جديداً لملابس السباحة، بل نسخة شاطئية عن البرقع، من ضمن منطق إخفاء أجساد النساء للسيطرة عليهنّ".

المساهمون