الجزائريون يشتكون غياب فضاءات الترفيه والمسابح في الصيف

الجزائريون يشتكون غياب فضاءات الترفيه والمسابح في الصيف

12 يوليو 2016
لا وجود للفضاءات والمرافق الترفيهية (Getty)
+ الخط -




"من يشعر بألم في رأسه في منطقة إيليزي يتم إرساله للعلاج بمستشفيات العاصمة الجزائرية"، هكذا اختصر الطالب الجامعي لخضر مفيصل ابن مدينة إيليزي جنوبي العاصمة لـ"العربي الجديد" مرارة الحياة ورتابتها في ظل انعدام مرافق وفضاءات الترفيه.

ويشبه الطالب في حديثه لـ"العربي الجديد" ظروف العيش في تلك المدينة الصحراوية التي تبعد عن العاصمة الجزائرية ألفي كيلومتر بالسجن المفتوح، مع نقص فادح في المرافق الطبية والترفيهية والرياضية.

من إيليزي يستغرق الوصول إلى عاصمة البلاد يومين ونصف اليوم عبر البر، بالحافلة أما الطائرة فهي رفاهية بالنسبة للبعض، بينما يجد الكثيرون صعوبة في الذهاب من إيليزي إلى العاصمة الجزائرية، خصوصا لقضاء عطلة الصيف والاستجمام في السواحل الجزائرية.

قلق شديد ومطالب بالجملة، أصوات لسكان المدن الجنوبية في الصحراء الجزائرية تعالت عبر صفحات موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، معاناتهم اليومية من نقص المرافق الاجتماعية وانعدام وسائل الترفيه، خصوصاً في فصل الصيف الحار جداً.

وخلال هذا الفصل يعاني ساكنة المدن الجنوبية من انعدام فضاء الترفيه والمسابح في عز حرارة تفوق 54 درجة، وهي المرافق التي باتت ضرورة ملحة، يقول إسماعيل إهرات من منطقة أدرار جنوب الجزائر، لافتا إلى أن الأطفال الصغار كثيرا ما يحظون برحلات المخيمات الصيفية في مدن ساحلية، أما غير ذلك فلا يوجد متنفس آخر لهم.


ويقول إهرات إن سكان الجنوب يطالبون بإقامة مسابح وفضاءات للترفيه والنزهة للعائلات وكذلك تنظيم المهرجانات والفعاليات الثقافية التي تخرج السكان من سجنهم الكبير، "لكن لا حياة لمن تنادي"، يؤكد المتحدث، فأصوات الجنوب لا تصل إلى الشمال.

ملامح وشكاوى بسبب التفاوت في التنمية بين الشمال والجنوب، فوارق أذكتها المساحات الشاسعة وغياب المرافق بالرغم من مختلف المشاريع التي خططت الحكومة الجزائرية لإنجازها في عدد من الولايات، لكنها لا تلبي حاجيات السكان، خاصة إذا تعلق الأمر بالصحة وبالترفيه في فصل الصيف، كما يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر، الدكتور السعيد فطيمي، لـ"العربي الجديد"، مضيفا أن "الشعور الثابت في الجنوب الجزائري هو التفرقة بين السكان بسبب قلة اهتمام السلطات بهذه المناطق".

فيما يعتقد الإعلامي أنس جمعة أن بناء مسبح في أي ولاية جنوب الجزائر بات "مشروعا حيويا" مثله مثل أي مشروع حيوي آخر ولا يقل عن تجهيز مستشفى وتعبيد الطريق وبناء مدرسة، مضيفاً لـ"العربي الجديد" أن "تشييد مسابح في الجنوب أصبح ضرورة وطنية ملحة، لأننا في الشمال نرى الأمر عادياً ولا يثير الاهتمام، فالجو لطيف في الغالب والسواحل موجودة وحتى سكان المدن الداخلية يتسنى لهم التخييم في أي شاطئ، بينما بالنسبة لسكان الجنوب فالمسابح باتت رفاهية لا يمكن الوصول إليها".

يذكر أن مواقع التواصل الاجتماعي كان لها الفضل في إخراج أصوات سكان الجنوب إلى العلن، حيث صدحت أصوات كثيرة عبر الفضاء الافتراضي لتنقل معاناة أبناء الجزائر اليومية في صحراء مترامية الأطراف، مطالبين بعيش كريم وبعدالة في التنمية.