هكذا يحمي الفلسطيني أحمد صلاح أرضه من المستوطنين

هكذا يحمي الفلسطيني أحمد صلاح أرضه من المستوطنين

15 مارس 2017
لا ينقطع أحمد صلاح عن زيارة أرضه(العربي الجديد)
+ الخط -
لا يمكن للاحتلال ولا قطعان مستوطنيه، أن يسرقوا أرضا يواظب أصحابها على زراعتها وحراثتها ورعايتها على الدوام، رغم أن تلك الأرض تكون مطمعا ولقمة دسمة تفتح شهية المستوطنين للاستيلاء عليها، بحسب الفلسطيني أحمد صلاح.

أحمد صلاح، فلسطيني ينشط في مقاومة الجدار والاستيطان، يملك وأفراد عائلته قطعة أرض مساحتها دونمان فقط، بقيت كفا فلسطينيا يناطح مخرز مستوطنة "باطن المعاصي" الإسرائيلية المقامة على أراضي أهالي بلدة الخضر جنوبي مدينة بيت لحم في جنوب الضفة الغربية المحتلة.

ويعتبر صلاح وعائلته نموذجا للفلسطيني العنيد، الذي يرفض كل محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي سرقة أرضه، عن طريق منعه من الوصول إليها، أو عبر ذرائع يتسلح بها الاحتلال منها إجبار الفلسطيني على الحصول على تصريح، وفي الوقت نفسه يرفض منحه له، لتصبح الأرض مشاعا في يد المستوطنين.

يقول أحمد صلاح لـ"العربي الجديد" إن "أحد أسرار المحافظة على الأرض ومجابهة عاصفة الاستيطان، هو المواظبة على زيارة الأرض، والاعتناء بها وزراعتها وحراثتها دوما، وتفقدها من اعتداءات المستوطنين، أو محاولات الاحتلال سرقتها بكل الطرق والوسائل المتاحة أمامهم".

ويستطيع الفلسطيني البقاء في أرضه، والمحافظة على ملكيته لها، حتى ولو كانت بجانب أسوار المستوطنة، ولا تبعد عنها مترا واحدا كما أرض صلاح. فهو يرفض فكرة أنها ستكون في يد المستوطنين يوما، فالأرض الفلسطينية يجب أن تبقى لأهلها بدون الخوف من المستوطن أو الجندي الذي لا يوفر أي جهد من أجل ترويع وتخويف الناس من الوصول إليها.

يحرثها دوما ويبذرها (العربي الجديد)





ويملك صلاح أوراقا تثبت ملكيته لأرضه، ما يصعب مهمة الاحتلال في سرقة الأرض، ويمنحه القوة للدفاع عنها. وثمة آلاف المزارعين الفلسطينيين الذين يملكون أوراقا مماثلة لكن أراضيهم صودرت من سلطات الاحتلال لعدم تمكنهم من الوصول إليها.

على أشجار الزيتون واللوزيات والدوالي التي تشتهر بها بلدة الخضر، يطل المستوطنين في مستوطنة "باطن المعاصي" التي أقيمت عام 2013 ضمن تجمع مستوطنات أفرات، المبنية على أراضي القرى الفلسطينية في جنوب بيت لحم، ويشاهدون بأم أعينهم صلاح وسائق الجرار الزراعي وهما يحرثانها ويزرعانها بنشوة الفلسطيني الذي لا يكل ولا يمل في وجه الاحتلال ومستوطنيه.

لا يخاف تهديدات المستوطنين المطلين على أرضه (العربي الجديد) 


حاول حراس مستوطنة أفرات منع صلاح وأفراد عائلته من الوصول إلى الأرض، لكنهم فشلوا لأن صلاح هو هذا الفلسطيني العنيد الذي لا تكسره إجراءات الاحتلال وقوانينه العبثية.

يختم المزارع الفلسطيني، أحمد صلاح٬ والناشط ضد الجدار والاستيطان حديثه مع "العربي الجديد" ناصحا "كل فلسطيني يملك أرضا بجانب مستوطنة إسرائيلية، أن يواظب على زيارتها، ويعتني بها، حتى وإن كانت داخل المستوطنة وسياجها، كي لا تصبح يوما ما ملكا لمستوطن غريب".


المساهمون