النيابة المصرية: ضباط وشرطيون قتلوا مواطناً ضرباً وصعقاً بالكهرباء

النيابة المصرية: ضباط وشرطيون قتلوا مواطناً ضرباً وصعقاً بالكهرباء

04 أكتوبر 2018
إجبارهما على الاعتراف في قضية سرقة (تويتر)
+ الخط -


حصل "العربي الجديد" على نصّ التحقيقات في قضية قيام رئيس مباحث قسم شرطة حدائق القبة، ومعاون مباحث بالقسم، و4 أمناء شرطة، بتعذيب مواطن مصري حتى الموت ضربا وصعقا بالكهرباء في أماكن متفرقة بالجسد، والاعتداء على آخر، لإجبارهما على الاعتراف في قضية سرقة، ومحاولة الضابطين والأمناء إخفاء جريمتهم، إلا أن تحقيقات النيابة كشفتهم بعد أن رصدتهم كاميرات المراقبة.

القضية حملت الرقم 8414 لسنة 2018 جنايات حدائق القبة، وقُيّدت برقم 936 لسنة 2018 كلي غرب القاهرة، وتولى التحقيق فيها المستشار سعد أبو العز وكيل نيابة حوادث غرب القاهرة، تحت إشراف المستشار عبد الرحمن شتلة المحامي العام الأول لنيابة غرب القاهرة الكلية.

وتضم القضية المتهمين، "تامر صابر فراج (38 سنة) رائد شرطة ورئيس مباحث قسم شرطة حدائق القبة، وأحمد محمد عبدالحافظ (28 سنة) نقيب شرطة ومعاون مباحث قسم شرطة حدائق القبة، ومحمد جمعة الحارس (38 سنة) أمين شرطة، وأسامة شوقي عبد الناصر (41 سنة) أمين شرطة، وثابت محمد طلبة (41 سنة) عريف شرطة، ومحمد عبد الحليم عبد القادر (37 سنة) أمين شرطة".

ووجّهت النيابة العامة إلى المتهمين تُهمًا بأنهم في يومي 21 و22 يونيو/ حزيران 2018، قاموا بصفتهم موظفين عموميين بتعذيب محتجز لديهم في القسم يدعى "أحمد السيد محمد عجمي"، ألقوا القبض عليه دون إذن من النيابة ودون تقييد اسمه بدفاتر القسم، لحمله على الاعتراف بارتكاب جريمة السرقة موضوع الجنحة رقم 8281 لسنة 2018 قسم شرطة حدائق القبة، مما أدى إلى موته.

كما طرحوه أرضا وشدّوا وِثاق يديه خلف جسده وانهالوا عليه ركلا بالأقدام وضربا بالعصا وصعقا بالكهرباء في مواضع مختلفة من جسده وأماكن حساسة، قاصدين إجباره وحمله على الاعتراف بارتكاب واقعة الجنحة سالفة البيان والإرشاد عن المسروقات، فأحدثوا به إصابات أودت بحياته.

كما وجّهت لهم النيابة بأنهم حازوا وأحرزوا أداتين (عصا وصاعق كهربائي) مما يستخدم في الاعتداء على الأشخاص دون مسوغ قانوني أو مبرر من الضرورة المهنية والحرفية.

ووجهت النيابة إلى المتهمين الأول والثاني، تهمة قيامهما بتعذيب محتجز آخر يدعى "علي شريف يحيى" لحمله على الاعتراف باشتراكه في ارتكاب جريمة السرقة موضوع الجنحة رقم 8281 لسنة 2018 قسم حدائق القبة، بأن اقتاده المتهم الثاني إلى المتهم الأول فانهال عليه الأخير صفعا بأحد نعليه ولكمه في صدره، قاصدين إجباره وحمله على الاعتراف بارتكاب واقعة الجنحة.

كما وجهت النيابة للمتهم الأول، تهمة احتجاز المواطن "علي شريف يحيى" بدون أمر النيابة العامة أو أحد الحكام المختصين بذلك، وفي غير الأحوال التي تصرح فيها القوانين واللوائح بالقبض على ذوي الشبهة، وذلك بأن أودعه لليلة كاملة بإحدى الغرف بوحدة البحث الجنائي بقسم شرطة حدائق القبة.

ووجهت للمتهم الثاني تهمة إلقاء القبض على ذات المواطن بدون أمر النيابة العامة أو أحد الحكام المختصين بذلك، وفي غير الأحوال التي تصرح فيها القوانين واللوائح بالقبض على ذوي الشبهة، وذلك بأن ضبطه واقتاده إلى مقر وحدة البحث الجنائي بقسم شرطة حدائق القبة قبل صدور إذن النيابة العامة بضبطه.

جاءت اتهامات النيابة العامة للمتهمين، بعد أن حاولوا في البداية إخفاء جريمتهم وأنكروا وجود المجني عليهما "المتوفى والمصاب"، داخل ديوان القسم، إلا أنه ثبت من تفريغ محتوى كاميرات الـ (DVR) الخاص بقسم شرطة حدائق القبة أن المتهمين هم من قاموا بالقبض على المجني عليهما المتوفى والمصاب واقتيادهما والتحقيق معهما، ونقل المجني عليه المتوفى خارج القسم وهو جثة هامدة لمحاولة إخفاء جريمتهم.

وتولت النيابة العامة التحقيق وبحثت في البداية عن موقع القبض على المجني عليهما، وتوصلت إلى أنه كائن بتقاطع شارع الجندي مع شارع الخليج المصري أمام مقهى يسمى (أم صابر) بدائرة قسم شرطة حدائق القبة.

كما تمت مقابلة عدد من المتواجدين بالمكان والمارّين به، وأفادوا بأنهم شاهدوا واقعتي ضبط المجني عليهما المتوفى والمصاب، وأخطروا النيابة بوجود كاميرتين مثبتتين في موقع الضبط، وتبين أن إحداهما التقطت مقاطع لوقائع الضبط وتم التحفظ عليها.

وتبين من تفريغ التسجيلات ظهور سيارة ماركة مرسيدس ترجّل منها عدد من أفراد الشرطة يرتدون الزي المدني، والتفّوا حول المجني عليه المصاب وألقوا القبض عليه، وفي مساء ذات اليوم ظهرت سيارة ميكروباص بيضاء اللون أمام ذات المقهى، ترجل منها عدد من أفراد الشرطة يرتدون الزي المدني والتفوا حول المجني عليه المتوفى وألقوا القبض عليه.

واستمعت النيابة إلى أقوال الشهود في القضية، حيث أقرّ أيمن أحمد حسان (50 سنة ) مدير دار التشريح بمصلحة الطب الشرعي، بأنه القائم على تشريح جثمان المجني عليه، وأن سبب الوفاة هو توقف القلب والتنفس نتيجة الإصابات الرضية بالعنق والرأس، وأيضا الصعق الكهربائي في أجزاء متفرقة من الجسم، وهي إصابات مميتة بمفردها أو مجتمعة، فضلا عن أنه لاحظ وقت التشريح عدم وجود الحذاء الأيمن للمجني عليه، وتبين له من خلال التشريح وجود آثار صاعق كهربائي بهذه القدم.

كما أقر محمود شعبان فرحات (48 سنة) أمين شرطة، أنه بتاريخ الواقعة أبصر المتهمين الثالث والرابع والسادس وهم يحملون المجني عليه المتوفى على مقعد خشبي، وينقلونه لسيارة المتهم الأول، فقام بفتح باب السيارة لهم.

وأقر محمد أشرف إسماعيل (25 سنة) ملازم شرطة، أنه في يوم الواقعة وأثناء ممارسة مهام عمله في خدمة تأمين باب القسم، أبصر المتهم الرابع وهو دالف إلى ديوان القسم وواضع يديه على عنق المجني عليه المتوفى، ومن خلفهما المتهم الثاني.

وأضاف أنه في قرابة الساعة السابعة مساء، سمع صوت كسر زجاج، فتوجه إلى الطابق الثاني مسرح الواقعة، فهاتف نائب مأمور قسم شرطة حدائق القبة، وأخطره بما سمعه، وعاد إلى مكان خدمته فأبصر المتهمين الثالث والرابع والسادس، حاملين ضحيتهم على مقعد خشبي، وأقلّوه بسيارة أولهم فتوجه إلى النقيب وليد السيد حسين (41 سنة) نقيب شرطة بقسم حدائق القبة، وأخطره بما شاهده، ليقوم الأخير أيضا بالاتصال بنائب مأمور قسم شرطة حدائق القبة وأبلغه بالواقعة.

كما شهد العقيد صبري حامد كامل (48 سنة) نائب مأمور قسم شرطة حدائق القبة، بأنه على إثر ما تلقاه من مهاتفات، عاد إلى ديوان القسم وتيقن من أن ضحيتهم ليس مقيدا بدفاتر القسم، فهاتف مستشفى الزيتون للوقوف على مكان تواجد فريستهم، فأحاطوه بعدم وروده.


وتابع بأنه جاب المستشفيات بحثا عنه ورفقته الملازم أول أحمد شوقي عبدالمحسن (25 سنة) ملازم بقسم حدائق القبة، حتى علموا بأن المتهمين حضروا به إلى مستشفى "سيد فراج"، وترجل منها طبيب وكشف عليه وأبلغهم بأن نبضه قد توقف، وأنهم أقلوا ضحيتهم بـ(توكتوك) صوب مستشفى الزيتون، فتوجه إليها فأبصر المتهم الأول واقفا أمامها وبمحاورته كلفه بالعودة إلى ديوان القسم.

وقد ثبت بالتقرير الطبي رقم 378997 والصادر عن مستشفى الزيتون التخصصي لحالة المجني عليه، وصول جثمان المجني عليه، وقيّد "مجهول الهوية" لذكر، وأنه حضر إلى المستشفى جثة هامدة مع وجود كدمات متفرقة في الجسم والبطن وزُرقة حول المعصمين الأيمن والأيسر وزرقة بالشفة وتوسع بالقرنية، وتم عمل محاولة إنعاش قلبي ورئوي متقدم لمدة 14 دقيقة، إلا أن المجني عليه لم يستجِب وتم إعلان وفاته.

 

 

دلالات