لبنانية تعرض كُليتها للبيع من أجل رعاية أسرتها

لبنانية تعرض كُليتها للبيع من أجل رعاية أسرتها

03 ديسمبر 2019
اللبنانية حليمة معلّم تعرض كليتها للبيع (فيسبوك)
+ الخط -


تجلس السيدة اللبنانية حليمة معلم وإلى جانبها ابنها، حاملة لافتة كُتب عليها "كُلية للبيع بسعر مغرٍ. الموضوع مستعجل"، مع رقم هاتفها المحمول للتواصل معها بشأن شراء كليتها لتوفير المال لرعاية أسرتها.

تعرض حليمة كليتها للبيع بمبلغ خمسة آلاف دولار أميركي، من أجل تأمين قوت ولدَيها البالغين من العمر ثلاث سنوات وتسع سنوات، وعلاج والدتها المسنّة، وتقول لـ"العربي الجديد": "زوجي موقوف منذ 12 يوماً، ووالدتي تعاني من أمراض عديدة بينها السكري والضغط والروماتيزم، كما أنّها بحاجة لإجراء عملية جراحية في ركبتيها، وابني سيف يعاني من ثقب في صمام القلب، واكتشفنا ذلك العام الماضي، لكننا عاجزون عن تأمين كلفة علاجه".

وتضيف "عجزت عن دفع إيجار المنزل في منطقة المصيطبة، والتي تبلغ مليوناً ومئتي ألف ليرة (نحو 600 دولار أميركي)، ويهدد صاحب البيت بطردي وأولادي ووالدتي إلى الشارع. لم أجد أمامي سوى هذا الحل لأن أولادي أغلى من كليتي".

وتتابع: "اسودّت الدنيا بوجهي، فصاحب البيت يهدّدني بالطرد، ولن أسمح بأن ينام أطفالي على أرصفة الشوارع، ومدرسة ابني أرسلت تطلب حضوري بسبب عدم تسديد القسط الدراسي منذ العام الماضي، وكنت خلال الفترة الأخيرة أعمل سائقة على سيارة أجرة استأجرها زوجي قبل توقيفه، غير أنّ صاحب السيارة انتزعها مني، وأصبحت عاجزة عن إعالة أسرتي".

وأثارت اللافتة غضباً واسعاً بين الناشطين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين تعاطفوا مع السيدة، منتقدين ما آلت إليه أوضاع لبنان، في حين استنكر البعض تصرفها غير القانوني الذي يعد اتجاراً بأعضاء بشرية.

وكشفت حليمة أنّه بعد انتشار الصورة أبلغها بعض أهل الخير بنيّتهم تسديد القسط الدراسي، واتصل بها أطباء للتكفّل بعلاج ابنها، لكنها ناشدت المسؤولين اللبنانيين أن يشعروا بأوجاع الناس وهمومهم، وقالت: "نحن عاجزون عن تأمين المسكن والطعام والعلاج بينما هم يسكنون في قصورهم، ويتمسكون بكراسيهم ومناصبهم غير آبهين بالشعب".