إسرائيل عذّبت 1216 طفلاً فلسطينياً أسيراً في 2014

إسرائيل عذّبت 1216 طفلاً فلسطينياً أسيراً في 2014

15 فبراير 2015
جنود إسرائيليون يعتقلون طفلاً فلسطينياً(الأناضول/GETTY)
+ الخط -
عذبت إسرائيل 1216 طفلاً فلسطينياً من مجموع الأطفال الذين اعتقلتهم العام 2014، عام التضامن مع الشعب الفلسطيني، وفق ما أعلنته الأمم المتحدة.

وحسب ما ذكرت المتحدثة باسم نادي الأسير الفلسطيني، أماني سراحنة، لـ "العربي الجديد" أن "إسرائيل اعتقلت خلال العام الماضي، 1600 طفل فلسطيني من الضفة الغربية، بينهم 900 طفل من القدس المحتلة".

وأصدرت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في فلسطين، تقريراً يشير إلى أن 76 في المائة من الأطفال الذين اعتقلتهم إسرائيل العام 2014، تعرضوا للتعذيب الجسدي أثناء اعتقالهم والتحقيق معهم.

ويقول مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عايد أبو قطيش،
لـ"العربي الجديد" إنه "رغم أن العنف الجسدي طال النسبة الأكبر من الأطفال المعتقلين، إلا أن أسوأ حالات التعذيب التي تابعناها منذ ثلاث سنوات، تتعلق بالعزل الانفرادي للأطفال الأسرى".


وسجلت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، 54 طفلاً أسيراً وضعتهم سلطات الاحتلال في العزل الانفرادي، منهم 14 طفلاً عُزلوا خلال العام 2014 الذي شهد أطول فترة عزل انفرادي لطفل فلسطيني في السجون الإسرائيلية، وصلت إلى 26 يوماً.

ومعظم حالات التعذيب الجسدي للأطفال تحدث أثناء اعتقالهم ونقلهم من مكان إلى آخر، وبعضها يتم في غرف التحقيق، وتتوزع بين ضرب الطفل بكعب البندقية، وصفعه على وجهه، وركله بالأقدام.

وقال الطفل المعتقل الذي أطلق سراحه مؤخرا لـ"العربي الجديد" عمران مسيمي (16 عاماً) "عندما أخذني الجيش من مدخل مخيم بلاطة، ضربني الجنود على كل أنحاء جسدي، صفعوني على وجهي، سحبوني وأنا حافٍ، ولما وصلنا الجيب العسكري، ضربني جندي بالسلاح على ظهري، وداخل الجيب ضربوني بالبساطير (أحذية الجنود)".

أما الطفل إبراهيم عبد الغافر، من قرية قراوة بني حسان، غرب محافظة سلفيت، والذي قضى خمسة شهور في قسم الأطفال بسجن مجدو، يتحدث لـ"العربي الجديد" عن نوع آخر من التعذيب الذي ذاقه خلال اعتقاله بتهمة إلقاء الحجارة، إذ يقول "عندما أمسكوا بي، ربطوا يديَّ خلف ظهري، وعصبوا عينيّ، ثم رموني داخل الجيب، وطوال الطريق كان الجنود يشتمون أمي بكلام سيئ"، مضيفا "وصلنا إلى مكان لا أدري ما هو، تركوني في غرفة دون أن أعرف أين أنا، لأنهم لم يفكوا العصبة عن عينيّ ولم يفكوا يديّ من خلف ظهري طوال الليل، وكلما غفوت تسقط صفعة على وجهي دون أن أرى الذي يضربني، كل هذا جرى بعد إصابتي برصاصة مطاطية في صدري".


ويرى أبو قطيش أن الشاباك يحاول من خلال تعذيب الأطفال، انتزاع اعترافات تدينهم أو تدين أطفالا آخرين أو كبارا، موضحاً أن "الاعترافات هذه تشكل الأدلة الأساسية التي يقدمها الشاباك للمحاكم العسكرية بغية إدانة الطفل وتأكيد حبسه".

وتتحفظ الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال على إعطاء معلومات عن حالات بعينها، فمثلاً لم تنشر الحركة في تقريرها أن "الشاباك" حاول تجنيد أطفال للعمل كعملاء للاحتلال، لكن أبو قطيش ذكر ذلك لـ"العربي الجديد" أنه "من بين 107 إفادات جمعناها من أطفال وقعوا في الأسر، كان هناك طفل واحد حاول جهاز الشاباك تجنيده للعمل مع الاحتلال".

وترفع الحركة العالمية تقاريرها الدورية إلى هيئات الأمم المتحدة، مثل مجلس حقوق الإنسان وغيره من اللجان، ينوه أبو قطيش "هذه اللجان ليس لها أسنان لمحاسبة إسرائيل، دورها محدود، نحن نضع تقاريرنا بين أيديهم، وهذا لا يعني بالضرورة معاقبة إسرائيل، فحتى الآن لا يوجد نية لدى المجتمع الدولي لمحاسبة إسرائيل على شيء".