اعتداءات بالأسيد على الفتيات في كولومبيا

اعتداءات بالأسيد على الفتيات في كولومبيا

03 أكتوبر 2015
ناتاليا ووالدها خلال حفل إطلاق كتابها (فرانس برس)
+ الخط -
ييني مارسيلا باردو روا، شابة كولومبية عمرها 28 عاماً نابضة بالحياة. ما زالت تتابع دراستها الجامعية في العلوم الاقتصادية في العاصمة الكولومبية بوغوتا، حيث تحظى بشعبية جارفة لدى زملائها.

ومع ذلك، فقد باتت الشابة الشهر الماضي رقماً جديداً في سجل اعتداءات على النساء، بعد تعرضها لهجوم بالأسيد في وجهها، ارتكبه رجل مجهول قبل أن يفرّ بسيارة أجرة.

ما زالت الشابة في العناية المشددة في مستشفى "سيمون بوليفار" في العاصمة، بعدما طاولت حروق المادة الحمضية 26 في المائة من جسدها بحسب موقع "لاتين كوريسبندنت". والأغرب أنّ العملية لم تكن تستهدف السرقة، فلا شيء من متعلقات ييني سُرق.

من جهتها، تقول كونسويلا روا، والدة ييني: "لقد بدلوا حياة ابنتي بالكامل، وغيروا ملامح وجهها وجسدها. هو وضع صعب لكنّها تحاول أن تتكيف مع ما تغير بمعنويات مرتفعة أحياناً ومنخفضة أحياناً أخرى".

ييني واحدة من العديد من الضحايا. فالاعتداءات بالأسيد مستمرة في بوغوتا على وجه التحديد، سواء من جانب أزواج وشركاء حياة سابقين تتملكهم الغيرة، أو حالات أخرى غامضة من دون دافع واضح كحالة ييني.

هذا الأمر دفع الشهر الماضي نحو 400 شخص، من الضحايا أنفسهم أو من أهلهم، إلى التظاهر في شوارع العاصمة ضد موجة الاعتداءات هذه.

وبانتظار تحرك أمني واسع، تنتظر ييني الكشف عن هوية مهاجمها الذي رصدت الشرطة جائزة للقبض عليه تبلغ 3 آلاف دولار أميركي.

في سياق متصل، تستمر في كولومبيا محاكمة المعتدي على الشابة ناتاليا بونس دي ليون (33 عاماً)، التي هاجمها جوناثان فيغا بالأسيد في مارس/ آذار 2014، من دون أن يكون لها أيّ علاقة مسبقة به.

تقول ناتاليا في شهادتها: "فقدت بصري بسبب الهجوم، عدا عن احتراق جلد وجهي وانتفاخه". ومع ذلك، لم تتوقف عن رفع صوتها حيال قضيتها، فعدا عن المحاكمة، نشرت كتاباً حول تجربتها، كما تتابع معركتها من أجل قوانين وعقوبات جديدة مشددة على مرتكبي مثل هذه الاعتداءات.

وتعلق: "أنا غاضبة إلى أقصى الحدود. لست أعلم كم عدد الحالات التي شهدناها في كولومبيا. ومع ذلك، يستمر إفلات المرتكبين من العقاب". وتضيف: "أعيش حياتي كالموتى.. فمثل هذا الهجوم يوقف حياتك وحياة عائلتك أيضاً. في الأعوام العشرة الماضية هوجمت 900 امرأة بالأسيد، ولم يصل إلى الحلّ أكثر من 1.2 في المائة من هذه القضايا".

اليوم، تتابع ييني تعافيها في المستشفى، بينما تقترب ناتاليا من وضع المعتدي عليها خلف القضبان. لكنّ الاعتداءات بالأسيد في كولومبيا مستمرة.

إقرأ أيضاً: فرصة جديدة للنساء المشوّهات بالأسيد

المساهمون