الليشمانيا يغزو إدلب السورية

الليشمانيا يغزو إدلب السورية

16 ابريل 2014
صورة أرشيفية لطفلة مصابة بمرض الليشمانيا
+ الخط -

 

 

لم يكفِ السوريين أوجاعُ الموت الذي ينهش أرواحهم كل يوم، بأدوات القتل متعددة الأشكال التي يتفنن فيها النظام، حتى جاءت معها برياح الأمراض والأوبئة التي وجدت أرضهم مرتعا خصبا لتتغذى على صحتهم وتنهش أجسادهم.

فمرض الليشمانيا يسجّل حاليا أرقاما متزايدة في انتشاره في بعض مناطق سوريا، بعد أن كان إجمالي عدد حالات المصابين به في البلاد كلها لا يتجاوز 3000 حالة، مما جعل الأطباء في محافظة إدلب، في شمال سوريا، يخوضون صراعا على محورين للسيطرة على المرض الذي يتفشى، في ظل انهيار منظومة الرعاية الصحية في البلد بسبب استمرار الحرب.

وتسجل بلدة تفتناز عددا قياسياً لحالات الإصابة بمرض "الليشمانيا الطفيلي" الذي يُنقل عن طريق لدغة ذُبابة الرمل.

وذكر الدكتور محمد الهيثم - الذي يتولى إدارة حملة للتوعية بمرض "الليشمانيا" في إدلب -  أن تفشي المرض يرجع إلى سوء ظروف المعيشة بسبب الحرب.

وقال الطبيب: "يُعدُّ مرض الليشمانيا من الأمراض الجلدية المنتشرة في بلادنا، ولا سيما وقت الحروب، بسبب الدمار المتواجد في البلدة، وبسبب قلة خدمات النظافة، وقد لوحظت حالات كثيرة في البلدة، فأكثر من 300 حالة راجعت المشفى حتى الآن. تم علاج قسم كبير منها - بفضل الله - عن طريق الحقن الموضعي أو الحقن العضلي، وقد قامت بعض المنظمات بحملات رش وقائي للمنازل في تفتناز وبنش".

ومن أكثر أعراض "الليشمانيا" شيوعا، قروح في الجلد يحتاج علاجها عدة أشهر، قد تصل إلى العام، وللمرض أعراض أخرى أكثر خطورة قد تؤدي إلى الوفاة إذا لم تخضع للعلاج.

ويُشارك في الحملة في إدلب عدد من المتطوعين، يساعدون في العلاج والتوعية ورش المبيدات في المساكن والمباني الأُخرى.

وقال "ثاشك" أحد متطوعي الحملة: بالنسبة إلى العلاج الوقائي لليشمانيا، فهو أهم بكثير من علاج

"
100 ألف مصاب بداء الليشمانيا الجلدي في سوريا حاليا

"

الليشمانيا، لأننا في العلاج الوقائي حين نقضي على حشرة ذبابة الرمل نقضي عليها بالكامل، بحيث لا تنتشر في منطقتنا، ونكون قد تخلصنا من الوباء بشكل كامل".

وكان عدد حالات الإصابة بمرض "الليشمانيا" في سوريا قبل الحرب لا يزيد على 3000 حالة، لكن بيانات منظمة (أنقذوا الأطفال) تشير إلى ارتفاع العدد في الوقت الراهن إلى 100 ألف حالة.

ورسم تقرير للمنظمة - نُشر في مارس/ آذار- صورة شديدة القتامة لنظام الرعاية الصحية المنهار في سوريا، جاء فيه أن نحو 60 في المائة من المستشفيات السورية لحقت بها أضرار أو دُمرت منذ بداية الصراع.

ونقلت (أنقذوا الأطفال) عن تقديرات الجمعية الطبية السورية الأميركية أن 200 ألف سوري توفوا منذ بداية الصراع بسبب أمراض مُزمنة، ولعدم استطاعتهم الحصول على علاج وأدوية.

وذكرت تقارير لمنظمة الصحة العالمية أن داء الليشمانيا يصاب به أكثر من 12 مليون شخص في العالم، وأن هناك  مليونـَي حالة إصابة جديدة سنويا، وهي قابلة للزيادة، حيث يؤثر المرض على السكان الأكثر فقرا في 88 بلدا، معظمها من الدول النامية، ويرتبط بسوء التغذية وضعف المناعة والسكن غير الصحي وقلة الموارد.

 

 

المساهمون