مشروع عربي تطوعي يخلي سبيل الغارمين في غزة

مشروع عربي تطوعي يخلي سبيل الغارمين في غزة

11 يونيو 2016
إطلاق المشروع التطوعي (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
يجتمع السجين أكرم أبو غبن (43 عاماً) للمرة الأولى مع عائلته على مائدة الإفطار في شهر رمضان، بعد الإفراج عنه، عقب حملة أطلقها فريق "سنابل الخير" التطوعي عبر دول عربية وإسلامية، لدفع الديون عن الغارمين في قطاع غزة.


والغارمون هم مواطنون تراكمت عليهم ديون مادية لم يستطيعوا سدادها خلال المدة المحددة بين الدائن والمدين، وبالتالي وقع عليهم حكم قضائي بالسجن لمدة غير محددة إلى حين سداد الديون المفروضة عليهم.

ولاقت الحملة التي أطلقها الشيخ الكويتي عبد الرحمن النصار، لتبييض السجون الغزّية من أصحاب الذمم المالية التي تقل عن 6000 شيكل (الدولار 3.8 شيكل)، استجابة واسعة لدى فاعلي الخير في الدول العربية والإسلامية، وأطلق عليها "فكاك الغارمين".

أبو غبن متزوج وله سبعة أطفال، أوضح لـ"العربي الجديد" أن الظروف المادية التي يمر بها لم تُسعفه لسداد دينه الذي بلغ 1500 دولار أميركي، فدخل السجن منذ مطلع شهر رمضان المبارك.

وقال أبو غبن: "شعرت بفرحة دخلت إلى قلبي، بعد أن تلقيت قرار الإفراج عني، إثر تبرع أصحاب الخير لسداد الديون التي تراكمت عليّ نتيجة الظروف الصعبة"، معرباً عن سعادته لقضاء بقية شهر رمضان المبارك برفقة عائلته وأبنائه.

أما حسام خضر (24 عاماً) والذي قضى أحكاماً بالسجن وصلت إلى 100 يوم، نتيجة تراكم الديون عليه، فقد امتعض من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها خاصة، وسكان قطاع غزة عامةً، كونها أوصلته لقضاء فترة كبيرة من عمره داخل السجون.


وأوضح خضر وهو أب لطفلين، أنه يسعى لقضاء أجواء رمضان داخل بيته ومع أطفاله وزوجته، بعيداً عن تراكمات الديون التي تسببت في سجنه وبعده عن عائلته لفترة طويلة، شاكراً فاعلي الخير على تبرعهم للإفراج عنه وعن غيره من السُجناء.

من ناحيته، أعلن المدير العام للشرطة الفلسطينية في غزة، اللواء تيسير البطش، أنّ الحملة التي نفذها الشيخ النصار وفريق "سنابل الخير" التطوعي، بإشراف وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، استهدفت الإفراج عن 350 موقوفاً ممن عليهم ذمم مالية بأقل من 6000 شيكل.

البرنامج مكّن أصحاب الديون من قضاء رمضان مع عائلاتهم (عبد الحكيم أبو رياش)



وقال البطش خلال مؤتمر أقيم لإعلان إطلاق الحملة، إن الشرطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني يثمنون الجُهد الذي قدمه فاعلو الخير والشيخ النصار لخدمة الشعب الفلسطيني والإفراج عن أصحاب الذمم المالية.

ولفت مدير الشرطة إلى أنهم على استعداد للتعاون مع أي جهة تسعى لمعاونة السجناء والموقوفين الذين أنهكتهم الظروف الاقتصادية الصعبة والحصار الجائر على القطاع، للتخفيف عنهم وعن المواطنين في قطاع غزة.

من جانب آخر، بيّن مدير المشاريع في صندوق الزكاة بالإدارة العامة للزكاة جهاد حلس أن الحملة تمت عبر التواصل مع فريق "سنابل الخير" التطوعي في دولة الكويت من خلال عبد الرحمن النصار الذي أطلق حملة تبييض السجون من الغارمين في غزة.

وقال حلس لـ"العربي الجديد": "هناك جهود تبذل لتبييض السجون من أصحاب الذمم المالية التي تفوق 6000 شيكل، لتشمل من وصلت مديونتهم إلى 9000 شيكل، حتى تبييض السجون في غزة من كافة الغارمين وأصحاب الذمم المالية".

المساهمون