مؤتمر لأئمة تونس لمقاومة الإرهاب

مؤتمر لأئمة تونس لمقاومة الإرهاب

03 مايو 2015
أكثر من 500 إمام تونسي اجتمعوا في المؤتمر
+ الخط -

اجتمع اليوم الأحد، أكثر من 500 إمام تونسي من مختلف مناطق تونس، في لقاء بقصر المؤتمرات في العاصمة، نظمته الجمعية التونسية لأئمة المساجد تحت إشراف المجلس الإسلامي الأعلى، لتدارس سبل مقاومة التطرف والإرهاب، وحضره أساتذة مختصون في الشأن الديني بالجامعات التونسية، إلى جانب كل من سفير مالي والمملكة المغربية.

وجاء اللقاء تحت شعار "مقاربة إسلامية لمقاومة التطرف والإرهاب"، للتأكيد على أهمية دور الإمام في الدعوة إلى شمولية علاج الإرهاب، وأنها لا تقتصر على الجانب الأمني فقط.

وأكد المحاضرون أن تحديد معنى الإرهاب، أمر بالغ الأهمية، وفقاً لمفتي البلاد التونسية، الشيخ حمدة سعيد الذي قال لـ "العربي الجديد" إن الأمر شديد التعقيد والتشابك بين العوامل الداخلية والمؤثرات الخارجية على مستويات متعددة.

وأضاف مفتي الجمهورية أن "تحديد مفهوم الإرهاب، يجد لدينا في تونس اهتماماً متزايداً ومكثفاً تحت ضغط الأحداث التي بلغت منعطفاً من الخطورة أثر على النفسية العامة للتونسيين، فضلاً عن الآثار السيئة التي عقبت أحداثاً إرهابية من قتل وسفك لدماء الأبرياء ومن تهديد استقرار البلاد".

وأوضح سعيد أن معالجة هذه الآفة بحاجة إلى "معالجة على المستوى التربوي، بتجنب ما شملته تربية الأطفال من قسوة وغلظة واعتداءات جسدية ولفظية، خلفت في قلوبهم شيئاً كثيراً من النقمة على المجتمع والوالدين الذين لم يراعوا حق الله في تربية أبنائهم".

مشيراً إلى ضرورة بسط آليات من العلاج من بينها "الآلية العلمية التي تفرض مشاركة المؤسسات الدينية الرسمية والتعليمية الدينية على مختلف مستوياتها بالتنسيق مع وزارة التربية ووزارة التعليم العالي ووزارة الثقافة لتعليم الناشئة أصول دينهم".

واعتبر مفتي الجمهورية أن "الإرهاب لا دين له ولا وطن ولا ذمة ولا حدود، وصناعته شيطانية خبيثة وأهدافه جهنمية، تخدم ركاب من فقد إنسانيته وانسلخ عن آدميته واستوحش قلبه وخلا من كل رحمة".

اقرأ أيضاً: بعد الاستهداف الإرهابي لتونس: المغرب في مرمى "داعش"

الأسباب والحل

وفي السياق ذاته، أبرز جلال الدين العلوش، الأستاذ بجامعة الزيتونة وعضو المجلس الإسلامي الأعلى، في حديثه إلى "العربي الجديد" أنّ "الحديث عن الإرهاب في بلادنا يوجه في إطار الإرهاب المتعلق بالدين، وإذا ما أردنا أن نعالج هذه الإشكالية، فلا بد من فهم الأسباب التي ولدت هذه الآفة من أجل وضع الطريق الصحيح".

ويرى العلوش أن الحل الأمثل، يكون من خلال "تقديم الإسلام التقديم السليم، وتصفية هذا الغبش الموجود حوله وحول كل ما يتعلق به، وذلك في البرامج التربوية وفي وسائل الإعلام وفي المساجد، ففي كثير من الأحيان يتصف خطباء المنابر في المساجد بالجهل الديني، ولا علاقة لهم بالشأن الديني أصلاً، وغذى تصدرهم للفتاوى شعوراً بالنقمة والكراهية، ما ولد بدوره ظاهرة الإرهاب".

اقرأ أيضاً: كيف ينظر التونسيون إلى خطر الإرهاب على بلادهم؟

دلالات