أسير فلسطيني مقطوع راتبه: هل يريدون أن نحرق أنفسنا؟

أسير فلسطيني محرَّر مقطوع راتبه: هل يريدون أن نحرق أنفسنا؟

24 نوفمبر 2019
الأسير الفلسطيني المحرَّر سفيان جمجوم يهدّد بحرق نفسه (فيسبوك)
+ الخط -

عبر الأسير الفلسطيني المحرَّر سفيان جمجوم، خلال مقطع فيديو، عن غضبه بسؤال: "هل يريدون منا حرق أنفسنا؟" خلال محاولات قوات الأمن الفلسطينية أمس السبت، منع مسيرة لعدد من نساء وأطفال الأسرى والمحررين للمطالبة بإعادة صرف الرواتب المقطوعة من الوصول إلى مقر الرئاسة في مدينة رام الله.

وجرى تداول مقطع الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع، وحكى عدد ممن تداولوه تفاصيل عن الأسير المحرر جمجوم، وهو أحد الأسرى المحررين المعتصمين وسط مدينة رام الله للمطالبة بإعادة صرف رواتبهم المقطوعة منذ عام 2007 من قبل السلطة الفلسطينية.

ووجّه جمجوم خطابه إلى الشرطة الفلسطينية، قائلاً: "أنا فلسطيني. أنا أخوكم. بدي (أريد) أحكي مع كل واحد فيكم، من اليوم وطالع ما بدي أسكت، ما باقدر أسكت، ما باقدر أهدى، لي 12 سنة أترجى فيكم، لي 49 سنة أحاول أن أكون مواطناً صالحاً، بدكم (تريدونني) أن أحرق حالي (نفسي)؟"، ثم صعد أعلى إحدى مركبات الشرطة، وقال: "أنا الرسالة"، رداً على طلب أفراد الشرطة تسليمهم رسالة موجهة إلى الرئيس محمود عباس.

وقال جمجوم لـ"العربي الجديد"، إن "عدداً من نساء الأسرى المحررين وأطفالهم توجهوا أمس، بعد انتهاء المسيرة الاحتجاجية إلى مقر الرئاسة، في محاولة لإيصال رسالة إلى الرئيس محمود عباس بصورة حضارية، لكن الأمن منعهم، وبعد علمي بذلك توجهت إلى المكان لأطلب من الشرطة السماح لهم بالمرور لإيصال الرسالة. لكن الشرطة رفضت، وقال لي شرطي: إذا أردت إيصال رسالة فأنا سأوصلها، وحينها خرجت عن طوري، وقلت أنا الرسالة".

وأضاف أنه "طوال 36 يوماً من الاعتصام في وسط رام الله، أُرسلت رسائل إلى كل المسؤولين الفلسطينيين، لكن لم يسمع لشكوانا أي مسؤول، ولم يزرنا في الاعتصام أي مسؤول".



وحول انتشار الفيديو على مواقع التواصل قال جمجوم: "ما حصل أنني تساءلت كيف يريدون أن نوصل رسالتنا. هل يريدون أن نحرق أنفسنا حتى تصل الرسالة؟ لا أحد يعلم إلى أي حد يؤدي اليأس. أنا اعتقلت لمدة 20 عاماً، ومنذ 12 عاماً أطالب بحقي مثل باقي الأسرى".

وعلق رواد التواصل الاجتماعي على الفيديو، مطالبين بتلبية مطلب المعتصمين بإعادة رواتبهم، وكتب الناشط معاذ حامد عبر "فيسبوك": "من العار أن يُحارب مناضلونا بعد تحررهم في لقمة عيشهم. من العار أن يحاربوا في المؤسسات التي يحصلون فيها على فرص عمل من خلال الضغط على أربابهم لفصلهم أو عدم قبولهم، من العار قطع رواتبهم، والتحجج بالانقسام".



وكتب وائل حزام عبر "فيسبوك": "سفيان جمجوم الذي هدد اليوم بحرق نفسه بسبب قطع راتبه منذ عام 2007، قضى في سجون الاحتلال 18 عاماً. هل يعقل هذا الأمر؟".

وعلّق عمرو عبيد: "القيادةُ تصنعُ ميداناً لمنديلا، وتنسى تضحياتِ أبطالها. ماذا أعددتم من إجابة لنائل البرغوثي بعد أربعين سنة؟ لغة الأرقام لن تعبّر عن كمّ الألم والوجع والقهر، ماذا ستقولون لأبنائكم عندما يسألون عن سفيان جمجوم الذي يصرخ ويتألم في شوارع رام الله؟".

ونظم الأسرى المحررون المقطوعة رواتبهم أمس السبت، مسيرة حرقوا خلالها ألعاب أطفالهم احتجاجاً، وهم يواصلون اعتصامهم المفتوح لليوم الـ36 على التوالي، وبينهم عدد من المحررين المضربين عن الطعام منذ نحو أسبوعين.

وكان الأسرى المحررون قد تلقوا وعوداً العام الماضي من السلطة الفلسطينية بحلّ أزمتهم بعد اعتصام لهم في وسط رام الله، لكن الأزمة ما زالت قائمة حتى الآن.