وفيات بإنفلونزا الخنازير شمال سورية

وفيات بإنفلونزا الخنازير شمال سورية

10 يناير 2016
إنفلونزا الخنازير يمكن الوقاية منها (GETTY)
+ الخط -


أعلنت مصادر طبية متعددة في سورية عن ازدياد حالات الوفيات بسبب الإنفلونزا خلال الأسابيع الماضية شمال سورية، ما دعا للاشتباه بانتشار إنفلونزا الخنازير وخلق حالة من الخوف في المجتمع السوري.

ففي المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، أكّد مدير صحة حلب محمد حزوري "وجود ثلاث حالات إصابة بإنفلونزا الخنازير"، موضحاً أن "المديرية قامت بتتبع 51 حالة إصابة بالإنفلونزا، وأجرت التحاليل لها وتبين وجود ثلاث حالات إصابة بـ(H1N1) من أصل 51 حالة".

واعتبر حزوري أن هجمة الإنفلونزا "طبيعية بسبب الظروف الجوية الأخيرة، وبأن أعداد الإصابات الحالية ضمن المعدلات العالمية وهي 5-10 في المائة، من البالغين ومن 20 -30 في المائة من الأطفال".

اقرأ أيضاً: عودة إنفلونزا الخنازير إلى سورية

بدوره أكد معاون مدير الصحة مازن حاج رحمون وجود "14 حالة وفاة بسبب الإنفلونزا في حلب"، مشيراً إلى أنه "تم قبول أكثر من 50 إصابة بالإنفلونزا منذ 25 ديسمبر/ كانون الأول الماضي".

وتقدم المشافي الحكومية في مناطق النظام في حلب اللقاح المضاد للإنفلونزا، حصراً للكادر الطبي المتواجد العامل في المشافي، وللأطفال تحت الخامسة وكبار السن.

يقول أحمد (تحفظ عن ذكر كامل اسمه) وهو مقيم في مشفى حلب الجامعي إن "عدد الوفيات بإنفلونزا الخنازير هو أكثر من 3 بالتأكيد، لكن لا يتم الإعلان عنها لعدم إثباتها. هناك إصابات إنفلونزا كثيرة في حلب، معظم المرضى يراجعون المشفى بحالة متقدمة وأعراض شديدة، معظمهم من كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة أخرى تزيد من احتمال الوفاة".

ويضيف "اليوم يقوم الأطباء بإرسال مسوحات بلعومية إلى المختبر المتخصص بدمشق، لعدم وجود مختبر يقوم بهذا التحليل في حلب. أما الإجراءات العلاجية المتبعة فتتلخص بإعطاء المريض مضادات التهاب في حال الإنتانات التنفسية، وكميات أكبر من السوائل، ومقشع ومسكن، ونوصي بعزله في مكان دافئ ونقله إلى المشفى بسرعة في حال تفاقم الأعراض أو ظهور أعراض مفاجئة".

اقرأ أيضاً: إنفلونزا الخنازير: الوقاية ممكنة

أما في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، فأوضح رئيس برنامج الترصد الوبائي في شبكة الإنذار المبكر لـ"العربي الجديد": "ما يمكن تأكيده هو حدوث 10 وفيات في كل من إدلب وحلب، بسبب إنفلونزا ترافقت مع أعراض تنفسية حادة والتهابات رئوية، اثنان من هذه الوفيات هم من الأطفال تحت السنة والباقي من البالغين".

وتعمل شبكة الإنذار المبكر على التنسيق مع منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة التركية لنقل العينات إلى مختبرات تركية، ويقول رئيس البرنامج "العقبة بتوفير طرق النقل الخاصة لهذه العينات، ونعمل على توفيرها بداية الأسبوع القادم، كما نقوم بالعمل على نشر التوعية الصحية وهي العامل الأهم في التصدي للإنفلونزا، إضافة إلى توفير الأدوية النوعية بالتعاون مع مديرية صحة إدلب المحررة". ويلفت إلى أن "العدوى بإنفلونزا الخنازير باتت تأتي على شكل هجمات موسمية وهي ليست وباء خطيراً".

وترافق انتشار العدوى مع حزمة من التكهنات والتفسيرات الشعبية ذات النكهة السياسية، والتي تعددت بين "انتقالها مع المقاتلين الأجانب إلى سورية"، و"بسبب الصواريخ والقنابل"، و"احتواء اللحوم الإيرانية المستوردة عليها"، أو "وجودها في المازوت الداعشي".

ويوضح المتخصص بالأمراض الصدرية عمار الخليل أنه "لا يمكن الجزم بعامل حاسم في نقل المرض في حلب، يسهم بالانتشار كلٌّ من تلوث البيئة ومخلفات الأسلحة الحربية، وتراكم الغبار وغياب الأمطار وانقطاع المياه والعديد من العوامل الأخرى". ويضيف "أبرز العلامات الفارقة لإنفلونزا الخنازير، ارتفاع درجة الحرارة بين 3 أو4 أيام، والسعال الحاد جداً وغير المصحوب بالبلغم، إضافة إلى القشعريرة الشديدة والصداع وآلام الصدر الشديدة. مع إنفلونزا الخنازير لا توجد غالباً عوارض انسداد أو رشح أو عطس".

اقرأ أيضاً: منظمة الصحة: يجب إعادة النظر في "أسماء الأمراض"

دلالات

المساهمون