ياسر السوري يبيع العصير بدلاً من الدراسة

ياسر السوري يبيع العصير بدلاً من الدراسة

07 يونيو 2016
هو غير معتاد على العمل الصعب (العربي الجديد)
+ الخط -

يبلغ السوري ياسر الشيخ مصطفى من العمر ثلاثة وعشرين عاماً. هو من مدينة حلب، متزوج وله ثلاثة أولاد. بينما نزح كلّ أهله إلى تركيا، بمن فيهم والده الإسكافي وأشقاؤه الثمانية وشقيقاته الخمس وزوجتي والده بعد رحيل والدته، جاء هو إلى لبنان.

كان ذلك قبل 4 سنوات، وكان الهرب من الحرب يعني له أيضاً استكمال تعليمه الجامعي في لبنان، بعدما نال شهادة البكالوريا في سورية. لكن بعد مجيئه إلى لبنان كان من الصعب عليه متابعة تعليمه، بسبب غلاء المعيشة، وارتفاع رسوم الجامعة. ليس لديه من يساعده في تأمين مصاريف البيت والأولاد. لذلك، اضطر إلى البحث عن عمل. وبالفعل، عمل في مطاعم عديدة، وكلّ فترة في مكان، لكن لم يكن يحصل على راتب جيد. كما كان العمل دائماً متعباً جداً، وهو غير معتاد على العمل الصعب، خصوصاً أنّه لم يضطر يوماً إلى العمل في سورية. كان كلّ عمله الذهاب إلى المدرسة.

بعدما شعر بالتعب من العمل في المطاعم، ترك هذه المهنة، وقرر أن يفتح أيّ عمل على حسابه الخاص. وبذلك، بدأ قبل فترة قريبة بيع عصير البرتقال في سوق مدينة صيدا، جنوب لبنان، على عربة مستأجرة. مبيعات عصير البرتقال جيدة في السوق، خصوصاً في فصل الصيف ومع بداية شهر رمضان. البائعون الآخرون في السوق يطلبونه بشكل دائم، لأنه على الدوام طازج، وحتى الناس الذين يرتادون السوق للتبضع أيضا يقبلون عليه.

بالنسبة لشهر رمضان، لم يغير ياسر تجارته، بل التزم البرتقال. يقول: "في شهر رمضان يقبل الناس على شراء العصائر على أنواعها، فالفصل صيف، وساعات الصيام طويلة جداً، خصوصاً الجلاب والسوس والتمر هندي. هذه العصائر لا يخلو بيت منها، فهي شريكة مائدة الطعام، لكن هناك من يقبلون على شراء العصير الطازج، وللبرتقال حظ وفير في ذك، فتزداد نسبة المبيع لديّ بشكل ملحوظ". يضيف: "في الأيام العادية أبيع العصير منذ الساعات الأولى للصباح، حين يفتح السوق أبوابه أمام الناس. أما في أيام الصيام فأنزل إلى السوق بعد الظهر".

يضيف: "العربة التي أعمل عليها يملكها لبناني، استأجرتها منه، كما أعطيه نسبة من الأرباح لقاء شرائه الليمون لي، وهذه الأرباح ليست مرتفعة. وعلى الرغم من أنني أعمل على هذه العربة، وأبيع بشكل جيد نوعاً ما، فإنّ حياتي وحياة عائلتي غير مريحة. فنحن نسكن في غرفة صغيرة في منطقة حي الست نفيسة في مدينة صيدا، يبلغ إيجارها الشهري مع الكهرباء والمياه 170 دولاراً أميركياً".

المساهمون