اغتيال ناشطة بيئية في هندوراس..سبقه تهديد من السلطات

اغتيال ناشطة بيئية في هندوراس..سبقه تهديد من السلطات

06 مارس 2016
الآلاف شاركوا في تشييعها (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -


عندما يدافع ناشطون بيئيون عن قضايا الناس وسلامتهم ويطالبون بحماية مصادر الطبيعة وتوفيرها للناس في وجه المشاريع التجارية والمالية الكبرى، وعندما تتحول مطالبهم وحملاتهم البيئية إلى مصدر قلق وإزعاج للسلطات، وعامل معرقل لمخططات "عامة أو خاصة"، تضر بعموم السكان في حال تنفيذها، يصبحون هدفاً في مرمى القلة المتضررة من شعاراتهم.

فالقتل كان مصير الناشطة البيئية الهندوراسية بيرتا كاثيريس، التي اغتيلت الخميس الماضي بثماني رصاصات في منزل عائلتها وهي نائمة، وشيعها الآلاف، وحضروا من أرجاء البلاد للمشاركة في مراسم دفنها وهم يرددون "بيرتا حية، النضال مستمر". كما تصاعدت المظاهرات بعد التشييع التي واجهتها الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع.

ويأتي دور التحقيقات في اغتيال بيرتا التي تكشف تناقضاً بين تصريحات الشرطة بخصوص الحماية الأمنية التي كانت توفرها للناشطة بعد تهديدات تلقتها بالقتل، وبين الجهات الحقوقية التي اتهمت السلطات بالتقصير، مشيرة إلى أن تراخيها الأمني كان سبباً في اغتيال بيرتا الحائزة على جائزة غولدمان الأميركية للأعمال المخصصة للدفاع عن البيئة في 2015.

وتناولت الصحف العالمية خبر اغتيال وتشييع الناشطة بيرتا، والتي كانت ترأس المجلس المدني للمنظمات الشعبية وللسكان الأصليين في هندوراس، خاصة أن اغتيالها أثار استياءً كبيراً داخل هندوراس وعلى المستوى الدولي، لا سيما منظمة الأمم المتحدة والنجم الأميركي ليوناردو دي كابريو.



ونقلت صحيفة ديلي ميل البريطانية عن وزير الأمن في هندوراس أن الشرطة اعتقلت شخصين، أحدهما حارس الأمن في المجمع الذي تعيش فيه كاثيريس، من دون تقديم أية معلومات تفصيلية. ولفت إلى أن بيرتا كانت محاطة بتدابير أمنية خاصة، وأن الشرطة عينت لها حارساً على مدار الساعة، لكنها تقلصت حسب المعطيات الأمنية، وكذلك بناء على طلب الناشطة نفسها.



مقابل ذلك، نفى مركز العدالة والقانون الدولي، وهو مجموعة حقوقية، أن يكون تقليص الحماية الأمنية للناشطة البيئية جاء بناء على طلب منها، متهماً الحكومة بالتقصير في حمايتها.

وعبر رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا أمس عن "غضبه" واصفاً الاغتيال بأنه "جريمة مروعة". وكتب في رسالة وجهها إلى نظيره الهندوري خوان أورلاندو إيرنانديث إن "هذه جريمة ليس فقط ضد هندوراس وشعب هندوراس (...) بل ضد كل شعوبنا في أميركا الوسطى".

وروى غوستافو كاثيريس شقيق بيرتا كاثيريس إن رجلين ملثمين دخلا من الباب الخلفي لمنزلها حيث كانت نائمة، واستفاقت بسبب الضجيج وقاومتهما. إلا أنهما كسرا ذراعها وساقها قبل أن يطلقا ثماني رصاصات عليها على الأقل.

وأصيب مكسيكي يدعى غوستافو كاسترو سوتو وينتمي إلى منظمة "أصدقاء الأرض"، وكان نائماً في غرفة مجاورة بالرصاص عندما خرج ليرى ماذا يحدث. وقد تظاهر بالموت ليتجنب المزيد من الرصاص.

وكانت بيرتا تعيش في منزل والدها على بعد نحو 200 كيلومتر شمال غربي العاصمة تيغوسيغالبا وانتقلت إلى هذا البيت قبل شهرين. وقال شقيقها: "اليوم أدركنا أنها كانت تريد حماية عائلتها".

وتلقت تهديدات من الجيش والشرطة والقوات الخاصة عندما دافعت عن غوالكاركي النهر الواقع في منطقة سانتا بربارا (شمال غرب)، وتريد شركة صينية بناء سد لتوليد الكهرباء عليه، ما يهدد بحرمان مئات السكان من المياه.

وطالب أبناؤها الأربعة أوليفيا وبيرتا ولورا وسالفادور في مؤتمر صحافي أمس بتشكيل لجنة "مستقلة" لإجراء التحقيق. وقالت ابنتها الكبرى أوليفيا (26 عاما) "إنها جريمة سياسية".

اقرأ أيضاً: أزمة ثقة بتمويل الدول الغنية لخطط حماية المناخ

المساهمون