هيستيريا اللاجئين السوريين تهدأ في الكونغرس الأميركي

هيستيريا اللاجئين السوريين تهدأ في الكونغرس الأميركي

02 ديسمبر 2015
سوريون يفرون من الموت (فرانس برس)
+ الخط -

وجدت القيادات الجمهورية في الكونغرس الأميركي نفسها أمام طريق مسدود لإقرار مشروع قانون وقف تدفق اللاجئين السوريين إلى الولايات المتحدة، في وقت بدأت فيه أصوات جمهورية بارزة تدعو إلى وقف هذه الحملة التي تأخذ طابعاً عنصرياً، والتركيز على قضايا محلية أكثر أهمية.

ويتوقع أن يصوّت مجلس الشيوخ، الأسبوع المقبل، على مشروع القانون رقم 4038 الذي أقره مجلس النواب في 19 نوفبمر/تشرين الثاني الماضي، والذي يدعو إلى تشديد التدقيق والتحري بخلفيات طالبي اللجوء السوريين والعراقيين، ويضع عراقيل إدارية صعبة أمام إعطائهم تصاريح أمنية.
لكن حتى بدون العرقلة الديمقراطية المتوقعة لوقف مشروع القانون في مجلس الشيوخ، اعتبر السيناتور الجمهوري عن ولاية أريزونا، جيف فلايك، أن برنامج اللاجئين، ليس أولوية من ناحية التهديدات الأمنية للولايات المتحدة، وأنه يفضل تركيز الجهود على قضايا أكثر أهمية في سياسات الهجرة.
النائب الجمهوري ستيف راسل، الذي سبق له أن صوّت مع مشروع القانون، عدّل من موقفه قائلاً "أعتقد أنه يضع عراقيل مستحيلة في وجه اللاجئين". وتحدث راسل عن بُعدٍ شخصيّ لهذه المسألة بالنسبة إليه، كاشفاً أن صديقه الأميركي، كان يحاول إخراج والدته من سورية إلى الولايات المتحدة، لكنها توفيت، الصيف الماضي، قبل أن يتمكن من ذلك.

وكشف استطلاع مشترك بين صحيفة واشنطن بوست وقناة "أي بي سي" في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن 54 في المائة من الناخبين الأميركيين المسجلين يعترضون على قبول المزيد من اللاجئين السوريين، إلا أنه بدأت قبل أسابيع حملات أطلقها عدد من المنظمات غير الحكومية الإنجيلية واليسارية، لحث أعضاء الكونغرس على إعادة النظر في مواقفهم، كما شرح كبار المسؤولين الأمنيين الأميركيين الإجراءات التي تطبق على طالبي اللجوء إلى الولايات المتحدة في جلسات استماع في الكونغرس.

ووجّهت أمس، مجموعة من مخضرمي السياسة الخارجية المؤثرين في الدوائر الجمهورية، من بينهم هنري كيسينجر وديفيد بترايوس ومايكل شيرتوف وستيفان هادلي، رسالة إلى الكونغرس طالبوا فيها بوقف مشروع القانون 4038.
وجاء في الرسالة: "اللاجئون ضحايا وليسوا إرهابيين. الرفض القاطع لاستقبالهم يغذي فقط الزعم الذي يقول، إن هناك حرباً بين الإسلام والغرب، وإن المسلمين ليسوا موضع ترحيب في الولايات المتحدة وأوروبا".

وفي هذه الأثناء، ذكر زعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس الشيوخ، السيناتور ميتش مكونيل، أن مجلس الشيوخ سيدرج قضية اللاجئين ضمن صفقة تمويل الحكومة الفيدرالية، الأسبوع المقبل، لكن بدون تحديد التكتيك الذي سيتبعه، لا سيما أن الأصوات المحافظة تدعو إلى ربط الموافقة على صفقة التمويل هذه، قبل مهلة 11 ديسمبر/كانون الأول، بتقييد إجراءات قبول اللاجئين السوريين والعراقيين.
لكن مع وجود كثيرٍ من أولويات الجمهورية المتعلقة بقضايا محلية أكثر إلحاحاً لتمريرها، الأسبوع المقبل، ومع تزايد الاعتراضات الجمهورية، يتوقع أن يتلاشى تدريجياً اهتمام الكونغرس بمتابعة قضية اللاجئين السوريين.


اقرأ أيضاً:كندا تستقبل أول دفعة لاجئين سوريين الأسبوع القادم