الدول الإسكندنافية تناشد مواطنيها الإنجاب

الدول الإسكندنافية تناشد مواطنيها الإنجاب

16 ديسمبر 2014
"يجب إنجاب الأطفال على غرار ما فعلت أمهاتنا وجداتنا"(Getty)
+ الخط -

في الآونة الأخيرة، زاد معدل عمليات تجميد البويضات في الدول الإسكندنافية. خيار تعتمده بعض النساء اللواتي يقررن إرجاء الإنجاب. وقال مدير عيادة الإنجاب والخصوبة في المستشفى الوطني الدنماركي، سورن زيبا، لصحيفة "يولاندسبوستن"، إن "الأمور البيولوجية أعقد مما تظن النساء اللواتي يخترن هذا الطريق. يمكن أن تبقى البويضة سليمة لفترة طويلة. لكن قد تندم كثير من النساء اللواتي يخترن تأخير الحمل والإنجاب إلى حين إنهاء مسيرتهن المهنية".

ويرى أن هذا الخيار لا يتلاءم وطبيعة الحياة البشرية. يتطرق إلى ظاهرة "التجميد الاجتماعي للبويضات" التي تنتشر في الولايات المتحدة، قائلاً إن "الأطفال جزء من دورة الحياة الطبيعية، ولا تفيد بشيء محاولة تغيير مسار الطبيعة. يجب إنجاب الأطفال على غرار ما فعلت أمهاتنا وجداتنا. التجميد قد يؤخر الإنجاب وتكون عواقبه الاجتماعية كبيرة".

ويوضح مركز الإحصاء الدنماركي أنه بين عامي 1972 و1983، ارتفع سن الإنجاب لدى المرأة من 23 إلى 25 عاماً. أما اليوم، فتشير مراكز إحصاء وطنية إلى أنه ارتفع إلى 29 عاماً. الأمر نفسه ينطبق على الرجل. أيضاً، كان سن الإنجاب 31 عاماً سنة 1987، ليرتفع إلى 33 عاماً في الوقت الحالي. ويقدّر الخبراء أن معدلات الخصوبة تنخفض عاماً بعد عام، علماً أن نسبة الخصوبة تنخفض إلى 17 في المائة بعد سن الثلاثين لدى النساء.

في هذا الإطار، يقول بعض الخبراء إن تأخير الإنجاب يعني الحاجة إلى تدخل طبي مكلف لخزينة الدولة. في الدنمارك مثلاً، ساعدت العيادات الطبية نحو 5 آلاف امرأة على الحمل العام الماضي فقط. كذلك، يرى عدد من علماء الاجتماع أن تأخير الإنجاب سيؤدي إلى مشاكل مستقبلية، لناحية قلة اليد العاملة المنتجة، بالإضافة إلى زيادة الفجوة العمرية بين الأهل والأطفال.

كذلك، يقول عدد من الأطباء إن تأجيل الإنجاب يؤدي إلى انخفاض معدل الولادات بنحو 5 آلاف سنوياً. يلفتون إلى أنه في الدول التي ترتفع فيها نسب المسنين، سيكون هناك اختلال في نسب المواليد. ويخشى هؤلاء من أن يتحول الأمر إلى ظاهرة. حتى إن الخبراء في هذا المجال وعلماء الاجتماع باتوا يطالبون المواطنين بالإنجاب وهم على مقاعد الدراسة. فالمجتمعات التي تنخفض فيها نسب الولادات ستعاني لاحقاً من اختلال في بنيتها الاقتصادية. وقبل نحو عامين، بدأت الحكومات في هذه البلاد بتشجيع المواطنين على الإنجاب، واعدة بتوفير حياة أفضل للأطفال.

دلالات