غيفارا نبي عالق على الحدود

غيفارا نبي عالق على الحدود

20 ابريل 2016
ما زلنا نجهل مصيرنا (العربي الجديد)
+ الخط -

مضى ستون يوماً على وصول الشاب السوري الكردي غيفارا نبي (30 عاماً) إلى منطقة إيدوميني على الحدود اليونانية - المقدونية، هو الذي يسعى إلى الوصول إلى ألمانيا برفقة والدته وشقيقته وأطفالها. لكنّ مصيره ما زال مجهولاً، حاله حال 50 ألف مهاجر آخرين وصلوا إلى اليونان قبل تطبيق القرار الأوروبي ـ التركي وإغلاق الحدود المقدونية في وجههم.

يوثّق نبي على صفحته على "فيسبوك" يوميات حياة المهاجرين طالبي اللجوء في إيدوميني. يقول إنّ الحدود مغلقة، والسلطات المقدونية تتعامل معهم بمزاجية. ويوضح أنهم كانوا قد سمحوا لـ 300 مهاجر بالدخول، ولم يكن من بينهم أحد من مدينة الرقة أو دير الزور، بحجة أنهما مدينتان تحتضنان الإرهاب. منذ وصوله، يعيش وآلاف المهاجرين في مخيم. يضيف: "في البداية، كان الطقس بارداً والأمطار غزيرة وقد انتشرت الإنفلونزا بين الأطفال والعجزة. بعدها، بدأت موجة الحر لتنتشر الأفاعي والحشرات السامة والأمراض. في بعض الأحيان، نأكل طعاماً فاسداً".

ويتحدّث نبي عن فرز عنصري في المخيمات، وقد جهزت السلطات اليونانية مخيماً للأقلية الأيزيدية والمسيحيين وآخر للأكراد، فيما بقيت الأعداد الغفيرة في مركز إيدوميني الحدودي الذي يضم الآن نحو 11 ألف مهاجر. يقول: "نتظاهر يومياً على الحدود. نعتصم ونضرب عن الطعام من دون أن يسمعنا أحد. أخيراً، عمد مهاجران إلى إحراق نفسيهما احتجاجاً، من دون أن يلتفت أحد إلينا. وحين صعّدنا التظاهرات، أطلقوا علينا الرصاص المطاطي والقنابل المسيّلة للدموع".

قبلَ الوصول إلى اليونان، أسس نبي في مدينة غازي عنتاب التركية "المبادرة السورية للشفافية"، بهدف رصد نشاطات ومشاريع المجالس المحلية، استكمالاً لنشاطه المدني الذي بدأه في سورية. وشارك في تأسيس "تنسيقية التآخي" في مدينة حلب وتجمع "لهون وبس"، بالإضافة إلى حملات مناصرة للمجموعات المدنية.

المواجهة مع قوات الشرطة والأمن كانت أشبه بمصير يتربصه في كل مكان. يقول: "كنت مطلوباً للأمن السوري بسبب نشاطي منذ بداية عام 2012. هربت إلى مناطق المعارضة. وفي تركيا، سُجنت بعد المحاولة الأولى للصعود إلى قارب والوصول إلى أوروبا. وقبل أيام، هاجمنا الجيش المقدوني خلال محاولة بعض المهاجرين عبور الحدود".

تجدر الإشارة إلى أنّ عدم حصوله على مردود مادي لقاء عمله، والوضع القانوني للسوريين في تركيا، وضغوط عائلته التي يعيش بعض أفرادها في ألمانيا، دفع نبي إلى المغامرة بهدف الوصول إلى اليونان. والخيار الوحيد اليوم هو التقدّم بطلب إعادة توطين. يقول إنه منذ 15 يوماً، لم ينجح بسبب الضغط الكبير. يضيف: "ما زلنا نجهل مصيرنا، ويبدو أنّ الانتظار سيطول".

المساهمون