قطاف الزيتون الفلسطيني محدّد بمواعيد الاحتلال

قطاف الزيتون الفلسطيني محدّد بمواعيد الاحتلال

08 أكتوبر 2016
تضييق على الفلسطيني في كلّ شيء (عبد الرحيم الخطيب/الأناضول)
+ الخط -
لا تكتفي سلطات الاحتلال الإسرائيلي بسرقة الأراضي ونهب مساحات شاسعة من الدونمات للمزارعين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، بل تحاول أن تحبطهم من خلال التضييق عليهم بطرق مختلفة. آخر هذه الارتكابات التدخل في تحديد المواعيد التي يستطيعون فيها الوصول إلى أراضيهم لجني ثمارها أو حرثها والعناية بها.

يتهيأ الفلسطينيون هذه الأيام لموسم قطاف الزيتون. وهو الموسم الذي يستغرق فيه بعض المزارعين أياماً طويلة. وقد حددت وزارة الزراعة الفلسطينية موعد بدء القطاف منتصف الشهر الجاري، ليكون الزيتون قد نضج وأصبح صالحاً للعصر وإنتاج الزيت.

لكنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي أبلغت الارتباط العسكري الفلسطيني قبل عشرة أيام بموعد محدد لأهالي بلدة عزون، شرقي مدينة قلقيلية، شمال الضفة الغربية المحتلة، يستطيع الأهالي فيه الوصول إلى أراضيهم الواقعة داخل جدار الضمّ والتوسع والمحيطة بمستوطنات "قرني شومرون، ومعاليه شومرون، وجينوت شومرون"، المقامة كلها على أراضي عزون والبلدات المجاورة.

يوضح حسن شبيطة، وهو موثق انتهاكات الاحتلال في بلدة عزون، لـ"العربي الجديد"، أنّ الاحتلال حدد خمسة أيام فقط لقطاف الزيتون، وهي قبل الموعد الرسمي، أي أنّ ثمار الزيتون لم تنضج بعد. لكنّ الأهالي يضطرون إلى الذهاب إلى أراضيهم والبدء بقطفها خشية ألّا يستطيعوا الوصول إليها لاحقاً، فيضيع محصولهم سدى. ويشير إلى أنّ الساعات المسموح للمزارعين بالعمل خلالها في تلك المناطق محددة أيضاً، فجنود الاحتلال موجودون دائماً هناك.

يقول شبيطة: "يخشى المزارعون من سرقة المستوطنين محصولهم وإفساد الثمار والأشجار للتنغيص عليهم في موسمهم الذي يعتمدون عليه بشكل أساسي في كلّ عام. وتبلغ مساحة الأراضي التي يحتاجون للوصول إليها قرابة 1000 دونم، وهي توفر لهم قوت عامهم من الزيت، عدا عن الاستفادة من بيعه".

ويشير شبيطة إلى أنّ عدداً من المزارعين أصحاب الأراضي الصغيرة، استطاع أن يقطف الزيتون خلال الأيام الخمسة. لكن لم يتمكن عدد آخر من المزارعين من القطاف بسبب حجم الأرض الكبير، وعدد الأيام القليلة المسموح بها، التي كان الحدّ الأقصى في بعضها ثلاثة، فتركت على حالها من دون قطاف.


انتهاء الأعياد

تتزايد الأعياد اليهودية خلال هذه الأيام. وفي فترة الأعياد لا يسمح أبدا بالوصول إلى الأراضي، إذ تغلق سلطات الاحتلال الضفة الغربية ولا تسمح حتى للعمال بالدخول إلى الأراضي المحتلة عام 1948 للعمل فيها. وبذلك، يتوجب على المزارعين أن ينتظروا حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري، إلى حين الانتهاء من الأعياد. وبحسب شبيطة، فإنّ الاحتلال ربما يسمح بعدها للمزارعين بالوصول إلى أراضيهم من دون تنسيق مسبق. لكن، يبقى خطر المستوطنين حاضراً، فالمزارعون يخشون الاعتداء عليهم أثناء تواجدهم في تلك المناطق.

بدوره، يقول عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، الناشط خالد منصور، إنّ سلطات الاحتلال تسيطر على الأراضي القريبة من المستوطنات وتعتبرها مناطق أمنية، تغلقها بسياج حديدي يمنع الفلسطينيين من دخولها والوصول إلى أراضيهم. وبالتالي، لا يستطيعون الاعتناء بها وتنقيبها وحراثتها، سوى مرة واحدة ولمدة محدودة خلال موسم الزيتون.

يشير منصور إلى أنّ أكثر من مائة ألف دونم زراعي تسيطر عليها سلطات الاحتلال في أراضي الضفة الغربية المحتلة، عدا عن الأراضي الموجودة خلف جدار الضم والتوسع. ويعاني كلّ المزارعين الفلسطينيين من إجراءات الاحتلال للوصول إليها، ومنعهم من الوصول بشكل حر، بل باستصدار تصاريح مشروطة من قبل ما يسمى "الارتباط العسكري الإسرائيلي".

يحمّل منصور الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن هذه الانتهاكات المتعمدة ضد الفلسطينيين، ويلفت إلى أنّ هذه الممارسات أوامر إسرائيلية تُسلَّم إلى الجانب الفلسطيني من دون أخذ رأيه ومراعاة ظروف المزارعين والموعد المناسب للبدء بالموسم.