"الحواسم" بؤر في بغداد تحكمها المليشيات

"الحواسم" بؤر في بغداد تحكمها المليشيات

07 سبتمبر 2015
أكثر تلك المناطق مترامية الأطراف (فرانس برس)
+ الخط -

عند أطراف العاصمة العراقية وفي وسطها، مساكن للفقراء وأوكار للصوص والمجرمين، خصوصاً هؤلاء الذين هربوا من السجون عقب احتلال العراق في عام 2003. وهذه المناطق التي كانت قبل الاحتلال معسكرات ومقرات للقوات العراقية، هي اليوم في كنف المليشيات.
ولأنها تعدّ مقرّات لمافيات الخطف والقتل والدعارة والمخدرات تديرها مليشيات ذات نفوذ قوي، لا يمكن للغريب الدخول إليها، بالرغم من أنها مترامية الأطراف بأكثرها. وعلى الخلفيّة ذاتها، تتردّد القوات الأمنية في الدخول إليها.

تكثر الأحداث في هذه المناطق. كريم مثلاً، خُطف في وقت سابق ليُطلَق سراحه لقاء فدية قيمتها 50 ألف دولار أميركي. يقول لـ "العربي الجديد" إن حفلات مجون ودعارة كانت تقام في المنزل حيث كان يُحتجَز.
ويشير محرَّرون لـ "العربي الجديد" إلى أنهم اختطفوا في "الحواسم". ويخبرون أنهم كانوا يسمعون نباح كلاب ترتفع عند مرور أشخاص أو سيارات، بما أنه كان من النادر سماع أشخاص يسيرون في الخارج. يضيفون أن تصاميم بعض أماكن الاحتجاز، شبيهة بمقرات الجيش السابق.

و"الحواسم" مصطلح كان قد أطلقه الرئيس العراقي السابق صدام حسين على المعركة التي وقعت في عام 2003 ومهّدت لاحتلال العراق. لكنّ العراقيين وبعد عمليات النهب والسلب التي طاولت دوائر الدولة ومؤسساتها ومصارفها، أطلقوا على عمليات السرقة تلك تعبير "الحواسم". وصارت هذه التسمية سارية كذلك على المقرات العسكرية والأمنية التي تسكنها العوائل الفقيرة.

من جهة أخرى، يروي منير الزبيدي وهو موظف أمني في وزارة الداخلية، أن الأجهزة الأمنية المعنيّة بقضايا الدعارة والمخدرات والخطف "تقف عاجزة في أحيان كثيرة إزاء كيفية التعامل مع من تلقي القبض عليهم بالجرم المشهود". أما السبب، فهو "تدخّل المليشيات للإفراج عنهم". ويقول لـ "العربي الجديد": "لا يمكن اقتحام بعض المناطق، إذ إن ذلك يعني مواجهات مسلحة مع المليشيات"، مشيراً إلى أن في بعض الأحيان تردهم "أوامر بإلغاء مهمة ما تتعلق بإلقاء القبض على خاطفين أو تجار ممنوعات أو مداهمة بيوت دعارة". أما السبب "فوصول خبر مهمتنا إلى شخصيات أمنية برتب كبيرة، تعمل مع المليشيات".

إلى ذلك، اكتشفت "العربي الجديد" أن عصابة تسندها مليشيات مسلحة، تمكّنت من جني 230 ألف دولار في غضون ثلاثة أشهر من عمليات خطف استهدفت أبناء تجار وميسورين، يسكنون حي الأعظمية في بغداد. وقد احتجز هؤلاء في المكان نفسه بحسب وصفهم، كذلك كانت أسماء وألقاب الخاطفين هي ذاتها. وقد أجمع المخطوفون أيضاً على أنهم احتجزوا في مناطق "الحواسم".

اقرأ أيضاً: العشوائيات تشوّه العاصمة بغداد