مصر.. مقتل معتقل بسجن المنصورة وآخر بالجيزة

مصر.. مقتل معتقل بسجن المنصورة وآخر بالجيزة

04 ديسمبر 2015
الإهمال في سجون مصر (فيسبوك)
+ الخط -


قتل صباح اليوم الجمعة، محمد عوف والي سلطان (42 عاماً)، بسجن المنصورة العمومي، في الدقهلية، شمال مصر، بعد تعرّضه لمضاعفات التهاب الزائدة الدودية.

وتم نقل المعتقل أمس إلى مستشفى السجن الذي قرر ضرورة إجرائه عملية إزالة الزائدة الدودية بشكل عاجل، وهو الأمر الذي رفضته إدارة سجن المنصورة العمومي، ما أدى لارتفاع شديد في درجة الحرارة لديه، ليلفظ أنفاسه الأخيرة، صباح اليوم، بحسب مقربين من أسرته.

وأفاد مقربون من الضحية بأنه أب لثلاثة أطفال، وأنه من قرية الرياض بمركز منية النصر في الدقهلية.
ويعد سلطان الضحية الـ13 الذي يقتله الإهمال الطبي في سجن المنصورة العمومي، والذي يتعنت في دخول الأدوية ونقل المرضى من المعتقلين إلى المستشفيات، حيث قتل مؤخراً المعتقل صفوت خليل، بالإهمال الطبي، داخل السجن.

وبحسب منظمة "إنسان للحقوق"، يواجه عدد من المعتقلين بسجن المنصورة العمومي القتل البطيء بالإهمال الطبي، وبينهم: محمد طلعت شميس (63 عاماً)، والذي اعتقل في 7 فبراير/شباط 2014، وحكم عليه بالسجن 15 سنة، ويعاني من "الحساسية والدمامل".

وبين الحالات؛ مصعب وفقي أبو المجد، وهو طبيب أسنان معتقل من 10 يناير/كانون الثاني 2014، وحكم عليه بالسجن سنتين بعد اعتقاله من ميكروباص في كمين بجوار استاد جامعة المنصورة.
وقالت والدة الطبيب لنشطاء حقوقيين: "إن ابني كانت حالته بسيطة فقد دخل ظفر قدمه في اللحم ومع إهماله تورم أصبعه، وأصبح لونه أزرق ويخشى أن يصاب بـ"غرغرينة"، نتيجة الإهمال الطبي وقدمت طلباً للنيابة العامة فقالوا إنهم سيحضرون له دكتور لعمل عملية جراحية، لكن للآن لم يصل الدكتور المنتظر".

وفي سياق متصل، قتل صباح اليوم بمستشفى الهرم، بالجيزة، تاجر مخدرات كان سجيناً بقسم شرطة الهرم، إثر جرعة مخدرات زائدة، حيث تم نقله إلى مستشفى الهرم، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة.


وينتشر تعاطي المخدرات داخل مقار الاحتجاز وأقسام الشرطة، انتشارا واسعا، وخاصة في أوساط السجناء الجنائيين، وبعلم إدارات مقار الاحتجاز.

ويواجه المعتقلون في السجون المصرية إهمالاً طبياً واسعاً، ويقول "ي. ع"؛ معتقل سابق: "إن وجدت مستشفى، تجدها تفتقر لإسعافاتها الأولية للمرضى، فضلاً عن عدم وجود الأدوية، أو وجود طبيب لا يمتّ للطب بصلة، فقط هو يحمل اللقب لكنه لا يشخّص إلا ما تراه إدارة السجن، ولا يعالج أحداً علاجاً صحيحاً يبرئ من المرض".

ورصدت حملة "الإهمال الطبي في السجون" وفاة 97 معتقلاً، خلال الفترة من أول يناير/كانون الثاني، حتى نهاية سبتمبر/أيلول 2015، بينهم 59 بسبب الإهمال الطبي، و24 نتيجة التعذيب.
وأوضحت الحملة في تقريرها الصادر، منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن أسباب الوفاة تراوحت ما بين الإصابة بالسرطان والتهاب الكبد الوبائي وأمراض القلب والأزمات الصدرية وغيبوبة السكر وجلطات الدماغ.

كما بيّن أن سجن العقرب على رأس أماكن الاحتجاز التي وقعت فيها حالات الوفاة، ثم سجن الوادي الجديد، ثم سجن برج العرب وسجن جمصة، وطبقاً للتقرير فإن هناك 28 حالة وفاة وقعت في العقرب، و23 في طره، و12 في سجن المنصورة العمومي، و11 في سجن ميت سليل، و6 في برج العرب، و10 في الوادي الجديد، و5 في سجن جمصة، و4 في المنيا، و4 في أبو زعبل.

وفي الفترة نفسها التي رصدها التقرير وثّقت الحملة 298 حالة إهمال داخل السجون، ومعظمهم يحتاج لمواصلة العلاج بالأدوية التي تمنع إدارة السجن دخولها إلى المرضى.

كما وثّق مركز "النديم" للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف والتعذيب، في تقرير، أصدره في يونيو/حزيران الماضي، بعنوان "كشف حساب"، بمناسبة مرور عام على حكم عبد الفتاح السيسي، أن بين 272 حالة وفاة على يد الشرطة خلال العام الأول لحكم السيسي، فإن هناك 97 حالة إهمال طبي، بين سجناء سياسيين وجنائيين، لم تؤدِ كلها إلى الوفاة.


اقرأ أيضاً: مصر.. "حقوق الإنسان" يطالب بفحص المسجونين طبياً