فائزون بـ"نوبل للسلام": الجائزة تكريم لشهداء ثورة تونس

فائزون بـ"نوبل للسلام": الجائزة تكريم لشهداء ثورة تونس

09 أكتوبر 2015
(فرانس برس)
+ الخط -
قال مسؤولون من رباعيات الحوار الوطني في تونس، اليوم الجمعة، إن الفوز بجائزة نوبل للسلام هذا العام، هو رسالة أمل للمنطقة العربية، وإن الحوار يتعيّن أن يكون بالكلمات وليس بالسلاح.


وأشرف الاتحاد العام التونسي للشغل، والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، ونقابة المحامين، على الحوار في نهاية 2014، والذي أفضى لاتفاق تخلت بموجبه حركة النهضة الإسلامية عن الحكم لحكومة كفاءات غير سياسية، سلمت الحكم بدورها بعد انتخابات حرة في نهاية 2014.

واعتبر الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية)، أن هذه المبادرة تشكل "تكريماً لشهداء الثورة" التي أطاحت مطلع 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

وقال الأمين العام للاتحاد: "هذا ليس  تكريماً للرباعي (الذي قاد الحوار الوطني التونسي) فقط، بل تكريم لشهداء الثورة الذين سال دمهم حتى تكون تونس دولة مدنية اجتماعية ديمقراطية".

وقال الأمين العام للاتحاد العام للشغل، حسين العباسي، والذي رعى الحوار بين الفرقاء الإسلاميين والعلمانيين في تونس: "هذه رسالة أمل للمنطقة بأن الحوار يمكن أن يؤدي للطريق الصحيح، وهو رسالة بأن التوافق يكون بالحوار وليس بالسلاح". وأضاف "بالحوار الذي أطلقناه وأخذ وقتاً طويلاً، وصل الفرقاء من إسلاميين وعلمانيين إلى توافق، وهذا ما نأمل أن نراه أيضاً في منطقتنا، وأنا فخور ومنبهر"، بحسب "رويترز".

وقالت رئيسة اتحاد الصناعة والتجارة، وداد بوشماي: "التتويج فخر لتونس فعلاً ورسالة بأن الحوار هو الطريق الوحيد للوصول إلى نتيجة مهما كانت العقبات. اليوم نتلقى الرسالة بفخر وبمسؤولية أن نواصل بناء بلادنا وأن ننهض باقتصادنا في الفترة المهمة من تاريخ بلادنا".

اقرأ أيضاً: رباعية وسطاء الحوار في تونس تحصد نوبل للسلام

وقال رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وأحد أطراف الرباعي الراعي للحوار، عبد الستار بن موسى، إنّ المسؤولية ستصبح أكبر، وربما أكثر جسامة بعد حصول تونس على هذا التتويج.

وأضاف بن موسى في تصريح لـ"العربي الجديد" أنهم فوجئوا فعلاً بهذا التتويج، مبيناً أنه فخر كبير لتونس وفخر للبلدان العربية ككل. مشيراً إلى أنّ الحصول على جائزة نوبل للسلام هو رسالة قوية إلى البلدان التي تعيش على وقع الاضطرابات لكي تنتهج سياسة الحوار، لأنه بالحوار فقط يمكن التوّصل إلى حلول والخروج من الأزمات.

 واعتبر رئيس الهيئة الوطنية للمحامين التونسيين، فاضل محفوظ، أنّ هذه الجائزة ليست للرباعي الراعي للحوار فقط، وإنما هي أيضاً إلى تونس وإلى الشعب التونسي وإلى الطبقة السياسية ومكونات المجتمع المدني.

وأضاف محفوظ في تصريح لـ"العربي الجديد" أنّهم تلقوا الخبر بسرور كبير وأنهم لم يكونوا ينتظرون هذا التتويج. وقال: "نمنح هذه الجائزة إلى شهداء تونس وإلى كل من شارك في إرساء التوافقات في كنف السلم والسلام للوصول إلى نظام ديمقراطي".

وتباينت ردود الفعل في تونس، مباشرة بعد إعلان لجنة نوبل النرويجية، اليوم الجمعة، منح جائزة نوبل للسلام لعام 2015 إلى المنظمات الأربع التي قامت بالوساطة في الحوار الوطني في تونس تقديراً لمساهمتهما في بناء الديمقراطية.

وقال محمد الطرابلسي، مواطن تونسي، إنه سعيد جداً بمنح تونس جائزة نوبل للسلام، مؤكداً أنّ الرباعي الراعي للحوار لعب دوراً مهماً في الفترة الانتقالية، فقد جنّب تونس مخاطر الانزلاق نحو الفتنة مما كان سيقودها نحو مصير غامض شبيه بالذي يحصل الآن في عديد من البلدان المجاورة.

من جهتها، اعتبرت المواطنة مهنيّة عقايبي أن الرباعي يستحق هذا التتويج، فقد لعب دوراً
إيجابياً وساهم في استقرار تونس، وأكدت أنّ هذا التتويج سيساعد تونس في استعادة سمعتها التي حاولت بعض الأطراف تشويهها بالضربات الإرهابية وجرها إلى دوامة العنف.

اقرأ أيضاً: نوبل الطب تقاسمها إيرلندي وياباني وصينية

من جانبه، اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الجمعة، أن منح جائزة نوبل للسلام للوساطة الرباعية التي أدت إلى الحوار الوطني في تونس "يكرس نجاح الانتقال الديمقراطي" في هذا البلد.

وأضاف هولاند "أنا مسرور لجميع التونسيين. لقد التقيت أعضاء الرباعية وأريد أن أحيي جميع هؤلاء الناشطين والناشطات لأن نساء كثيرات شاركن" في هذه العملية، بحسب فرانس برس.

وتابع "إنه أيضاً تشجيع لدعم أكبر لتونس في المحن التي تشهدها، وقد شهدنا ذلك في الأعمال الإرهابية في الأسابيع والأشهر الأخيرة (...) ينبغي أن نقر بأن الربيع العربي في تونس كان الوحيد الذي أفضى إلى هذه النتيجة (والتي تمثلت) في انتخابات نزيهة (أدت إلى) إرساء ديمقراطية في نهاية المطاف".

لكنه شدد على أن "أوروبا والعالم ينبغي ألا يكتفيا ببساطة بمنح جائزة، بل إعطاء أهمية للمساعدات الواجب تقديمها إلى تونس".

وقال هولاند أيضاً "يجب إفساح المجال لتونس لتمضي أكثر في نجاح عمليتها الانتقالية. هذا سيكون موقف فرنسا. على فرنسا أن تستخلص من ذلك كل العبر وأن تقيم تعاوناً مع تونس يكون على المستوى المطلوب على الصعيد الاقتصادي والسياحي وعلى صعيد الدفاع أيضاً".