الفتى الفلسطيني عمر اشتيّ المعتقل لم يرحم الاحتلال مرضه

الفتى الفلسطيني عمر اشتيّ المعتقل لم يرحم الاحتلال مرضه

03 مايو 2016
جددوا اعتقاله لمدة يومين رغم إصابته بالسكري (فيسبوك)
+ الخط -
لم يدر الفتى الفلسطيني عمر اشتي (16 عاماً) من حي بيت حنينا، شمال القدس المحتلة، أن تواجده بالقرب من القطار الإسرائيلي الخفيف في بلدة شعفاط شمال القدس قبل عدة أيام، سيقوده إلى السجن بتهمة قذف زجاجة حارقة على القطار.

وكما تروي عائلته لـ"العربي الجديد": "كان عمر عابر طريق، وصادف وجوده في المكان قبل أن ينقض عليه جنود مستعربون، تلقوا إشعاراً من حراس القطار بأن المهاجم قصير القامة، ويرتدي بلوزة بيضاء، فالأوصاف تنطبق على عمر الذي بالكاد يستطيع المشي من أوجاع السكري وآلامه ويحمل على جسده الصغير جهازاً خاصاً ينظم نسبة السكر في الدم".

أحضر عمر، أمس الإثنين، إلى محكمة الصلح في القدس الإسرائيلية، وكان وحده في قاعة المحكمة يدافع عن نفسه ويطلب من القاضي أن يطلق سراحه ويفرض عليه الحبس المنزلي قدر ما شاء، فعمر يريد أن يغادر السجن بعد أن تدهورت حالته الصحية، حيث تعرض للضرب خلال التحقيق والاعتقال.

وكان القاضي مجرد مستمع للفتى الذي بالكاد تجاوز طوله سدة القاضي، قبل أن يقرر الأخير تمديد اعتقاله ليومين آخرين دون أن يعده بشيء.

يذكر رفاق عمر، كيف أن صديقهم حين رأوه للمرة الأولى بعد اعتقاله قبل أربعة أيام كان مكبلاً بالقيود في قدميْه ومعصميْه، يحاول عبثاً أن ينظر لوالديه ولأصدقائه، لأن وجهه البريء اختفى خلف حائط بشري، وما لبث أن تلقى صفعة قوية على رقبته أطاحت به أرضا.

كانت والدة عمر في حالة صدمة وهي تراقب المشهد من بعيد، وتسأل رفاق عمر عن قرار القاضي، سألتهم: هل سيخرج عمر...؟ هل رأيتموه...؟ تطوع أحدهم ليقول لها: "رأيناه يبكي وكان الدمع في عينيه...".

هدية أصدقائه له والتمني بالإفراج عنه (فيسبوك)



لم تتمالك الأم سماع ما قاله صديق ابنها، فوقعت على الأرض مغمى عليها، قبل أن تستفيق ثانية وتتوجه بخطى ثقيلة نحو السيارة لتعود إلى البيت وهي لا تصدق ما حدث، فعمر في خطر، بل هو بحاجة لدوائه، وتتساءل لماذا نزعوا الجهاز عن جسده؟

والد عمر هو الآخر ليس أقل من زوجته حزناً وألماً على نجله، وحين توجه إلى أحد ضباط الاحتلال ومحققيه يسأله ما إذا كان سيطلق سراح عمر، أجابه الضابط بقسوة: "لن يخرج من السجن".

في بيت عمر، الذي اعتاد رفاقه وأصدقاؤه أن يجتمعوا إلى مائدته وبصحبته عادوا في ذلك اليوم مع والديه، قال أحدهم ويدعى ليث: "لا نريد أن نترك عائلته لوحدها،عمر أعز أصدقائنا".

ولم يخف صديق آخر دمعته وهو ينظر لوالدة صديقه التي أبكاها مشهد ابنها وهو يضرب من قبل الشرطي الإسرائيلي المرافق له إلى المحكمة والعائد به إلى السجن.

في بيت عمر، وبين أصدقائه لا تسمع سوى الدعوات لصديقهم بالحرية، لن يغلق السجن أبوابه على أحد، أو كما قال صديقه يزن: "سيعود عمر، وسنحتفل بتحرره..."، في حين اختار آخرون أن يطرزوا دعاءهم لعمر بالتحرر على إحدى صوره لتذكرهم بصديقهم الغائب.