نازحو الموصل يفترشون الصحراء ولا مخيمات تؤويهم

نازحو الموصل يفترشون الصحراء ولا مخيمات تؤويهم

03 نوفمبر 2016
نازحون من الموصل في الصحراء (تويتر)
+ الخط -
يفترش آلاف السكان، الفارين من المعارك الدائرة بمحيط مدينة الموصل شمال العراق، العراء لليوم الثاني على التوالي، في صحارى مقفرة ومناطق خطرة مع عوائلهم بعد اتضاح عدم صحة المنشورات التي ألقتها الطائرات الأميركية والعراقية طيلة الأيام العشرين الماضية.

وذكرت منظمة عراقية محلية أن "الوضع كارثي والنازحون لم يجدوا خياماً ولا معسكرات، وهم في العراء وهناك أطفال ونساء غالبيتهم يتركزون في محوري مخمور وقرب برطلة والقيارة شرق وشمال وجنوب الموصل منذ يومين بلا مساعدات".


وأوضح مدير منظمة وهج العراقية لحقوق الإنسان، نافع اللهيبي، لـ"العربي الجديد" أن المنظمة وصلت إلى مناطق تواجدهم ومعها قافلة غذائية. لكن للأسف الكمية لم تكف الموجودين.

ولفت إلى أن "العدد بلغ نحو 3 آلاف نازح، وهو مستمر في التزايد، والحكومة كذبت عليهم والأمم المتحدة لا وجود لها إلا بالإعلام".


إلى ذلك، اعترف ضباط في الجيش العراقي بعدم وجود أية استعدادات لاستقبال نازحي الموصل، كاشفاً أن مصاعب كبيرة تواجه القوات العراقية بسبب العدد الكبير من المدنيين.

وقال ضابط في قيادة عمليات نينوى، لـ"العربي الجديد" إن "وضع النازحين خطير للغاية لعدم وجود استعدادات حكومية لاستقبالهم وإيوائهم، وقد واجهت القوات مصاعب كبيرة خلال التقدم نحو المدينة بسبب العدد الكبير من المدنيين".

وأضاف"لا توجد مخيمات ولا مساعدات حكومية للنازحين، وهم يفترشون الصحراء، وتوجّه معظمهم نحو الحدود العراقية السورية، كما توفي العشرات منهم بسبب الجوع والبرد".

نازحو الموصل في الصحراء (تويتر) 

وروى ناشطون عراقيون رحلة النزوح المضنية من الموصل وأطرافها، وقال الناشط المدني، حازم الحديدي، إن "النازحين فوجئوا بعدم وجود مخيمات لإيوائهم ولا استعدادات حكومية على عكس ما أعلنته وزارة الهجرة والمهجرين قبيل انطلاق المعركة".

وبيّن لـ"العربي الجديد"، أن "مئات الأسر النازحة من الموصل اضطرت لعمل حفر في الصحراء لإيواء الأطفال والنساء وحمايتهم من البرد الشديد، فيما توفي عشرات الأطفال بسبب المرض والجوع".


بدورها كشفت منظمات إنسانية عن أن تصريحات الحكومة العراقية ووزارة الهجرة والمهجرين، حول إعداد مخيمات لاستقبال النازحين وتوفير المساعدات الإنسانية لهم، غير صحيحة.

وأوضح رئيس منظمة تكافل، حسن العبيدي، أن "كل ما أعلنته الحكومة ووزارة الهجرة كان محض كذب وافتراء، فلا مخيمات ولا مساعدات إنسانية ولا أي استعدادات لاستقبال النازحين".

وأشار إلى أنّ "المشكلة أن الجميع تخلى عن النازحين، فالأمم المتحدة لا وجود لها على الأرض، والحكومة العراقية تكتفي بالمزاعم والتصريحات الخالية من المصداقية، فيما لا تستطيع المنظمات المحلية تقديم شيء لافتقارها إلى التمويل اللازم".

وقطعت آلاف الأسر من الموصل عشرات الكيلومترات لأيام متواصلة بحثاً عن مأوى دون فائدة، فكانت الصحراء ملجأهم الوحيد. 

مطلك الشمري، قطع عشرات الكيلومترات بأسرته المكونة من ثمانية أفراد أغلبهم أطفال، نحو الحدود العراقية السورية بعد أن فوجىء بعدم وجود استعدادات لإيوائهم.

وقال لـ"العربي الجديد" "إن الحكومة العراقية كذبت علينا وعلى المجتمع الدولي، حينما زعمت توفير مخيمات لنا. اكتشفنا أن كل ما ادعته الحكومة كذب وتزييف للحقائق. ونحن الآن نفترش الصحراء ونعيش في حفر صغيرة".

حال الشمري كحال الآلاف الذين يفترشون الصحراء ويلتحفون السماء، وسط انعدام الغذاء ومياه الشرب، وأصبحوا يدفنون موتاهم في ذات المكان.

إلى ذلك، حذر حقوقيون من كارثة إنسانية كبرى مع اشتداد المعارك في الموصل وحدوث موجات نزوح كبيرة، خاصة أن عدد المدنيين في الموصل كبير قد يصل إلى مليوني مدني.

 واعتبر الحقوقي، سلمان الصالحي، أن "الحكومة العراقية تلعب لعبة الخداع لكسب تعاطف المجتمع الدولي حول معركة الموصل، على حساب أرواح المدنيين في المدينة، فقد اكتشفنا عدم وجود أية خطة للحكومة والتحالف الدولي والأمم المتحدة لإيواء النازحين من الموصل وهم في حالة كارثية جداً".

المساهمون