مسعفة صمّاء لعبت الكرة

مسعفة صمّاء لعبت الكرة

16 اغسطس 2018
عام 2012 كانت جيليغان (بالأزرق) في الملاعب (تيرا كاموجي)
+ الخط -
في سنّ السادسة، فقدت دينيز جيليغان (40 عاماً، من غالاوي في جمهورية إيرلندا) 70 في المائة من سمعها، لكنّها بعد هذه السنوات تمكنت من ممارسة الرياضة المحترفة، والعمل في الإسعاف الطبي، ثم دخلت إلى الجامعة في هذا الاختصاص، بحسب شهادتها في موقع "تايمز هاير إديوكيشن".

لمدة طويلة، كان حلماً بالنسبة إليها أن تكون مسعفة، فعندما كانت في الثامنة عشرة، خسرت صديقتها في حادث سير، واكتشفت أنّ هذه المهنة هي ما تريد. لكن، بدا ذلك مستحيلاً بالنسبة لها، إذ كيف ستتمكن من التفاهم مع الناس من حولها متجاوزة إعاقتها السمعية؟

بقيت الفكرة والحلم في رأسها سنوات طويلة. وبعد إنهاء مسيرتها في رياضة الكاموغي (رياضة نسائية جماعية إيرلندية، تستخدم فيها كرة وعصا، شبيهة قليلاً بهوكي الحقل) ثم مجيئها إلى لندن وعملها في كثير من وظائف المبيعات، كانت في أحد الأيام متعبة من العمل ومتأكدة من أنّه مخالف تماماً لحلمها. عندها قررت أن تدخل إلى محرك البحث لتبحث عن عبارة واحدة "مسعف أصمّ".

وبالفعل، عثرت على المسعف ريتشارد ويب ستيفنز، ولديه إعاقة سمعية كاملة، يعمل في هيئة لندن للإسعاف. قابلته وعلمت أنّه شخص مميز جداً في عمله، بل كان أول مسعف أصم في خدمات الإسعاف عبر الهليكوبتر في بريطانيا. شجعها ريتشارد للتطوع في الإسعاف، واكتساب بعض الخبرة. وبذلك، باتت مساعدة نقل المصابين في هيئة سان جون للإسعاف، طوال ثلاث سنوات.

خلال ذلك الوقت، ذهبت إلى حدث نظمه معهد "سان جورج" في جامعة "لندن" حيث التقت برئيس قسم اختصاص الإسعاف الطبي في الجامعة، كريس بيكر، الذي استمع إلى قصتها، وتمعن في ما لديها من خبرات، ثم أعطاها توصية مكتوبة للانتساب إلى الجامعة.

من خلال التوصية، تمكنت من تحدي الصوت في رأسها الذي يقول لها: "لن تنجحي في الدخول إلى الجامعة"، فقد تقدمت إلى خمس جامعات، دعتها جميعها إلى مقابلات انتساب فيها، ثم حصلت على ثلاثة عروض، فاختارت معهد "سان جورج" خصوصاً أنّها تعرف بيكر، وهو من شجعها على الخطوة.

تقول إنّ البيئة الجامعية داعمة جداً للأشخاص ذوي الإعاقة، والزملاء والأساتذة والموظفين لا يعاملونها أبداً كمختلفة عنهم.




في قاعة الدرس تجلس دائماً في الأمام لتتمكن من التقاط ما أمكنها من كلام المحاضر خصوصاً مع استخدامها السماعة. وإذا كان هناك سؤال من الخلف لا تسمعه، تحظى بمن يعيده عليها لتتمكن من الإجابة عند الضرورة، كما تحظى بزملاء يكتبون لها المادة الأساسية في المحاضرات.

تشعر أنّ زملاءها عظماء في تعاملهم معها إذ يساعدونها في المسائل الأكاديمية، وبدورها، لا تتأخر عن مساعدتهم في المسائل الحياتية، وهي صاحبة خبرة أكيدة ومتنوعة فيها.

المساهمون