رحيبة تركت فلسطين في موسم الزيتون

رحيبة تركت فلسطين في موسم الزيتون

26 مارس 2015
بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، قصدت فلسطين(العربي الجديد)
+ الخط -

عندما خرجت رحيبة الصالح من فلسطين، كانت في الرابعة عشرة من عمرها. هي من قرية سحماتا في قضاء الجليل، وتستقرّ اليوم في مدينة صيدا (جنوب لبنان). تروي: "خرجنا من سحماتا على عجل. لم نكن نتوقع أن نترك بلدنا. في ذلك الحين، كنت مدركة لكل ما يحدث من حولنا. وما زلت حتى اللحظة أتذكّر كل شيء في سحماتا". تضيف: "وبعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في عام 1982، قصدت فلسطين وسحماتا بالتحديد. وقد زرت أخوالي هناك، ونجحت في التعرّف على بيوتهم بسهولة".

وتتابع سردها: "عندما خرجنا من فلسطين، كان موسم قطاف الزيتون. وكانت اشتباكات قد وقعت في جدين بالقرب من بلدتنا. حينها طلب شباب البلدة النجدة. فقد سبق وقتل شخص إسرائيلي، وانتقاماً له راح الإسرائيليون يضربون قلعة جدين. فاستشهدت امرأة. وهنا شعرنا بالخوف. فذهبنا إلى أحد الكروم واختبأنا فيه. بعدها، ازداد القصف. فقرر أهلي الخروج من فلسطين، إلى منطقة رميش جنوب لبنان". وتشير إلى أن "خروجنا من فلسطين كان ليلاً. وقد حملنا معنا زيتاً وزيتوناً وفرشاً وحبوباً. وعندما وصلنا إلى رميش صباحاً سيراً على الأقدام، قصدنا بيت شخص يدعى يوسف حرموش".

وتكمل: "مكثنا في بيت يوسف لمدة قصيرة، ومن ثم استأجرنا منزلاً في بنت جبيل. بعدها ذهبنا إلى سورية إلى بلدة كفر شمس حيث عملنا لفترة في الزراعة، قبل أن نعود إلى لبنان ونسكن في بعلبك خمسة عشر عاماً، وننتقل بعدها إلى مخيم الرشيدية (الجنوب)".

ما زالت الحاجة رحيبة تذكر تفاصيل الحياة والعادات في مسقط رأسها، لا سيّما تقاليد الأعراس. فتروي أن "أهل العريس وقبل حفل الزفاف بأربعة أيام، كانوا يقومون بالتعاليل في الرحبة. والرحبة هي ساحة كبيرة في وسط البلدة للرقص والتعاليل، حيث يقدّم الجيران الذبائح أيضاً بالمناسبة. من ثم، كانوا يحضرون العروس من عند أهلها، ويقصدون الجيران لإقامة مراسم الحناء. وعند الصباح، يرافقون العريس إلى البيدر، وسط الرقص والأغاني. وعندما تنتهي مراسم الحناء، توضع العروس على ظهر فرس، ويصطحبونها إلى دار أهل العريس".

وتشير رحيبة إلى أن "هدية العروس كانت مبالغ مالية، أو ما يسمى بالنقوط. إلى ذلك، كانت تحضر معها من بيت أهلها إلى بيت أهل زوجها خزانة وفرشتين ولحافين وأربع مخدات. وكانت تشتري عادة كل ما تحتاجه من مدينة عكا". تضيف: "كان الناس يعيشون بألف خير في تلك الأيام، "فيزرعون ويحصدون ويفلحون ويقطفون. وبلدتنا كانت مشهورة بالزيتون وبالدخان".

دلالات

المساهمون