تراجع احتياطي الدم في الصيف بالمغرب

تراجع احتياطي الدم في الصيف بالمغرب

04 اغسطس 2016
غياب ثقافة التبرع بالدم في المغرب (Getty)
+ الخط -
دقّ مدير المركز الوطني لتحاقن الدم بالمغرب، الدكتور محمد بنعجيبة، ناقوس الخطر بشأن تراجع المخزون أو الاحتياط الحالي في مراكز تحاقن الدم (بنوك الدم)، حيث بات المخزون يكفي أسبوعا واحدا فقط، عازيا هذا الانخفاض إلى كثرة حوادث السير الخطيرة، وحلول فصل الصيف.

وأفاد بنعجيبة، بأن مراكز تحاقن الدم في المغرب التي تعد المؤسسة الوحيدة قانونيا التي يمكنها أن تزود المستشفيات والمستعجلات الطبية بمادة الدم، لم تعدد تتوفر في الوقت الراهن سوى على 5700 ألف كيس دم، وهو رقم بعيد عن المعدل الطبيعي الذي يصل إلى 12 ألف كيس دم.

وأرجع المسؤول الصحي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، تراجع احتياط الدم بالمغرب إلى عطلة الصيف التي يسافر فيها المغاربة، إذ يقل عدد المواطنين المتبرعين بدمائهم، وأيضا إلى ارتفاع نسبة حوادث السير التي غالبا ما تخلف جرحى ومعطوبين يحتاجون إلى كميات كبيرة من الدماء لإنقاذ حياتهم.

وتحدث بنعجيبة عن ضعف ثقافة التبرع بالدم في المغرب، حيث لا يشعر المواطن بأهمية مادة الدم إلا بعد أن تقع له حادثة، فيبحث عن الدم الذي يعوض ما فقده جسده، مضيفا أن البعض لازال يخشى من تبعات تبرعه بالدم، ولا يدرك أن قطرة من دمه قد تنقذ شخصا من موت محقق.

وتورد أرقام مركز تحاقن الدم بالمغرب وجود 314 ألف متبرع بالدم سنة 2013، و296 ألف متبرع عام 2014، و297 ألف متبرع سنة 2015، لكن تظل نسبة التبرع بالدم ضعيفة مقارنة مع عدد سكان المغرب، حيث وصلت حاليا إلى 0,95 في المائة.





وبسبب انخفاض التبرع بالدم في فصل الصيف خاصة، انبرت مجموعة من الجمعيات التي تنشط في المجال التطوعي لتنظيم حملات صيفية للتبرع بهذه المادة الحيوية، بهدف توفير مخزون كافٍ من الدم، وإنقاذ حياة الكثير من المرضى وضحايا حوادث السير خاصة في فصل الصيف.

وفي هذا الصدد أقدمت جمعيات في مدينة الناضور (شمال المملكة) على تنظيم حملة صيفية كبرى في الأسبوع الأول من أغسطس/ آب، حثت من خلالها المواطن على المساهمة في إنقاذ الأرواح وإغاثة المرضى، من خلال الحملة ذات البعد الخيري والإنساني من منطلق الواجب الديني والوطني".

ومقابل تخوف الكثيرين في المغرب من التبرع بدمائهم لأسباب اجتماعية وشعبية من قبيل التأثر بإشاعات تتحدث عن عمليات المتاجرة بالدماء، أو الخوف من الإصابة بعدوى مرضية عند التبرع، فإن هناك مغاربة يقومون بعمليات التبرع بشكل مواظب ودائم كل سنة.

سعيد القادري، في عقده السادس، أحد أشهر هؤلاء المتبرعين بدمائهم في المغرب، حتى أنه لقب بعميد المتبرعين بالمغرب، حيث بدأ عملية التبرع بدمه منذ سنة 1970، وتبرع إلى حدود هذه السنة أكثر من 115 مرة، حيث يجد رضا نفسيا داخليا لا يُضاهى عندما يتبرع بدمه، ويعلم أن دمه سينقذ أرواحا كثيرة من الهلاك.

 

 

 

دلالات

المساهمون