مجلس الأنبار: أطفال المخيمات مهددون بالموت جوعاً وعطشاً

مجلس الأنبار: أطفال المخيمات مهددون بالموت جوعاً وعطشاً

18 يوليو 2016
ارتفاع الحرارة زاد ما معاناة النازحين(أسامة دليمي/الأناضول)
+ الخط -


حذر مجلس محافظة الأنبار، اليوم الإثنين، من وقوع وفيات بين الأطفال في مخيمات النزوح بسبب الجوع والعطش، لعدم توفر المياه الصالحة للشرب والشح الكبير في الغذاء، محملاً وزارة الهجرة والمهجرين المسؤولية عن إغاثة النازحين.

وقال رئيس مجلس الأنبار صباح الكرحوت في تصريح صحافي، اليوم الاثنين، إن "معاناة النازحين كبيرة في المخيمات، خاصة الأطفال، لافتقارهم إلى متطلبات ومستلزمات العيش الضرورية".

وحذر الكرحوت "من حدوث وفيات بين الأطفال بسبب عدم توفر المياه الصالحة للشرب وشح الغذاء في مخيمات النزوح في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة".

وحمّل الكرحوت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، والجهات التنفيذية في الأنبار مسؤولية أي حالة وفاة قد تقع بين النازحين بسبب سوء الأحوال الإنسانية التي يعيشونها.

يأتي ذلك في الوقت الذي استعادت فيه القوات العراقية السيطرة التامة على عدد من المدن الكبيرة في الأنبار، وأبرزها الرمادي وهيت والفلوجة. ورغم أن استعادة هيت والرمادي مضى عليها عدة شهور، لم يتمكن أكثر من ثلثي أهلها من العودة.

ويطالب النازحون في المخيمات من المناطق "المحررة" بإعادتهم إلى مناطقهم، للتخلص مما وصفوه "جحيم" المخيمات التي أنشئ أغلبها في مناطق صحراوية نائية، دون أية إمكانيات للعيش، خصوصاً المياه الصالحة للشرب والغذاء.

ويعتمد هؤلاء النازحون للبقاء أحياء على ما يصلهم من مساعدات إنسانية يتبرع بها ناشطون ومنظمات مدنية، ويتهمون الحكومة بغياب دورها، ويطالبون الأمم المتحدة بالتدخل لإنقاذهم من كارثة إنسانية مرتقبة.



فلاح المحمدي (41 عاماً) نزح من مدينة الفلوجة منتصف 2014 وأسرته المكونة من ستة أفراد، ويعيش في مخيم عامرية الفلوجة منذ ذلك الحين مع آلاف الأسر النازحة.

وقال المحمدي لـ"العربي الجديد": "هناك غياب حكومي تام عن مأساتنا، نحن لا نجد ماءً كافياً للشرب، فضلاً عن شح الغذاء، والأطفال أصيبوا بالجفاف، وحالات الإغماء مستمرة بين النازحين على مدار الساعة، وخاصة بين كبار السن والأطفال".

وأضاف المحمدي "العطش والجوع يهدداننا بالموت، فهل يعقل أن محافظة بأكملها وحكومة لا تستطيعان توفير مياه الشرب للنازحين مع بعض الغذاء على الأقل لسد الرمق للبقاء أحياء".

ويتساءل المحمدي "لماذا لا تعيدنا الحكومة العراقية إلى مدينتنا بعدما تم تحريرها بالكامل، وما السبب وراء تأخير عودتنا ونحن في هذه الظروف القاسية".

وانتقد ناشطون ومنظمات مدنية ما وصفوه بالغياب غير المبرر للأمم المتحدة عن واقع النازحين ومأساتهم الإنسانية، مطالبين بضرورة الوقوف إلى جانبهم ودعمهم.

ويقول الناشط علاء الدليمي: "النازحون في مخيمات الأنبار يعيشون مأساة حقيقية، تجولنا وشاهدنا ما يدمي القلب، فهم تحت خيام من القماش في الصحراء تحت أشعة الشمس الحارقة".

ويتابع الدليمي" الأدهى من ذلك لا يتوفر ماء كاف للشرب ولا غذاء، وهذه مصيبة حقيقية، والمئات أصيبوا بالجفاف. وحاولنا كناشطين ومنظمات مدنية أن نوفر لهم بعض ما يحتاجونه من المياه وقوالب الثلج، ليتمكنوا من شرب الماء في حرارة الجو الشديدة التي اقتربت من 50 درجة مئوية".

وكانت الأمم المتحدة مطلع 2016 أعلنت عدم قدرتها على دعم النازحين العراقيين بسبب نقص حاد في التمويل، ما أثار انتقادات واسعة في الأوساط الشعبية والإعلامية العراقية، متسائلين عن قدرات الأمم المتحدة وإمكانات الدول المانحة.