الكويت: التأمين على الحرائق يتراجع رغم ارتفاع الحوادث

أظهرت إحصاءات نشاط التأمين في الكويت، أن التأمين على الحريق والأخطار، يعد من أقل أنواع التأمين إقبالاً ويأتي في المرتبة الرابعة بعد تأمين المركبات والتأمين الصحي والبحري، رغم ارتفاع نسبة الحوادث بنحو 10% خلال 2015، مقارنة بالعام السابق، وفقا لإحصاءات الإدارة العامة للإطفاء.
وأرجع عاملون في شركات التأمين العزوف عن التأمين ضد أخطار الحرائق إلى عدم وجود وعي كاف لدى عملاء الشركات، بينما أشار خبراء إلى أن وثائق التأمين تغطي الأضرار الناجمة عن مسببات محدودة للحرائق، وكذلك ارتفاع خسائر شركات التأمين من هذا النوع من التغطية، ما يجعل الإقبال علي توسيعه محدوداً.

وبحسب آخر إحصائية للإدارة العامة للإطفاء الكويتية عن العام الماضي، فإن إجمالي الحرائق التي قامت فرق الإطفاء بتغطيتها بلغ نحو 4914 حريقا في كافة المحافظات، بزيادة نسبتها 3% بينها 1500 حريق في مناطق سكنية و1200 حريق في وسائل نقل برية وبحرية، و712 حريقا في مبان استثمارية، بواقع 13 حريقاً يومياً.
ويقول خالد الغنيم، رئيس مجلس إدارة شركة الكويت للتأمين (مدرجة في بورصة الكويت)، إن سوق التأمين لم يشهد أي تغييرات منذ أعوام، رغم حاجة البلاد الماسة إلى رفع مستويات سوق التأمين، خاصة في القطاعات التي تشهد ضعفاً مثل قطاع التأمين ضد الحرائق، الذي يشهد عزوفاً من قبل القطاعين العام والخاص.

ويضيف الغنيم في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن هناك ضعفاً في الوعي بأهمية التأمين ضد الحرائق، خاصة في ظل درجات الحرارة المرتفعة، التي تعيشها الكويت وتتسبب في اندلاع الكثير من الحرائق الناتجة عن الماس الكهربائي، وبالتالي تتكبد المؤسسات خسائر بالملايين تنعكس بالسلب على وضع أرباحها وميزانياتها بشكل عام.
ويشير حسين العتال الخبير في قطاع التأمين، إلى أن التشريعات والقوانين الكويتية نصت على عدم الترخيص للمنشأة من قبل الإدارة العامة للإطفاء إلا بعد تأمين المنشأة ضد الحريق من قبل شركات التأمين، ورغم ذلك فإن الإحصائيات الرسمية تشير إلى ارتفاع وتيرة الحرائق عاماً بعد آخر.

واعتبر العتال أن أقساط التامين ضد الحرائق لا تمثل الكثير مقارنة بحجم الخسائر التي قد تتعرض لها المؤسسة من جراء الحريق، إذ يصل الحد الأقصى لتغطية مؤسسة متوسطة الحجم تحتوي على مخازن نحو 4 آلاف دينار (13.3 ألف دولار) شهرياً، وهو مبلغ لا يمثل 10% من قيمة السلع الموجودة في مخازن المؤسسة.
ويحتوي سوق التأمين الكويتي على عدد كبير من الشركات بلغت 34 شركة مرخصة، منها 23 شركة كويتية و11 شركة أجنبية.

وتشير دراسة أكاديمية بالكويت إلى أن نشاط التأمين على الحريق، يعتبر فرعاً متذبذباً في نتائجه مقارنة مع فرع الحوادث العامة وفرع البحري والطيران، كما أن خسائره مرتفعة، فخلال المدة من 1992 إلى 2014، سجل فرع الحريق في شركات التأمين خسارة بنسبة 99%.
وقال خبراء إن وثيقة التأمين تغطي في الغالب الخسائر أو الأضرار التي تقع بسبب الحريق أو الصاعقة، بينما يمكن توسيع التغطية التأمينية لتشمل أخطاراً إضافية تشكل جزءاً من الأملاك المؤمنة.