تزايد إمدادات النفط يرفع المخزون العالمي ويضغط على الأسعار

تزايد إمدادات النفط يرفع المخزون العالمي ويضغط على الأسعار

18 مارس 2020
الشركات تبحث عن بدائل لتخزين النفط براً وبحراً (Getty)
+ الخط -
قال بنك أوف أميركا غلوبال ريسيرش، اليوم الأربعاء، إن زيادة في إمدادات النفط من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين آخرين قد تغمر المخزونات العالمية في ظل ضغط فيروس كورونا على الطلب، مما يدفع الأسعار لما دون عشرين دولاراً للبرميل.

وهوت أسعار النفط إلى أقل من ثلاثين دولاراً للبرميل في مارس/ آذار بسبب تأثير الفيروس ومسعى من السعودية وروسيا لزيادة الإنتاج بعد انهيار اتفاق بين أوبك وحلفائها في إطار ما يُعرف بأوبك+ للحد من الإمدادات.

وأضاف البنك، وفقا لوكالة "رويترز"، أن حوالي "أربعة ملايين برميل يومياً من الإمدادات الجديدة لأوبك+ قد تظهر خلال الشهرين المقبلين"، مضيفا أن الاستهلاك العالمي قد ينكمش بأكثر من 0.5 مليون برميل يوميا في النصف الثاني من 2020، إذ من المرجح أن يستمر الوضع إلى النصف الثاني في حالة عدم احتواء تفشي الفيروس.

وقال البنك إن هذه الزيادة يمكن أن تملأ سريعا طاقة التخزين العالمية المتاحة، وإذا لم تكن الطاقة التخزين الأرضية كافية، ستكون هناك حاجة لمستودعات تخزين عائمة.

وأضاف أنه مع زيادة مخزونات النفط، قد يتسع الفارق في زيادة أسعار النفط للتسليم الآجل عن الأسعار الفورية بالنسبة لخام غرب تكساس الوسيط، مما يجعل الخام الأميركي أكثر تكلفة من خام برنت القياسي العالمي.

وأشار البنك إلى أن هذا قد يزيح إنتاج النفط الصخري الأميركي، لكن "الأمر قد يستغرق حوالي 12 شهرا حتى تنزل الإمدادات الأميركية أربعة ملايين برميل يوميا إذا أوقفت شركات الحفر العاملة في إنتاج النفط الصخري" تجهيز الآبار للإنتاج اليوم.

وتوقع بنك غولدمان ساكس نزولا قياسيا في الطلب العالمي بمقدار 1.1 مليون برميل يوميا هذا العام، وخفض توقعاته لسعر برنت في الربع الثاني إلى عشرين دولارا للبرميل.

وهبطت أسعار النفط للجلسة الثالثة على التوالي اليوم، إذ هوت العقود الآجلة للخام الأميركي إلى أدنى مستوى في 17 عاما، وذلك في الوقت الذي تتضرر فيه توقعات الطلب بفعل وباء فيروس كورونا.

زيادة الإمدادات السعودية

وفي السياق، قالت وزارة الطاقة السعودية اليوم الأربعاء إنها وجهت شركة النفط الوطنية أرامكو بالاستمرار في ضخ النفط الخام بمعدل قياسي مرتفع يبلغ 12.3 مليون برميل يوميا خلال الأشهر المقبلة.

وقالت المملكة، وهي أكبر مُصدر للنفط، إنها ستعزز إمدادات الخام في إبريل/ نيسان إلى ذلك المستوى، ومن المقرر أن تتجاوز صادراتها من النفط عشرة ملايين برميل يوميا اعتبارا من مايو/ أيار، وهو مستوى قياسي مرتفع أيضاً.


وأكدت أرامكو، يوم الاثنين، أنها ستُبقي على الأرجح على إنتاج النفط المرتفع المزمع لشهر إبريل/ نيسان كما هو في مايو/ أيار أيضا، وإنها "مرتاحة للغاية" لسعر ثلاثين دولارا للبرميل، مما يشير لاستعداد شركة النفط المملوكة للدولة لتحمل الأسعار المنخفضة لفترة.

وقالت السعودية الأسبوع الماضي إنها ستشرع في برنامج لزيادة الطاقة الإنتاجية للمرة الأولى في أكثر من عشر سنوات، ملوحة لروسيا والمنافسين الآخرين بأنها مستعدة لمعركة طويلة على الحصة السوقية.

تخزين في ناقلات

وقالت مصادر في قطاع الشحن، اليوم الأربعاء، لـ"رويترز"، إن رويال داتش شل حجزت ناقلة عملاقة لتخزين مليوني برميل من النفط في البحر لتراكم مخزونات عالمية متزايدة.

وأكدت المصادر أن شل حجزت ناقلة خام كبيرة جدا يمكنها تخزين ما يصل إلى مليوني برميل من النفط لاستئجارها لمدة خمسة أشهر. وتظهر بيانات رفينيتيف أن تكلفة الاستئجار المدفوعة بلغت 40 ألف دولار يومياً.

وذكرت مصادر لـ"رويترز" الأسبوع الماضي أن شل حجزت مؤقتا ما لا يقل عن ثلاث ناقلات عملاقة لتخزين النفط الخام في البحر.

وأدت تخمة في معروض النفط بالأسواق العالمية إلى مساعي من اللاعبين في القطاع لإيجاد خيارات لتخزينه برا وعلى ناقلات في البحر.

(رويترز, العربي الجديد)

دلالات

المساهمون