النفط يعاود الارتفاع... وإضراب يُهدّد 11% من إنتاج النرويج

النفط يعاود الارتفاع... وإضراب يُهدّد 11% من إنتاج النرويج

03 يونيو 2019
التوترات التجارية تؤثر على أسعار النفط (Getty)
+ الخط -
عوّض النفط خسائره التي لحقت به صباح اليوم الإثنين، بعدما عاودت الأسعار صعودها في تعاملات اليوم، ما أدى إلى وقف الخسائر الثقيلة التي مُني بها البترول الأسبوع الماضي، فيما يُهدّد إضراب مزمع غداً الثلاثاء 11% من إنتاج النرويج نفطاً وغازاً.

وأشارت السعودية، أكبر منتج في "منظمة البلدان المصدرة للبترول" (أوبك)، إلى أن المنظمة وروسيا ستواصلان إدارة إمدادات الخام العالمية لتجنب وجود فائض.

ونقلت صحيفة "عرب نيوز" المملوكة للسعودية عن وزير الطاقة خالد الفالح، قوله: "سنفعل ما هو ضروري للحفاظ على استقرار السوق بعد يونيو/حزيران. بالنسبة لي يعني هذا خفض المخزونات من مستوياتها الحالية المرتفعة".

مصدر في قطاع النفط السعودي، قال اليوم الإثنين، إن المملكة ضخت 9.65 ملايين برميل يومياً من النفط، لتخفض الإنتاج بأكثر من المستهدف بموجب اتفاق عالمي لتقليص إمدادات النفط، علماً أن مستوى الإنتاج المستهدف لأكبر مصدر في العالم للنفط بموجب اتفاق تقوده "أوبك" لخفض الإمدادات يبلغ 10.3 ملايين برميل يومياً. 

وبحلول الساعة 10.26 بتوقيت غرينتش، بلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت لشهر أقرب استحقاق 62.48 دولاراً للبرميل، مرتفعة 49 سنتاً أو 0.79% مقارنة مع سعر إغلاق الجمعة، وفقا لبيانات رويترز.

وانخفضت الأسعار ما يزيد عن 3% يوم الجمعة، مع تسجيل مايو/ أيار لأسوأ خسارة شهرية في 6 أشهر. وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 53.95 دولاراً للبرميل، مرتفعة 45 سنتاً أو 0.84%.

وقال أبهيشك كومار رئيس التحليلات لدى إنترفاكس إنرجي في لندن: "تفضيل السعودية للاستمرار في التزام خفض إنتاج أوبك+، أو حتى تعميقه، قدم أيضاً الدعم للأسعار".

وتابع: "على الرغم من ذلك، فإن تصاعد الحرب التجارية للولايات المتحدة مع الصين والاتحاد الأوروبي والمكسيك، سيكبح مكاسب الأسعار في الفترة التي تسبق اجتماع أوبك+". ومن المقرر أن تعقد المجموعة اجتماعها القادم في أواخر يونيو/ حزيران.

وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح اليوم، إن هناك إجماعاً ناشئاً بين مجموعة أوبك+ لمنتجي النفط، على مواصلة عملها صوب تحقيق استقرار السوق في النصف الثاني من العام.

كانت أسعار النفط قد سجلت انخفاضاً بنحو واحد%، صباح اليوم الإثنين، وبحلول الساعة 06.59 بتوقيت غرينتش، بلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت لشهر أقرب استحقاق 61.28 دولاراً للبرميل، بانخفاض 71 سنتاً أو 1.1%، مقارنة مع سعر إغلاق الجمعة.
وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 53.09 دولاراً للبرميل، منخفضة 41 سنتاً أو 0.8%، مقارنة مع سعر التسوية السابقة.

وقال ميثون فرناندو، محلل الاستثمار لدى ريفكين للأوراق المالية، في مذكرة اليوم، وفقاً لوكالة "رويترز"، إن "أسعار النفط تنخفض بفعل توترات تجارية جديدة، بعد أن أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب توترات التجارة العالمية، عبر التهديد بفرض رسوم جمركية على المكسيك، أحد أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة ومورد كبير للنفط الخام".

وقال بنك باركليز، في مذكرة نُشرت يوم الجمعة، إن استهلاك الولايات المتحدة من النفط في مارس/ آذار "انخفض على نحو كبير على أساس سنوي، للمرة الأولى منذ سبتمبر/ أيلول 2017... إذ هبط الطلب على البترول نحو 370 ألف برميل يومياً على أساس سنوي".

توقعات باستقرار الأسعار

من جهته، توقع بنك الاستثمار الأميركي غولدمان ساكس، أن تظل أسعار النفط الخام مستقرة حول مستوياتها الحالية، مع تنامي الضبابية الكلية وارتفاع إنتاج الولايات المتحدة، في حين أن توافر طاقة إنتاجية فائضة في الدول الرئيسية الأعضاء في أوبك، سيبدد أثر القيود على الإمدادات من إيران وفنزويلا.

وقال البنك الأميركي في مذكرة: "أخيراً تأثرت المعنويات في سوق النفط بتصاعد الحروب التجارية ومؤشرات أضعف للنشاط".
وتابع: "نطاق وسرعة الهبوط تفاقمت أكثر مع تنامي المخاوف بشأن النموّ القوي للإنتاج الأميركي وزيادة المخزونات"، متوقعاً في مذكرة بتاريخ الثاني من يونيو/ حزيران أن "تظل أسعار النفط متقلبة على الأرجح في الأشهر المقبلة، حول المستويات الحالية ومستويات توقعاتنا للربع الثالث".

إضراب في النرويج يخفض إنتاجها 11%

في النرويج، قال اتحاد النفط والغاز، اليوم الإثنين، إن انتاج البلاد من الغاز والنفط ربما ينخفض بنحو 400 ألف برميل من المكافئ النفطي يومياً، أي نحو 11% من إجمالي الإنتاج، إذا أضرب عمال غداً الثلاثاء في 4 يونيو/ حزيران الحالي.

ويقود وسيط عيّنته الحكومة المفاوضات بين شركات النفط والعاملين الذين تمثلهم نقابة "ليديرن" في مسعى لتجنب الإضراب.

وقال الاتحاد في بيان إنه في حالة الإضراب ستغلق 9 حقول إجمالاً، علماً أن "ليديرن" أصغر نقابات عمال النفط النرويجية وتضم نحو ألف عضو، ولم تنشر مطالبها بشأن الأجور.

والنرويج أكبر منتج للنفط الخام والمكثفات والغاز الطبيعي في غرب أوروبا، وبلغ إنتاجها اليومي الشهر الماضي 3.9 ملايين برميل من المكافئ النفطي.

المساهمون