مصر تضع نفط العراق نصب أعينها

مصر تضع نفط العراق نصب أعينها

20 فبراير 2014
+ الخط -

قال مسؤول مصري رفيع المستوى، إن بلاده مهتمة بأنبوب النفط العراقي الممتد في الأردن، في إطار سعيها إلى استيراد الخام العراقي لتكريره في المعامل المصرية.

وكشف المسؤول أن السفير العراقي بالقاهرة ضياء الدباس، عقد أخيراً اجتماعات مع مسؤولين بوزارة البترول المصرية لإحياء مفاوضات توريد 4 ملايين برميل خام للعراق شهرياً.

وكانت المفاوضات بين القاهرة وبغداد قد تجمدت مطلع أبريل/ نيسان الماضي مع رفض العراق منح مصر تسهيلات ائتمانية تزيد على 3 أشهر بسبب قواعد العقوبات الدولية المفروضة عليه ضمن برنامج سداد تعويضات حرب الخليج الثانية.

ويحاول العراق، الذي يمتلك ثالث أكبر احتياطي نفط بعد السعودية وإيران، إيجاد منافذ بحرية جديدة لتصدير نفطه، علي البحر الأحمر عبر ميناء الأردن، وعلى البحر المتوسط عبر أحد الموانئ المصرية.

وقال أسامة كمال، وزير البترول والثروة المعدنية المصري السابق، فى تصريحات خاصة لـ"العربى الجديد" إن العراق يبحث عن موطئ قدم في السوق المصرية التي تتنامى احتياجاتها السنوية من الطاقة.

وأضاف أن الخطوة التالية هي ربط خط نقل البترول العراقي في مصر عبر خط بترول "سوميد" الذي يمتد من العين السخنة على خليج السويس، إلى سيدي كرير على ساحل البحر المتوسط في الإسكندرية (شمال مصر) وهو يمثل بديلا لقناة السويس لنقل البترول من منطقة الخليج العربي إلى ساحل البحر المتوسط.

وأوضح كمال، أن هذا الربط سيساعد على تلبية احتياجات مصر المتنامية من البترول بأي صورة لأنه سيحمل كميات ضخمة من النفط الخام.

وخط سوميد للبترول مملوك للشركة العربية لأنابيب البترول والتي تساهم فيها شركات من مصر والإمارات والكويت والسعودية وقطر.

وكان وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني، محمد حامد، قد صرح أمس الأربعاء، بأن "مباحثات استراتيجية" ستشهدها العاصمة الأردنية عمان، في اجتماع يعقد الأسبوع المقبل يجمعه بنظيريه العراقي والمصري.

وقال الوزير الأردني إن المباحثات التي "يعلن عنها للمرة الأولى، ستنصبّ على التعاون الثلاثي في إطار استراتيجي يضمن أمن الطاقة واستدامة تدفقها".

وكشف الوزير، أن أنبوب النفط الذي اتفق الأردن والعراق على إنشائه قبل عدة شهور "سيمتد إلى مصر".

وقال الدكتور حامد، إن الأنبوب الذي سيمتد من البصرة إلى العقبة جنوب الأردن بطول 1700 كيلو متر بكلفة 18 مليار دولار، تصل طاقته التصديرية إلى مليون برميل من النفط الخام يومياً.

وشدد على أن "المشروع مهم واستراتيجي للعراق والأردن التي سيزودها بنحو 150 ألف برميل نفط يومياً" متوقعاً أن "يبدأ تصدير النفط العراقي عبر الأنبوب نهاية 2017".

وقال مسؤول بارز في وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية، لـ"العربى الجديد" إن القاهرة ستطرح على الجانبين العراقي والأردني ربط خط الغاز العربي بالعراق بما يساعد على توريد الغاز المتوقع إنتاجه من العراق لمصانع الإسالة في مصر.

وأضاف المسؤول أن هذه الفكرة مطروحة بقوة مع رغبة العراق في البحث عن أسواق لتوريد الغاز حالياً وتشبع السوق المجاورة له بإمدادات من إيران وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق مثل أوزبكستان وأذربيجان.

وتسعى دول الاتحاد الأوروبي منذ سنوات إلى تقليل اعتمادها على روسيا في توريد الغاز في ظل الخلافات السياسية المستمرة بينهما.

وأضاف المسؤول المصري، والذي فضل عدم ذكر اسمه، أنه في عام 2010 طرحت فكرة استخدام خط الغاز العربي بطريقة عكسية تتيح استيراد الغاز من العراق وتصديره عبر محطات الإسالة. "لكننا ننظر في الوقت الحالي للسوق المحلية".

وتقدّر الفجوة بين الطلب والعرض من الغاز في مصر بنحو مليار قدم مكعبة يومياً يتوقع أن تزيد إلى 1.5 مليار قدم بحلول الصيف المقبل.

وتنتج مصر حالياً 4.9 مليارات قدم مكعبة يومياً من الغاز يتوقع أن تبلغ 5.7 مليارات قدم مكعبة بنهاية العام الجاري.

ويبلغ استهلاك مصر المتوقع من الغاز في الصيف المقبل نحو 7 مليارات قدم مكعب.

لكن المهندس أسامة كمال وزير البترول السابق، يرى أن استيراد الغاز من العراق أمر بعيد في ظل عدم تنمية العراق لثرواتها من الغاز حتى الآن.

وأضاف أنه يمكن لمصر استيراد الغاز من إقليم كردستان العراق ذي الحكم الذاتي ، لكن السؤال: هل ستسمح حكومة بغداد بذلك؟

يشار إلى أن تحالفاً مكوّناً من شركة مشروعات البترولية والاستشارات الفنية "بتروجت" وشركة أوراسكوم للصناعة والإنشاء الخاصة قد تأهلا للمرحلة النهائية للمنافسة في بناء خط نقل النفط العراقي إلى ميناء العقبة الأردني.

وقدّر مسؤول وزارة البترول والثروة المعدنية حجم المشروع بأنه سوف يتجاوز 4 مليارات دولار داخل الأراضي الأردنية.

وأضاف أن إجمالي تكاليف المشروع تتجاوز 10 مليارات دولار، وكل دولة سوف تتولى تنفيذ المشروع بطريقتها داخل أراضيها.

ومن المتوقع إنجاز التصاميم والدراسات الفنية للأنبوب خلال الربع الأخير من العام الحالي تتبعها مرحلة طرح عطاء وتنفيذ المشروع كاملًا بحلول عام 2017.

وسيمتد الخط البالغ طوله 1700 كيلومتر بين البصرة والعقبة، وسيزوّد مصفاة البترول الأردنية باحتياجاتها الكاملة والمقدرة بـ150 ألف برميل يومياً، فيما تتجه باقي الكميات (850 ألف برميل) إلى ميناء العقبة لأغراض التصدير.

ويركز مشروع بناء خط أنابيب بقدرة نقل مليون برميل في اليوم لنقل النفط الخام العراقي، إضافة إلى خط موازٍ ينقل الغاز الطبيعي قدرته 358 مليون قدم مكعب يومياً.

وشركة "بتروجت" إحدى شركات قطاع البترول والتي تأسست عام 1975 كشركة مساهمة مصرية.

وأضاف المسؤول في تصريحات خاصة، أن 10 شركات دولية تأهلت للمرحلة الأخيرة للمنافسة في بناء هذا الخط الذي يبلغ طوله 650 كيلو متراً داخل الأراضي الأردنية.

وأشار إلى أن من بين الشركات التي تأهلت سامسونغ وهيواندي الكورية الجنوبية وشركة أجيب الإيطالية.

وكان العراق والأردن قد أبرما اتفاقين منتصف أبريل/نيسان الماضي لبناء هذا الخط الذي يبلغ طوله الإجمالي 1700 كليو متر داخل أراضي البلدين.

المساهمون