انتعاش مبيعات الأحذية في السودان

انتعاش مبيعات الأحذية في السودان

04 يوليو 2016
عقبات تواجه صناعة الجلود في السودان (فرانس برس)
+ الخط -


تشكل سوق الأحذية في السودان أحد أهم مجالات التجار الذين يقولون إنهم ورثوا هذه المهنة عن آبائهم، ومع قدوم عيد الفطر تنتعش تجارة الأحذية بصورة لافتة في ظل الإقبال الكبير من المواطنين.
وحذر مراقبون من جلود تأتي من جنوب السودان وتباع في السوق السوداني من دون رسوم أو جمارك، ما يؤدي إلى خفض أسعار بعض أنواع الأحذية والتسبب في خسائر لبعض التجار، وأثر انفصال الجنوب في عام 2011 على مبيعات الأحذية الجلدية في السودان.
وفي هذا السياق، يقول التاجر محمد بابكر إسماعيل، لـ "العربى الجديد"، إن سوق الأحذية عاني من حالة ركود واسعة خلال الفترة الماضية، إلا أن موسم عيد الفطر حرّك الأسواق إلى حد ما.

وعن كيفية صناعة الحذاء يقول إسماعيل، إننا نفصل الجلد ثم نبدأ بتقطيعه وفقا للمقاس، ومن ثم تجهيز الأرضية التي دائما ما تكون من الجلد الخام ثم خياطة الحذاء يدويا وشده في القالب حتى يأخذ شكله النهائي وكل هذه العملية تتم يدويا.
وأشار إسماعيل، إلى أن أفضل أنواع الأحذية المسماة بالنمر ذي جودة عالية وعليها طلب كبير في العيد رغم سعره المرتفع، ولكنه ممنوع من قبل سلطات الحياة البرية نظراً لتحريم ومنع صيد الحيوانات البرية.

ويصنع الحذاء السوداني من عدة جلود منها "الأصلة" نوع من أنواع الثعابين والضأن" و"الأبقار" و"الورل" (فصيلة من فصائل التماسيح)، بجانب جلد الفهد والنمر.
ويباع سعر الحذاء المصنوع من جلد الأصلة بما يتراوح بين 150 و200 جنيه (الدولار = 6.40 جنيه سوداني) فيما تصل أسعار حذاء النمر ما بين 1500 و1800 جنيه والدبيب "الثعبان" ما بين 300 و350 جنيها.

ويبحث معظم السودانيين خلال الأعياد عن جودة صنع الحذاء وتتجه غالبية الأنظار إلى الحذاء المسمى بـ "الجنينة" نسبة إلى ولاية تقع في غرب السودان المحاذية للحدود مع دولة تشاد اشتهرت بصناعة هذا الحذاء.
وتتعدد أنواع حذاء الجنينة من حيث الجودة وأبرزها "نمرة 1" الذي يتراوح سعره بين 100 و200 جنيه، وحذاء "بربل" الذي يتراوح سعره بين 50 و60 جنيها. ومكونات حذاء الجنينة عبارة عن جلد يصنع من جلد "التيس" وهو نوع من أنواع الماعز إضافة إلى جلد الضأن وقربة قديمة يطلق عليها "القرفة"، حسب تجار لـ "العربي الجديد".

ورغم أن الحذاء السوداني، قد تطور بفضل الدباغة الحديثة في صناعة الجلود إلا أنه ما زال التصنيع اليدوي يلقى اهتماماً من بعض المستهلكين.
ويعد سوق الحرفيين في مدينة "ام درمان" من أقدم الأسواق المختصة بصناعة الأحذية.
ويقول مختصون أن السوق مهدد بالزوال عقب تغير أذواق البعض وباتوا يفضلون الأحذية المستوردة الرخيصة التي بدأت تملا السوق السوداني بأسعار رخيصة.

إلا أن المتخصص في مجال الجلود، ياسين الباقر، يؤكد لـ "العربى الجديد"، أن من أبرز ما يهدّد سوق الجلود القوانين المشددة في صيد التماسيح والثعابين التي يهددها الانقراض.
ولكنْ حرفيو سوق مدينة امدرمان يقاومون تلك المتغيرات عبر قيامهم بتصنيع الأحذية من جلود الأبقار ويضعون عليها نقاطاً سوداء ليصبح شكلها مشابها لجلد النمر الذي ما زال الإقبال عليه كثيفاً من قبل المستهلكين.
ويعتقد كثيرون أن سوق الحرفيين أصبح جزءاً من التراث السوداني في صناعة الجلود بصورة عامة وتشكل منتجاته رافداً للمحلات الكبيرة وسوقاً رائجة يقصدها السائحين.

ولعبت المشاركات الخارجية في المعارض الدولية دوراً كبيراً في إبراز جودة الحذاء السوداني الذي اكتسب شهرة كبيرة بالعديد من الأسواق العالمية.
وتأتى غالبية جلود الزواحف من منطقة جنوب النيل الأزرق في الحدود مع دولة أثيوبيا بجانب الجلود المحلية والمستوردة القادمة من بعض الدول.


المساهمون